أهالي "الهرم جنوب" يشكون افتقار المنطقة لخدمات المياه ورصف الطرق والإنترنت

أكّدوا رفع مطالباتهم منذ أكثر من خمس سنوات

الحراصي: نشتري المياه لسد احتياجاتنا اليوميّة.. وإغلاق محطات التزويد يفاقم الأوضاع

المحرزي: المنطقة تشهد زيادة سكانيّة وعمرانية وطالبنا بـ"النطاق العريض" مرارا وتكرارا

المحروقي: الطرق الداخلية عشوائية وتمر خلال أراضي المواطنين

المحذور: بعض المقاولين يتخلّصون من مخلفات البناء بالقرب من الأحياء السكنيّة

الذهلي: بناء مدرسة حكوميّة بالمنطقة سيقلل من معاناة الأهالي ويعزز العمليّة التعليميّة

اشتكى أهالي قرى الهرم (جنوب) الرابعة والخامسة والسادسة

افتقار المنطقة لخدمات شبكة المياه الحكوميّة على الرغم من قرب المناطق السكنية من محطة تحليّة، وطالبوا الجهات المعنية وذات الاختصاص بضرورة الإسراع بتوفير الخدمات الأساسيّة من مياه ورصف للشوارع، كما طالبوا أيضًا بتوفير شبكات الاتصال للإنترنت، وإقامة حديقة عامة تكون متنفسًا للأسر والأطفال للمناطق الثلاث المذكورة، وأشاروا إلى ضرورة وجود مدرسة حكومية بالمنطقة ضمن الرؤى والخطط المستقبلية للحكومة الرشيدة في الأعوام المقبلة لاسيما أنّ منطقة الهرم جنوب تشهد تناميا مضطردا في عدد السكان والعمران الحديث.

الرؤية - خالد الرواحي

المياه.. رحلة بحث مضنية

ويوضح عمار بن عبدالله الحراصي إن أهالي منطقة الهرم جنوب يعانون من عدم وجود شبكات مياه حكوميّة على الرغم من قرب محطة تحلية المياه من المناطق السكنية، كما يوجد بالمنطقة خزان مياه إلا أنّه هو الآخر لا يستفيد منه أهالي المنطقة، مشيرا إلى أن الأهالي يعتمدون على ناقلات المياه (التناكر) لسد احتياجاتهم اليومية، الأمر الذي يكلفهم مبالغ مالية قد تتجاوز المئة ريال بالنسبة للأسرة الكبيرة في الشهر الواحد، ومما يزيد الوضع سوءًا الانقطاعات المفاجئة لتبدأ بعدها رحلة البحث المضنية عن ناقلات المياه والتي يتعذر أو يصعب الحصول عليها في ساعات الليل أو عند ساعات الفجر الأولى، ناهيك عن إغلاق محطات تزويد المياه والذي يزيد الوضع تعقيدًا فتصبح عملية الحصول على ناقلة المياه، أشبه بالحصول على كنز ثمين فيتضاعف سعر النقلة الواحدة لأكثر من 20 ريالا، ويضيف الحراصي أنّ ربّ الأسرة لا حيلة ولا قوة له إلا الرضوخ للواقع الأليم وعدم ترك من يعيلهم بدون ماء لصعوبة الاستغناء عنه ولو لساعات قليلة.

ويؤكد أنّه قد تمّ رفع مخاطبات عدة من قِبل اللجنة المشكلة من عدد من سكان الهرم والتي طرقت أبواب المسؤولين بالهيئة العامة للكهرباء والمياه ومن بين هذه المخاطبات خطاب موجه إلى سعادة والي بركاء السابق عام 2010م، وتضمّن المطالبة بضرورة توصيل خدمة المياه إلى الأحياء السكنيّة بمناطق الهرم الرابعة والخامسة والسادسة. وخطاب من سعادة الوالي موجه إلى المعنيين بخدمات المشتركين بالمحافظة، وذلك بتاريخ 12/7/2010م وقد جاءت الإفادة بأنّ المخطط ضمن الدراسة الاستشارية لمشروع شبكة توزيع مياه ولاية بركاء المرحلة الثانية آنذاك، وقد تعززت هذه الإفادة بخطاب مدير أول التخطيط الاستشاري بموجب خطابه المؤرخ في 5/8/2012م، ولتخفيف المعاناة عن الأهالي، قدّمت اللجنة المكلفة بمتابعة موضوع المياه عدة اقتراحات إلى المسؤولين بالهيئة العامة للكهرباء والمياه، ولكن للأسف الشديد لم تتم الاستجابة بالرغم من مضي خمسة أعوام حول هذا الموضوع.

ويتساءل الحراصي قائلا: أين هم من وضعوا الدراسات والمخططات من الرؤى المستقبلية التي نسمع عنها من حين لآخر؟ أين هم من معاناة الأهالي ألا يملكون رؤى ثاقبة حول التزايد العمراني والنمو السكاني بالمناطق الواقعة جنوب الشارع العام من بينها منطقة الهرم؟!

ألا يوجد لدى هؤلاء المسؤولين قدرًا من الإحساس بمعاناة هؤلاء الأهالي خاصة أيّام ارتفاع درجات الحرارة التي تستمر لعدة أشهر؟ حيث يرتفع سعر صهاريج المياه، والتأخير في إيصال المياه إلى المنازل، وتزداد المعاناة سوءًا عند انقطاع المياه في محطات التعبئة.. أليس من حق ساكني الهرم جنوب التمتع بخدمة المياه أسوة بالمناطق المجاورة؟ فمن يتجاهل هذه المعاناة أو يحاول إيجاد أعذار ومبررات فإننا نرفع معاناتنا إلى أبواب السماء بعد أن أغلقت أبواب الأرض في وجوهنا.

ويضف الحراصي: معاناة الأهالي من عدم توافر المياه تزداد سوءا في فصل الصيف حيث تتزايد حاجة الأسر للماء أكثر، فيعيش أهل البيت في قلق نفسي دائم خوفاً من انقطاع المياه، فتجدهم بين طلوع ونزول لمراقبة كمية المياه في الخزان العلوي للبيت، مناشدا الجهات المختصة الإسراع بتوفير المياه للمنازل لمنطقة الهرم التي تشهد تناميا سكانيا وعمرانيا نسبة لموقعها المميز وقربها من الشارع الرئيسي من جهة الشمال، وشارع الباطنة السريع من جهة الجنوب.

شبكة الاتصالات

أما عبدالله بن ناصر المحرزي فيقول إن منطقة الهرم جنوب تشهد تزايدا متسارعا في إقامة المباني الحديثة إلا أن ساكنيها يعانون من مشكلة عدم وجود شبكات تقوية من قبل موفري خدمة الاتصالات للهاتف المتنقل؛ حيث تعد خدمة الاتصالات الركيزة الأولى في التواصل مع العالم ومن متطلبات الحياة الضرورية في ظل الطفرة المعلوماتية والتكنولوجية الحديثة، والتي ينبغي على الجميع مواكبتها، ويتابع: إنّ أهالي الهرم يعانون من ضعف شــديد في شبكات الاتصالات للهواتف النقالة لكل من شركة (عمانتل وأوريدو) منذ أكثر من 3 أعوام ماضية، مشيرا إلى أنهم تقدموا بعدة مطالبات لتقوية الإرسال للهاتف المتنقل وتوفير خدمة النطاق العريض الثابتة (ADSL) بمنطقة الهرم جنوب إلا أنّ ذلك لم يتحقق حتى يومنا هذا، مع العلم بأنّ فترة التأخير التي استمرت لأكثر من 3 أعوام قد سببت لنا مضايقات كثيرة كون خدمات الاتصالات أصبحت من أهم الأساسيات للتواصل كما تقدم. ويأمل أن يعجل المعنيون بهيئة تنظيم الاتصالات التعجيل بتوفير هذه الخدمات بالتنسيق مع شركات الاتصالات ومزودي خدمة الانترنت في أقرب وقت ممكن.

رصف الطرق الداخليّة

وحول المطالبات برصف الطرق الخارجية والداخلية يقول وليد بن محمد المحروقي إنّ المنطقة تفتقد للمسارات الصحيحة التي تساعدهم على الحركة والتجوال من مكان لآخر بشكل يومي، لافتا إلى أنّهم يعانون من صعوبة الوصول إلى منازلهم بسبب تغيّر مسارات الطرق الداخلية التي أنشأها الأهالي بطريقة عشوائية للوصول إلى منازلهم، لكون هذه الطرق تمر خلال قطع أراضي تخص مواطنين والذين بدورهم يشيّدون مبانيهم عندما يحتاجون إليها مما يؤدي إلى قطع المسار وتغييره لمسار آخر، وهكذا هو الحال في كل مرة يتم فيها إنشاء مبنى جديد، والسبب كله يعود لعدم وجود مسار معتمد من الجهة المعنيّة، لذا المعاناة تتكرر بصورة شبه يومية، أضف إلى ذلك وجود صعوبة في الطرق الترابية الأخرى وتراكم التلال الرمليّة بالمنطقة، ووعورة الشوارع وصعوبتها خاصة للسيّارات الصغيرة.

ويطالب المحروقي الجهات المعنية بالإسراع في رصف الطرق الداخلية بالمنطقة وتحديد مسارات الطرق الرسميّة المعتمدة؛ لتخفيف المعاناة عن سكان المنطقة التي استمرت لأكثر من 5 أعوام، وهم يعانون من صعوبة الوصول إلى منازلهم، ناهيك عن الأضرار الصحيّة التي تسببها هذه الطرق الترابية من تطاير الأتربة كمرض الربو وضيق التنفس وغيرها.

ظاهرة رمي مخلّفات البناء

من جانبه يوضح بدر بن ناصر المحذور أنّ سكان منطقة الهرم جنوب يعانون من ظاهرة رمي مخلفات البناء في المنطقة من قبل بعض المقاولين الذين يقومون بتشييد المنازل الجديدة، فيقومون بالتخلّص من بعض مخلفات البناء على مقربة من الأحياء السكنية وعلى الطرق أو الشوارع أو في الأراضي الفضاء أو في الأودية المجاورة للمنطقة، وهذا ما يشوه المنظر العام للمنطقة علمًا بأنّ مخلفات البناء تعتبر مواد تشكل خطرًا على صحة الإنسان كما أنّها قابلة للاشتعال خاصة أنها تحتوي على أخشاب وبلاستيك وفلين بالإضافة للبلاط والطابوق، كما أنّها ظاهرة غير حضارية تفقد جماليّة المنطقة بكثرة تراكم مخلفات البناء فيها.

ويستأنف المحذوري حديثه قائلا: نطالب الجهات المعنية وعلى رأسها بلدية بركاء إلى الالتفات لمثل هذه المخلفات وتفعيل دورها باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحد من التصرفات التي تتسبب في تلوث البيئة والمنطقة بعدم إعطاء المقاول شهادة إتمام البناء إلا بعد التأكد من نظافة الأراضي المحيطة بالمنزل وتخلصه من مخلفات البناء بالطريقة الصحيحة ووضعها في المكان المخصص لها.

افتقار للمسطحات الخضراء

ويقول بدر بن ناصر الريامي إنّ المنطقة تفتقر للمسطحات الخضراء والحدائق وأماكن اللعب للأطفال مع العلم أنّ المتنزهات والحدائق الخضراء هي جنات الله في أرضه يتمتع بها الناس ويرفهون فيها عن أنفسهم ويهرعون إليها كلما ضاقت صدورهم أو تعبت أعصابهم فيجدون في رحابها وتحت ظلال أشجارها الراحة والهدوء، ويشعرون بالراحة التامة بين مسطحاتها الخضراء وأزهارها، ويتأملون عظمة الخالق سبحانه وتعالى وبديع صنعه، كما تُعتبر الحدائق من الناحية البيئية الرئات التي تتنفس من خلالها المدن، كما أنّها تساهم بقدر كبير في توطيد الروابط الاجتماعيّة بين الناس حيث يلتقون فيها ويتعرّفون على بعضهم بعضا، ويضيف أنّ الحدائق تلعب دورًا رئيسيًا في تجميل المدن والقرى وهي مقياس جمال المدينة.

ويناشد الريامي الجهات المعنية بالإسراع في أن تحظى المنطقة بهذه الخدمات التي تعتبر متنفسًا للأسر وأطفالهم في ظل ما تشهده المنطقة من نمو عمراني مضطرد وزيادة في عدد السكان وهو ما يكسب المنطقة أهمية كبيرة في المستقبل، مشيرا إلى وجود قطع أراض مخصصة للحدائق ضمن مخطط الهرم جنوب مما يجعل الأمر أكثر سهولة على الجهات المختصة باستصلاح هذه الأراضي وزراعتها وتهيئتها وتزويدها ببعض الألعاب المناسبة للأطفال بمختلف أعمارهم.

خدمات التعليم

ويطالب سعود بن شامس الذهلي الجهات المعنيّة بأن تحظى منطقة الهرم جنوب بمدارس حكومية خاصة بها في الأعوام القادمة أسوة ببعض القرى المجاورة كمنطقة الصومحان الجنوبية وغيرها من المناطق والقرى بالولاية، ويعلل ذلك لكون منطقة الهرم تشهد كثافة سكانية كبيرة، وهي في تزايد مستمر، ويرى الشامسي أن بناء مدرسة حكوميّة لساكني الهرم سيعزز العملية التعليمية، كما أنّه سيقلل من معاناة الأهالي بعدم تنقل أولادهم بين المدارس المتفرقة والمتباعدة، مشيرا إلى أنّ أولياء الأمور قد يجدون صعوبة في متابعة مدارس أبنائهم لبعدها عن مناطق سكناهم بالإضافة إلى معاناة أخرى تتمحور حول تباعد مدارس الحلقة الأولى -الأساسي- عن مدارس الحلقة الثانية وما بعد الأساسي.

تعليق عبر الفيس بوك