المها العادية لـ"الرؤية": المرأة العمانيّة تتميز بحضور خاص على الشاشة الفضيّة

بدأت تقديم "من عمان" مطلع 2016.. وتحلم بتقديم نشرات الأخبار

الرؤية - فايزة الكلبانية

أكّدت الإعلاميّة المها بنت ناصر بن سيف العادية أنّ المرأة العمانية تتميز بحضور خاص على الشاشة الفضية، بفضل ما تمتلكه من مؤهلات تبرز من خلالها موهبة التقديم التلفزيوني والقدرة على إجراء حوارات عميقة تطرح كافة نقاط القضيّة المعروضة للنقاش.

وتعشق العادية مجال التقديم منذ الصغر، حتى حققت حلمها وأصبحت واحدة من المذيعات المتألقات في تلفزيون سلطنة عمان، ولم تشغلها الموهبة عن مواصلة الدراسة، حيث تدرس إدارة موارد بشرية في السنة الثالثة بالكلية التقنية العليا.

وقالت العادية في حوار مع "الرؤية" إنّ أول البرامج التلفزيونية التي شاركت فيها كانت برنامج "بلادي" وبرنامج ألعاب وتسالي، عندما كانت في الصف التاسع، وبعدها تحولت للمشاركة في تقديم الأمسيات والملتقيات والفعاليّات، وبعد توقف لفترة طويلة عن التلفاز، عادت مؤخرًا إلى الشاشة الصغيرة، وكانت أولى المشاركات في تقديم التقارير الخاصة ببرنامج قهوة الصباح، وبعد ذلك قدمت في مهرجان صلالة برنامج "مساء المهرجان"، حيث اختصت بتقديم فقرة "زيارة للمها"، تقدم خلالها زيارات لأركان المهرجان والتعريف بها. وأضافت أنّها انتقلت إلى برنامج قهوة الصباح في الفقرة الفنية كل خميس، وبدأت مطلع هذا العام في تقديم برنامج "من عمان"، موضحة أنّها ستقدم حلقة خاصة بمفردها كل أحد أسبوعيًا.

وحول تدرجها الدراسي، قالت العادية إنّ اهتماماتها متنوعة ما بين الدراسة والتقديم والمشاركة في الأنشطة المتعددة في الكلية، بالإضافة إلى التدوين بين الفينة والأخرى، مشيرة إلى أن كل إنسان يواجه تحديات وصعوبات في مسيرته المهنية والحياتية، حتى يستطيع تحقيق هدفه. وأوضحت أنّ هدفها في الوقت الحالي الموازنة بين الدراسة والعمل، حيث تعاني من ضيق الوقت بسبب الالتزام بالعمل، وفي نفس الوقت حضور الامتحانات والمشاريع في الكلية. وتابعت المها أنّها تدين بالفضل إلى الجمهور العريض الذي يحرص على متابعة برامجها، وهو ما يمنحها الشعور بمدى عظم الرسالة الإعلامية، ويؤكد في داخلها الإصرار على مواصلة العمل بكل جهد وعزيمة.

نشرات الأخبار

وتتحدث المها العادية عن أحلامها ومشاريعها المقبلة، حيث تقول إنّها تحلم باليوم الذي تقدم فيه نشرة الأخبار، غير أنّها ترى أنّ ذلك لا يتعارض مع الرغبة في تقديم برامج منوعة، بما يساعدها على اكتشاف شخصيتها وأي من البرامج أكثر تألقًا فيها، مشيرة إلى أنها تسعى بكل جهدها لمواصلة التعلم وتنمية مهاراتها والتميّز في مجال العمل.

وأضافت أنّ التخصص في تقديم البرامج أمر مميز، لكن ذلك لا يمنع التنويع في تقديم البرامج، لاسيما وأنّ القدرات الشخصيّة لكل مذيع تختلف وتتباين من شخص لآخر، علاوة على أنّ المشاهد هو الحكم النهائي وله القول الفصل في مدى نجاح المذيع من عدمه.

وتابعت القول: "كلي ثقة بأنني قادرة على تحقيق طموحاتي في الدراسة والعمل، إذ أطمح إلى الحصول على أعلى الدرجات وأن أحقق التفوق الدراسي، وفي العمل أرى أنّي لا زلت في خطواتي الأولى لكني أطمح لإثبات موهبتي وقدرتي على تقديم مختلف البرامج وأن أصبح إعلاميّة ناجحة".

المرأة الإعلاميّة

وبالحديث عن المرأة العمانية العاملة في مجال الإعلام، أوضحت العادية أنّ المرأه العمانية تُحظى بحضور قوي في الوسط الإعلامي؛ حيث تشارك في مختلف البرامج والفقرات وتساند زميلها الرجل في شتى المجالات، مشيرة إلى أنّ وجود المرأة في العمل الإعلامي لا غنى عنه، نظرًا لما يطرحه الإعلام من قضايا متنوعة، ومنها قضايا ربما تكون المرأة أكثر قدرة على مناقشتها وطرحها على النحو الأمثل، مقارنة إذا ما قدمها الرجل.

وترى العادية أنّ النظرة السلبية إلى عمل المرأة ولاسيما العمل الإعلامي، نظرة محدودة الأفق، وأحادية الجانب، إذ أنّ المرأة أثبتت نجاحات متعددة على مختلف الأصعدة، كما أنّه لا ينبغي النظر إلى عمل المرأة الإعلامي باعتباره مخالفًا للعرف المجتمعي، فلم تعد المرأة في عصرنا الحالي كتلك التي كانت تعيش منذ أزمان غابرة. وتؤكد العادية أنّها محظوظة لنشأتها في أسرة شجعتها على العمل الإعلامي وكانت هي السند والداعم الأول لخوض غمار هذا المجال بكل ما فيه من تحديات وصعاب.

وأوضحت العادية أنّ المذيع مطالب بالتميز والتنويع، وعدم التكرار والبعد عن النمطية والقوالب الجاهزة، إذ أنّ ذائقة الجمهور تتطور مع تطور الحياة، وإذا ما وجد الجمهور أن مذيعًا أو مقدم برامج متخلّف عن ركب هذا التطور فلن يشاهده أو يتابعه، وهو ما يفرض على العاملين في الحقل الإعلامي ضرورة مواكبة هذه المتغيرات والتماشي مع تقنيات العصر وسرعته.

غير أنّ العادية أشارت في الجانب المقابل، إلى نقص الإمكانات وصعوبة تعلم مهارات جديدة في مجال الإعلام، وقالت إنّها في بداية عملها كانت في أمس الحاجة إلى مزيد من التعلم وتطوير الأداء، بدرجة كبيرة، بما يساعدها على أداء رسالتها على أكمل وجه.

وأكدت العادية أنّ التلفزيون العماني يزخر بالعديد من الكفاءات والمواهب المتميزة، سواء من يعملون أمام الكاميرا أو خلفها، وكذلك المذيعين أو مقدمي النشرات الإخبارية، مشددة على ضرورة تسلح المرء في أي مجال- ومجال الإعلام بصفة خاصة- بالعلم والمعرفة، والتزود بمستجدات المهنة التي يعمل فيها، وأنّ يحرص على تقديم كل ما يملك من جهد لمهنته التي يعمل فيها.

وأشارت العادية إلى أنه من الضروري أيضا أن يحرص كل في مجال عمله، على اكتساب الخبرات، التي تعد حصيلة مجموعة من التجارب العملية في ميدان العمل والحياة على السواء، داعية الشباب إلى الاعتماد على الذات في بلوغ ما يطمحون إليه وتحقيق أحلامهم، دون الارتكان إلى الأفكار السلبيّة.

تعليق عبر الفيس بوك