أنا أحلم.. إذًا أنا حيّ

مدرين المكتوميّة

لكلّ إنسان حُلم؛ قد يكون صغيرًا وقد يكون كبيرًا، قد يكون سهلا وقد يكون مستحيلا، المهم من حق كل إنسان أن يحلم، والأهم أن يعمل على تحقيق أحلامه بالإرادة والعمل الصادق والمثابرة والتركيز على تحقيق الهدف.

ومن حق كل إنسان أن يحلم بما يريد ويتمنى، بشرط ألا يكون حلمه مستحيلاً يصعب تحقيقه، بمعنى أن يكون الحُلم على قدر الإمكانيّات حتى يستطيع أن يصل إلى ما يحلُم به، وفي كثير من الأحيان دخل الحالمون بالمستحيل في دوامة نفسيّة سببت لهم اضطرابات نفسية كلّفتهم أضعاف ما كانوا يأملون به في أحلامهم؛ فأصبحوا في تعداد المجانين؛ فلا هي تحققت أحلامهم ولا هم حافظوا على عقولهم التي تلفت بسبب عدم الواقعيّة ونظرتهم إلى اللامحدود.

وبما إنّ الاحلام مشروعة فمن حقي أنا الفقيرة إلى ربها أن أحلم أحلاما في حدود المعقول تمثل جيلي من الشباب بأن يعم السلام أرجاء العالم وأن تنتهي الحروب بلا رجعة وأن تكون لغة التحاور والتفاهم هي المسيطرة، وتذهب القنابل والمدافع ويشترى بثمنها أقلام وتفتح المدارس وبثمن كل طلق ناري لقمة عيش تسد رمق أسرة جائعة. ومن حقي كأنثى أمثل قريناتي أن أنال حقوقي في شرف الحياة الكريمة بعيدة عن نظرة التمييز التي تجعلنا كإناث يجب أن نختبىء في المنازل، فإنني اتحدث عن الأنثى بكل معانيها، الأنثى التي كرّمها الإسلام تكريمًا عظيما، كرّمها باعتبارها أُمًّا يجب برها وطاعتها والإحسان إليها، وجعل رضاها من رضا الله تعالى، وأخبر أنّ الجنة عند قدميها، أي أنّ أقرب طريق إلى الجنة يكون عن طريقها، وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد التأفف، وجعل حقها أعظم من حق الأب، وأكّد العناية بها في حال كبرها وضعفها. وكرّم الإسلام المرأة أختا وعمة وخالة، فأمر بصلة الرحم، وحث على ذلك، وحرّم قطيعتها في نصوص كثيرة، ويجب أن ينظر إليها بعين الإنسان السامي لتتضح حقيقة تكاملها وحقوقها وحريتها، وككائن يستطيع أن يكون سبباً في صلاح المجتمع وتربية أفراد متحابين للأبد.

وبما أنّ لديّ حق شرعي في الحلم، أحلم بذلك اليوم الذي يصبح فيه العرب قوة عظمى يتوحدون على الخير وأن ينصر بعضهم بعضا يتوحدون اقتصادياً واجتماعياً ومصيرياً، حلم بأن يصبحوا أمة موحدة دون حدود سياسية واقتصادية وجغرافية بل وطن عربي واحد يمتد حُباً وتسامحاً من الخليج إلى المحيط، هو حلم غير مستحيل نسبة للعوامل المتوفرة بل حلم لا يحتاج لتفسير في ظل وحدة الدم واللغة والدين بل إنّ العدو نفسه موحد يمكن أن يندحر في ظل تلك الوحدة الحالمة.

وبما أن الأحلام مشروعة ليتنا ننام ونصحو لنجد أن كل ما نتمناه ندركه لأنّ ذلك ليس ببعيد عن المنال، فالأحلام هي الحياه بل هي الدافع إلى حياة أفضل بشرط ألا نجعل الأحلام تقتلنا باستحالتها، وعلينا أن نؤمن بأنّ الفرص تأتي مرة واحدة فعلا فهي لن تتكرر فكما قالت مستغانمي: "الأحلام التي تبقى أحلاماً لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنّيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرة واحدة وما كنّا ندري أنّه لن يتكرّر".

madreen@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك