"البيان للمهارات التعليمية" يحتفل بتخريج الدفعة السادسة من معلمات القرآن الكريم

تحت رعاية ميان آل سعيد

الخايفي: دورة تأهيل المعلمات من أكثر الدورات التي يفخر المركز بتنظيمها

الهادي: حين تنطلق المرأة المسلمة في مجال حفظ وتعليم القرآن الكريم فإنّها تنطلق للسعادة

الوردي: لا منقذ للأمة إلا بالعودة المعنوية والعملية إلى كتاب الله تعالى والعمل بما فيه

الصائغ: الفرق بين من ينجحون ومن يتقهقرون يكمن في الحماس اللازم للاستمرار

مسقط - مديحة عثمان

تصوير/ أميمة الميمنية

احتفل مركز البيان للمهارات التعليمية مؤخرا بتخريج الدفعة السادسة من معلمات القرآن الكريم وبلغ عدد الخريجات 50 معلمة تحت رعاية صاحبة السمو السيدة ميان بنت شهاب بن طارق آل سعيد بعد نجاح سلسلة الدورات التدريبية التي أقامها المركز في مختلف مناطق وولايات السلطنة منها صلالة، وعبري، وابراء، وبصدد تنفيذها في ولاية الرستاق.

وأعربت راعية الحفل عن سعادتها برعاية الحدث وأكدت على أهمية تحقيق الأهداف التي رسمها المركز من خلال إقامته مثل هذه الدورات وعلى رأسها السعي لعلاج ضعف القراءة عند الطلبة عن طريق القرآن الكريم وأردفت: وجدت أن البرامج التي تم التركيز عليها خلال الدورة مفيدة وعملية وبإمكانها أن تساهم في تنمية مهارات الطلبة الذين سيتم تدريسهم وفقها.

وألقى الدكتور سالم الخايفي مؤسس المركز كلمة أكد من خلالها على نجاح الدورات التي أقيمت وتمثلت في انخراط المشاركات مجال تدريس القرآن الكريم وسعي مجموعة منهن لإنشاء مدارسهن الخاصة. وذكر أنّ المركز الذي أنشئ قبل ثلاثة أعوام اعتمد في دوراته على مناهجه الخاصة المستنبطة من مجموعة من القواعد القرآنية والاستراتيجيات الحديثة للتدريس تضمنت الجانبين الأكاديمي ويشمل علم التجويد وأحكامه والأفكار والنظريات الخاصة بطرائق التدريس والشق الآخر الذي تم التركيز عليه في الدورة التدريبية هو الجانب التربوي فيما يتعلق بإكساب المشاركات المهارات اللازمة للتدريس وإعداد الخطط التدريسية ومراعاة الفروق الفردية هذا، إضافة إلى بعض المناهج المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم.

فقرات متنوعة

وتضمن الحفل مجموعة من الفقرات المتنوعة شاركت فيها الخريجات برزت من خلالها مواهبهن في مجال كتابة القصائد والقائها والإنشاد، كما شارك مجموعة من الطلبة الصغار من مدرسة الطفل الذكي فرع بركاء ومدرسة علي حسن لتعليم القرآن الكريم تحت إشراف المركز بتمثيلية تلخص فكرة ومضمون الدورة التدريبية.

وأعربت الخريجات عن شكرهن للمركز على إقامة الدورة في كلمة ألقينها خلال الحفل وجاء فيها: تعاهدن هذا القرآن الذي هو أشد تفلتا من الإبل في عقالها، إن فقدته في الطلب فقد وقعت في العطب، وأذكركم ونفسي بالعمل بهدي القرآن العظيم فمن أجله تُلي وأنزل فليس المراد حفظه فحسب، بل تمثله في الحياة واقعا بتوسط واعتدال كما كان عليه سلف الأمة الأخيار فلتكن إحدانا قرآنا يمشي على الأرض. أما مركز البيان الذي كان لنا حقلا من حقول المعرفة، ومحفلا من محافل التربية، وصمام أمان من الملهيات، ودرعا واقيا من الأفكار المضلة فجزى الله القائمين عليه خيرا، بخاصة معلمنا فمعذرة مسبقة لمقامه الكريم، فلسنا نوفيه حقه ولو جهدنا، فلم يأل جهدا في تعليمنا وتوجيهنا وتنوير فكرنا.

وشاركت مجموعة من الشخصيات البارزة بمقاطع فيديو تسجيلية قصيرة من خلال العرض المرئي الذي بث خلال الحفل، وأكدوا على دعمهم لمثل هذه المشاريع التي تستهدف النساء العاملات منهن وربات البيوت على مختلف فئاتهن العمرية ومستوياتهن التعليمية لما فيه الخير والصلاح للمجتمع لما تمارسه المرأة من دور أساسي وبارز في المجتمع باعتبارها النصف الذي يساهم في تربية النشء سواء في البيت أو المدرسة.

ومن بين الشخصيات الداعمة الدكتور سيف الهادي الذي قال في كلمة وجهها للخريجات: إنّه اليوم الذي تشعر المرأة أنها لبست تاج القرآن الكريم وأبصرت به طريقها وإذا أراد الله توفيقا لأي انسان وفقه ليتفقه في الدين وليتعرف على تأويل الكتاب العظيم، عندما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" لماذا يا ترى؟ لأنّ القرآن الكريم هو النور الذي أراده الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان حتى يبصر به الحياة، والحياة لا يمكن للإنسان أن يبصر فيها الطريق الصحيح وأن يحقق فيها السعادة إلا بمنهج الله تعالى هكذا قال الله تعالى لآدم عليه السلام: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن الكتاب العظيم هو النور والهداية التي أرادها الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان: قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به من اتبع رضوانه سبل السلام. ولذلك فإنّ الله تعالى عندما يوفق هذا الإنسان إلى الإسلام فقد وفقه لهذا النور الذي يجد فيها ذاته ويجد فيها سعادته لذلك فالمرأة المسلمة عندما تنطلق من القرآن الكريم فإنها انطلقت إلى السعادة ستحقق المرأة بتعاملها مع القرآن شيئين قوة الإيمان فقد خلقت المرأة لتكون عاطفتها قوية ومن خلال تلك العاطفة تستطيع أن تكون أما وزوجة فإذا تداخلت هذه العاطفة مع الإيمان وتشربتها عندها تصبح قوية الإيمان ويصبح واجبها الذي وكلت بأدائه في المجتمع متقنا.

رسائل دعم الأنشطة

وأكد الشيخ هلال الوردي أن الانسان إذا تدبر القرآن الكريم وعمل به وفهمه فإن رسالة القرآن واضحة تدعو للخير والصلاح والبر وتربط بين عالم الغيب والشهادة وينضبط سلوك الإنسان بتمسكه بكتاب الله ولا ريب واستشهد بقوله تعالى: والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين. وأضاف: عندما بعدت الأمة عن تدبر كتاب الله وتمسكت بالتاريخ فقط ونبذت كتاب ربها وراء ظهرها أدى هذا إلى الاختلاف وتراجع الأمة الاسلامية ولا منقذ لها إلا بالعودة حقا إلى كتاب الله تعالى وإلى العمل به.

وقدم عبدالناصر الصائغ خبير التدريب الدولي المعتمد من منظمة الانتوساي والخبير الرقابي المتخصص في تقييم الأداء المؤسسي والخطاط والكاتب والفنان التشكيلي كلمة تحفيزية للمشاركات من أجل حثهن على المضي قدما في هذا المجال قال: "لا شك أن المهمة التي تنهضن بها أخواتي المعلمات مهمة سامية ومن أعظم المهام، صلى الله عليه وسلم يقول: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه، هذا الطريق طريق عظيم وهو طريق تحدى إبليس الله تعالى على أنه سيكون المترصد لخلقه في هذا الطريق قال: "لأقعدن لهم صراطك المستقيم" ولا شك أنّ القرآن هو صراط الله المستقيم فمن سار في هذا الدرب فسوف يأتيه الشيطان بالكثير من الوساوس وهمزاته ولمزاته ويعقيه عن الاستمرار، فأنا أقول حيّ على العزم والإصرار فبلا شك أن هذا الطريق يحتاج إلى الكثير من النفس الماراثوني الذي سوف يساعدكم لتستمروا، الفرق بين أؤلئك الذين ينجحون وينجزون وبين الذين يتوقفون ويتقهقرون هو ليس فقط حلو الأمنية ولكن أن يتملك الحماس اللازم للاستمرار في هذا الطريق فاسأل الله لكم التوفيق والسداد فكل إنسان يختار له ما يريد فالحياة متاحة للجميع والفرص متكافئة والحياة كالبوصلة التي تقول لنا هنا الشمال وهنا الجنوب وهنا الشرق وهنا الغرب ونحن من نختار الطريق فهناك من اختار طريق اللهو وهناك من اختار طريق الله تعالى وتعليم القرآن وتعليم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا شك أن هذا الذي أردتموه بعد توفيق الله تعالى وهذا ما اخترتموه فلا تترددوا".

فرحة المشاركات والحضور

وقالت أسماء الحوسنية إحدى خريجات المركز إنّ الجميل في هذه الدورة تركيزها على جميع الجوانب التي من شأنها تحفيز المعلمة على البدء في مشروعها الخاص مثل كيفية انشاء مدرسة قرآن خاصة وكيفية التخطيط للدروس والمناهج المتوفرة باختصار هي دورة استفادت منها كل معلمة وكل أم تبتغ من خلال مشاركتها تدريس أبنائها القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة.

وقالت أفراح الحنظلية -خريجة- شاركت في الحفل بقصيدة من تأليفها وإلقائها: أتمنى أن يشارك الجميع في هذه الدورة التي استفدنا منها الكثير بلا شك فقد كانت الدورة نافذة تعلمنا من خلالها قواعد القراءة وأحكام التجويد وتلاوة القرآن الكريم بصورة صحيحة ومتقنة، وتعلمت خلال الدورة طرق تعليم الأطفال وتدريبهم على المقاطع الصوتية والقراءة الصحيحة لكتاب الله تعالى وكوني أما بلا شك فإنني سأسعى لأعلم ابنائي أولا ومن ثم أبناء مجتمعي كيفية القراءة والكتابة من خلال هذا المنهج الرباني العظيم.

وأكدت أميمة الميمنية على رغبتها من بعد مشاركتها في الدورة على إنشاء مدرسة قرآن خاصة بها إن توفرت الإمكانيات لذلك فقد فتحت لها الدورة آفاقا أرحب للمعرفة وأضافت: "القواعد التي تعلمناها في الدورة التدريبية ليست حكرا على المتعلمين بل بالإمكان تعليمها للجميع على اختلاف مستوياتهم التعليمية وبالتالي المساهمة بنشر العلم والوعي في المجتمع".

وسجلت الخريجة رحاب محمد العياري شكرها وعرفانها للمركز لما تعلمته خلال الدورة التدريبية الذي كان مكثفا بالدروس النظرية والعملية التي أسهمت في إعداد كل خريجة إعدادا كاملا للبدء في تدريس المناهج التي تعلمنها خلال الدورة.

ويشار إلى أن مركز البيان للمهارات التعليمية بدأ مؤخرا دورته التدريبية السابعة في ولاية نزوى وتستمر لبضعة أشهر تليها دورة تدريبية بصدد إقامتها في ولاية الرستاق.

تعليق عبر الفيس بوك