"QNB": 3 سيناريوهات لأسعار النفط في 2016.. وتخمة المعروض مع تراجع الطلب "الأكثر تشاؤما"

السوق "تتكيف ببطء" مع اختلال التوازن.. و50 دولارا أعلى ثمن متوقع للبرميل

الرؤية - خاص

قال التقرير الأسبوعي لمجموعة بنك قطر الوطني "QNB" إن الاضطرابات الأخيرة في أسواق النفط تؤكد أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل هذه الأسواق، لكن من المُمكن التعامل مع الشكوك الكبيرة الموجودة في السوق حالياً من خلال النظر في سيناريوهات مختلفة.

وأضاف التقرير أنّ محاولة قياس تأثير وجهات النظر المختلفة على أسعار النفط تشير إلى أنّ أسعار النفط يُتوقع أن تبلغ 44 دولاراً للبرميل في 2016، وفقاً للسيناريو الأساسي الذي وضعه التقرير؛ ولكن وفقاً للسيناريو الآخر الأكثر تشاؤماً، فإنّ نمو الطلب سيكون مكبوحاً أكثر مما هو عليه في السيناريو الأساسي، ونمو المعروض سيكون أكثر قوة، لذلك فإنّ أسعار النفط ستبلغ 36 دولاراً للبرميل. وتابع التقرير أنه في السيناريو المتفائل، والذي يُرجح أن يشهد فيه المعروض تراجعاً كبيراً مع نمو قوي في الطلب، فإن متوسط أسعار النفط قد يبلغ 50 دولاراً للبرميل.

وقال التقرير إن أسواق النفط عانت من ارتفاع الفائض في المعروض منذ بداية عام 2014، وقد أدى تراكم المخزون إلى انخفاض حاد في أسعار النفط من 115 دولار ا أمريكيا للبرميل في منتصف عام 2014 إلى 34 دولارا أمريكيا في الوقت الحاضر. لكن أحدث البيانات تشير إلى أن سوق النفط قد بدأ في التكيف ببطء مع الاختلال بين الطلب والعرض. وأضاف أن انخفاض الأسعار يشجع على زيادة استهلاك الطاقة، كما يدفع بمنتجي النفط عالي التكلفة إلى الخروج من السوق. وسيعمل المسار الذي يأخذه تكيّف السوق فضلاً عن تأثير الصدمات الجديدة، على تحديد أسعار النفط في عام 2016. ووفقاً لرؤيتنا الأساسية المبنية على افتراضات استمرار النمو في الطلب، وخفض الإمدادات من الولايات المتحدة، وارتفاع الصادرات الإيرانية، واستقرار الإنتاج لدى بقية دول الأوبك، فإننا نتوقع أن يكون متوسط سعر خام برنت 44 دولارا أمريكيا للبرميل في 2016. ويبلغ فائض المعروض في أسواق النفط في الوقت الحاضر حوالي 1.6 مليون برميل يومياً.

ويُرجح أن تحدد أربعة أسئلة الكيفية التي سيتم بها التخلص من المعروض الزائد، وبالتالي تشكيل أسواق النفط في عام 2016. أولاً: هل سيستمر النمو القوي في الطلب (والذي وصل 1.6 مليون برميل في اليوم خلال عام 2015، الأعلى في خمس سنوات) خلال عام 2016؟ ثانياً: كيف ستكون ردة فعل منتجي النفط الصخري عالي التكلفة في الولايات المتحدة تجاه انخفاض الأسعار الذي قد يلحق الخسائر ببعض أعمالهم؟ ثالثاً: متى سيتم رفع العقوبات عن إيران، وكم هو مقدار النفط الإضافي الذي بإمكان إيران ضخه في السوق بعد رفع العقوبات؟ رابعاً: هل ستواصل بقية دول أوبك إنتاجها بالمستويات الحالية، أم أنّ العوامل الجيوسياسية قد تعطل إنتاجها؟

ولتقييم كيفية تأثير هذه الأسئلة على أسعار النفط، سوف ندرس 3 سيناريوهات؛ كل سيناريو منها يقدم مجموعة من وجهات النظر حول الأسئلة الأربعة.

1. السيناريو الرئيسي: في ظل هذا السيناريو، نتوقع ارتفاع الطلب على النفط بواقع 1.2 مليون برميل في اليوم في عام 2016، تمشياً مع توقعات الوكالة الدولية للطاقة. وستظل الصين والدول الآسيوية النامية الأخرى هي المحرك الرئيسي لنمو الطلب العالمي؛ حيث إن ارتفاع طلب المستهلكين الصينيين على السيارات والنقل يفوق تباطؤ الطلب على الطاقة في القطاع الصناعي. كما نفترض أن يتم تقليص انتاج النفط الصخري الأمريكي بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم مع اضطرار بعض منتجي النفط عالي التكلفة للخروج من السوق. وتماشياً مع توقعات الوكالة الدولية للطاقة، نتوقع ارتفاعاً تدريجياً في إنتاج النفط الإيراني ليضيف 0.6 مليون برميل في اليوم للمعروض العالمي من النفط بحلول يونيو 2016 مع رفع العقوبات خلال الربع الثاني من السنة. وأخيراً، نتوقع أن يتم الإبقاء على إنتاج منظمة أوبك من النفط الخام، بدون احتساب المعروض الإيراني الإضافي، عند المستويات الحالية بواقع 31.7 مليون برميل في اليوم.

وفي ظل هذا السيناريو، من المحتمل أن يتقلص فائض المعروض في الأسواق إلى 0.8 مليون برميل في اليوم. وبناء على العلاقة التاريخية بين التغييرات في فائض المعروض وأسعار النفط، نتوقع أن تبلغ أسعار النفط متوسط 44 دولار للبرميل في عام 2016 بانخفاض عن متوسط 54 دولارا للبرميل في 2015.

2. سيناريو انخفاض الأسعار: نفترض في هذا السيناريو أن يتراجع نمو الطلب أكثر ليبلغ حوالي 0.9 مليون برميل في اليوم، أي مكافئ لحجم نمو الطلب في عام 2014. كما نفترض أن منتجي النفط الصخري الأمريكي لن يقلصوا من إنتاجهم وسينجحون في الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية. ومن المفترض أن يتم رفع العقوبات عن إيران خلال الربع الأول من 2016 في هذا السيناريو. وسيسمح ذلك لإيران بزيادة إنتاجها بمقدار 1.0 مليون برميل في اليوم مع نهاية السنة، وهو أعلى مستوى في نطاق تقديرات المحللين. كما نفترض أن تضخ بلدان أخرى في أوبك المزيد من النفط في الأسواق، مما سيضيف متوسط 0.7 مليون برميل في اليوم.

بحسب هذا السيناريو المتشائم، ستتفاقم اختلالات السوق وسيزيد فائض المعروض إلى 2.2 مليون برميل في اليوم. ونتيجة لذلك، يُتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط 36 دولار أمريكي في 2016، وهو تراجع بمقدار الثلث تقريباً مقارنة بمتوسط أسعار عام 2015.

3. سيناريو ارتفاع الأسعار. ويفترض هذا السيناريو أن النمو القوي في الطلب الذي حدث في عام 2015 والذي بلغ 1.6 مليون برميل في اليوم سيستمر في عام 2016. ومن المزمع أن يتقلص المعروض الأمريكي أكثر من المتوقع بواقع 0.6 مليون برميل في اليوم. كما يفترض أن تضيف إيران مقدار 0.3 مليون برميل في اليوم فقط بنهاية عام 2016. ومن المتوقع أن يتم خفض إنتاج دول أوبك الأخرى قليلاً، ربما بسبب عوامل جيوسياسية أو أمنية.

وفقاً لهذا السيناريو، سيستعيد السوق توازنه في 2016 حيث سيتجاوز نمو الطلب نمو المعروض بواقع 0.3 مليون برميل في اليوم، وعندما يبدأ ذلك في تقليص المخزونات الضخمة التي تراكمت خلال السنوات القليلة الماضية، سيبلغ متوسط أسعار النفط 50 دولارا للبرميل في 2016.

تعليق عبر الفيس بوك