في بيتنا (شغّالة)!!..

إضاءة

مسعود الحمداني

(1)

جرائم عاملات المنازل لا تتسع السطور لذكرها..وهي سلسلة لا تنتهي من الفظائع اللاإنسانية التي تُدخل الرعب في أفئدة النّاس، وتشيع الخوف في القلوب الضعيفة والقويّة على حدٍ سواء..نقرأ عنها في الصحف، ونشاهدها عبر (اليوتيوب)، ونسمع عنها من الجيران..فتقشعر لها الجلود، وتهيج معها المشاعر والدموع..ورغم ذلك لا نتعظ، ولا نستغني عن خدماتها (العظيمة)..وصارت هذه (العاملة) جزءًا من الحياة العصرية التي نعيشها دون أن نكترث لنتائجها..بعد أن تخلّت (ربّة البيت) عن دورها لصالح العمل، ولمقتضيات اقتصادية وحياتية (متوهّمة)، على حساب تربية النشء، وتنظيم الأسرة.

(2)

لا يُمكن حصر جرائم (عاملة المنزل)، ولا يُمكن منعها، ولا يُمكن التنبؤ بما ستفعله حين نغفل عنها، أو نترك لها الحبل على الغارب..ونتحسّر حين لا تنفع الحسرة والندم، وأمثلة ذلك كثيرة، منها على سبيل المثال:

عاملة منزل تحرق طفلة، وأخرى تقتل مخدومتها، وثالثة تعذب رضيعًا، ورابعة تضع مواد مخدّرة لطالبة صغيرة، وخامسة تلجأ إلى السحر، وسادسة ترمي بأطفال مخدومتها من النافذة، وسابعة تمارس البغاء في منزل الأسرة بعد ذهاب الجميع للعمل، وأخرى تسرق، وغيرها تهرب بعد أن تضع الطفل عند حاوية القُمامة، وما أدراك ما (القمامة) المكان الذي يتم عنده التنفيذ، والتخطيط، واللقاءات الغرامية بين (القطط)!!..وغير ذلك الكثير الكثير من الجرائم التي تقشعر منها الأبدان ..ولا تعترف بأيّ منطق أخلاقي، أو إنساني.

(3)

هذه العمالة (المختل) كثيرٌ منها نفسيا، والتي تأتينا أحياناً من أدغال أفريقيا، أو من بيوت الصفيح في آسيا، أو من مجتمعات فقيرة اعتادت الجريمة، هنّ من نستعين بهنّ للعمل في بيوتنا، ونسلّم لهن (الخيط والمخيط)، ونوكل لهن تربية عيالنا، ونثق فيهن أكثر من ثقتنا في قريب لنا، ونترك بين أيديهن فلذات أكبادنا، ليصبحن الأم البديلة في منازلنا..دون رقيب أو حسيب..هنّ من يقمن ولأتفه الأسباب بـ (الانتقام) من الأسرة عن طريق جريمة قتل، أو حرق، أو تشويه، أو أشياء لا تخطر على بال الشيطان..

(4)

إذا هربت (الشغَّالة) فكل ما علينا فعله هو أن نقوم بالإبلاغ عنها في وزارة القوى العاملة، ونشر إعلان في الصحف، وبعد ذلك نتجه إلى أقرب مكتب لجلب (العمالة) لنبدأ إجراءات عاملة جديدة..وكأن شيئاً لم يكن..متناسين مئات أو آلاف الريالات التي تتكبّدها الأسرة لجلب عاملة، أو بمعنى آخر جلب (مشكلة) جديدة للمنزل.

وبعد (الهروب) الذي يتم عبر (وسطاء) في هذا المجال تتجه الغالبية منهن إلى (ممارسة الرذيلة المنظمة)، بينما تتجه من لا حول لها ولا قوة إلى العمل في البيوت بالأجرة اليومية دون أن ننتبه إلى الخطر المحدق بنا، وبالمجتمع جرّاء هذا التشغيل غير القانوني.

(5)

ألم يحن الأوان لتنظيم هذه المهنة، وتقنينها بشكل أفضل؟!!.. وذلك من خلال إلزام مكاتب (جلب العمالة) بإخضاع العاملات الوافدات إلى دورات نفسية متخصصة في تربية الأطفال، والقيام بالأعمال المنزلية، والتعامل مع أفراد الأسرة، سواء كانت هذه الدورات قبل استقدامها أو بعد استقدامها للسلطنة، وأن يتم ذلك من خلال معاهد أو مكاتب خاصة لهذا الغرض، بحيث لا تشكّل العاملة الوافدة عبئًا على الأسرة، وعلى الدولة، وأن يتم استقدام العاملات ذوات المؤهلات في مجالهن بدل هذه الفوضى الحاصلة حاليًا، والتي يدفع المجتمع والأسرة ثمنها..ولكن بعد فوات الأوان.

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك