معاً من أجل عُمان!

سيف بن سالم المعمري

الوضع الاقتصادي الراهن الذي تعيشه السلطنة في ظل الانخفاض الحاد في أسعار النفط والتي شكلت تحديات كبيرة للحكومة في ظل تسجيل عجز خلال ميزانية عام 2016م والمقدر بثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون ريال عُماني يُحتم علينا جميعاً كمواطنين أن نكون معاً وأن نتعاضد مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتقليل الآثار المترتبة على الانخفاض الحاد لأسعار النفط.

نعم .. الكل معني وغير معفي من المسؤولية في الحفاظ على مقدرات الوطن واستثمار الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني والسعي الدؤوب إلى العمل والإنتاج. فالموظف في وظيفته مع بداية كل صباح عليه أن يستشعر الأمانة الملقاة على عاتقه في الحضور المًبكر للعمل واستثمار ساعاته بالإنتاج وإنهاء معاملات المراجعين وتنفيذ خطط وبرامج مؤسسته بجودة عالية وفي الزمن المحدد، وعدم التسويف وتضييع الأوقات فيما لا طائل منه سوى هدر الوقت والمال.

والمسؤول عليه أن يُدرك المسؤولية الملقاة عليه وتأديتها كما ينبغي وأن يستثمر الطاقات البشرية والإمكانيات المادية فيما يعود بالنفع على المؤسسة ويحقق النفع العام، وألا يستغل الوظيفة ومنصبه لتحقيق مصالح شخصية ومحاباة موظف على آخر، وأن يُحسن اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، وألا يُعطل القدرات البشرية المنتجة وأن يكون عوناً وسنداً للمبدعين والمبادرين وأن يحفزهم بالتقدير والتكريم، وأن يطور قدرات الموظفين غير المنتجين ويبحث لهم عن الأسباب التي تعينهم على الإنتاج وترك التواكل والخمول .

والمواطن بدوره مسؤول عن ديمومة عجلة العمل والإنتاج حيثما كان في البيت أو العمل أو مقاعد الدراسة أوالشارع ففي البيت تتمثل مسؤوليته في تربية الأبناء الصالحين وأن يغرس في نفوسهم حب العمل والإنتاج والمواطنة وتربيتهم للمحافظة على الممتلكات العامة والمال العام، وشحذ هممهم للعمل الحر والاهتمام بالتعليم وتطوير الذات.

وفي الوظيفة مسؤولية الموظف -كما تقدم ذكره- تتلخص في الاهتمام بالوظيفة التي هيأ له الله حمل أمانتها.

والطالب على مقاعد الدراسة سواء أكان في المدرسة أو الكلية أو الجامعة عليه أن يدرك أنّ العلم أساس تقدم الأمم وأن عليه مسؤولية استثمار أوقاته في مواصلة البحث عن المعرفة والولوج إلى المعارف العلمية التي تعينه على خدمة مجتمعه ووطنه، وأن يسعى لكسب العلم النافع واختيار التخصص الذي يواكب متطلبات سوق العمل المحلي.

والمواطن أينما تواجد في القرية أو المدينة أو حتى خارج السلطنة عليه أن يكون مواطنًا صالحًا وأن يُجسد الشخصية والهوية العُمانية في كل أقواله وأفعاله.

نعم .. المرحلة الحالية تتطلب منِّا أن نكون معاً من أجل عُمان، وأن يستشعر كل واحدٍ منّا أننا أمام مرحلة اقتصادية حرجة جداً، وأن الحكومة وضعت التدابير التي تقلل من آثار الأزمة على الاقتصاد الوطني وبالتالي علينا أن نضع أيدينا بيد الحكومة لتحقيق المصلحة العليا لعُمان.

Saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك