السعودية توقف الملاحة الجوية مع إيران.. وتضامن بحريني وسوداني بقطع العلاقات الدبلوماسيّة

روسيا تدعو إلى ضبط النفس وتقول إن الهجوم على السفارات غير قانوني

عواصم - الوكالات

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إنّ قطع السعودية للعلاقات مع إيران سيمتد ليشمل وقف حركة الملاحة الجويّة بين البلدين وإنهاء العلاقات التجارية ومنع مواطنيها من السفر إلى الجمهورية الإسلامية.

وقال الجبير في مقابلة أجرتها معه رويترز إنّ الحجاج الإيرانيين ما زالوا محل ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة في السعودية مضيفا أنّ على إيران أن تتصرف مثل "دولة طبيعية" وليست "ثورية" وينبغي عليها احترام الأعراف الدولية قبل إعادة العلاقات.

وقالت وكالة أنباء البحرين إنّ المملكة أعلنت أمس قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد يوم من اتخاذ السعودية القرار نفسه.

وقالت الوكالة "قررت مملكة البحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطلب من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة".

ومن جانبها، قالت روسيا أمس إنّ الهجمات على البعثات الدبلوماسية لا يمكن أبدا اعتبارها وسيلة قانونيّة للاحتجاج. وذلك بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران احتجاجا على إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

وأبدت وزارة الخارجية الروسية "قلقا بالغا" إزاء تدهور الوضع في المنطقة ودعت السعودية وإيران ودولا أخرى إلى "ضبط النفس وتفادي أي خطوات يمكن أن تعقد الموقف وتؤدي إلى إذكاء التوترات.

واتهمت إيران السعودية أمس باستغلال هجوم على سفارتها كذريعة لقطع العلاقات في أزمة دبلوماسية تعمق تناحرهما الذي كثيرًا ما يتّسم بالعنف على النفوذ في الشرق الأوسط.

وقطعت السعوديّة علاقاتها مع إيران أول أمس وتبعتها البحرين والسودان أمس بعد يومين من اقتحام متظاهرين إيرانيين مقر السفارة السعودية في طهران احتجاجًا على إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز.

وخفّضت الإمارات كذلك تمثيلها الدبلوماسي مع إيران مع امتداد الصراع بين القوى الشيعية والسنية في المنطقة مما دفع أسعار النفط للارتفاع وهدد بتعميق الانقسامات الطائفية في المنطقة.

وقتل رجل بالرصاص في المنطقة الشرقية بالسعودية في وقت متأخر من مساء الأحد عندما تعرضت قوات الأمن لإطلاق نار وقصف مسجدان سنيان في الحلة التي تقطنها أغلبية شيعية بالعراق. وبعد الرد الغاضب للشيعة في مختلف أرجاء العالم على قرار السعودية إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بتشكيل "خلايا إرهابية" وسط الأقلية الشيعية في المملكة. وردت إيران بأن الرياض استغلت واقعة السفارة وهجوم مماثل على قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية "كذريعة" لتصعيد التوترات.

وارتفعت أسعار النفط بنحو اثنين في المئة متجاوزة تأثير الضعف الاقتصادي في آسيا مع تبادل السعودية وإيران المصدران الكبيران للنفط الاتهامات وامتدت التوترات إلى دول أخرى منتجة للنفط مثل العراق.

وقالت الصين وهي مستورد رئيسي للنفط الخام إنّها "قلقة للغاية" بشأن التطورات فيما اعتبر تحولا عن إحجامها السابق عن التدخل دبلوماسيًا في الشرق الأوسط. ودعت الولايات المتحدة وألمانيا إلى ضبط النفس وعرضت روسيا التوسط لإنهاء الخلاف.

وأدان الأزهر في القاهرة ومنظمة التعاون الإسلامي في السعودية الهجمات على بعثات الرياض الدبلوماسية وأكدا على ضرورة التزام طهران باحترام الشؤون الداخلية للمملكة.

وتهدد التوترات بإخراج جهود لإنهاء الحرب الأهليّة الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات عن مسارها إذ تدعم السعوديّة ودول عربية خليجيّة أخرى جماعات معارضة تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران.

تعليق عبر الفيس بوك