عُمان بخير

فايزة الكلبانيَّة

همسة أولى

ساعات قليلة ونطوي صفحات العام 2015 بالآمال والأمنيات التي سطَّرناها في مُخيلتنا؛ تحقَّق منها البعض، فيما لا يزال البعض الآخر في انتظار القَدَر ليتحقَّق.. العام الماضي كان حافلا بالأحداث؛ كان أكثرها إشراقا وألقا العودة الميمونة لمولانا حضرة صاحب الجلالة إلى أرض الوطن سالما مُعافى بعد رحلة علاج ناجحة في ألمانيا. فيما كانت الأنباء عن انهيار أسعار النفط على رأس الأخبار المزعجة على مُختلف الصُّعد.

وقبل أن يلوِّح العام 2015 مودِّعًا كان الجدل سيِّد الموقف بُعيد اجتماع مجلس الوزراء، الذي خرج بالعديد من الإجراءات التي تدعم موقف السلطنة في التعاطي مع أزمة انهيار أسعار النفط؛ للتقليل من التأثيرات الناتجة عن تلك الأزمة.. الجدل كان مبعثه قلق الشارع العُماني حيال أبرز تلك القرارات وهو رفع الدعم عن المحروقات (والمقرر أن يبدأ العمل به منتصف الشهر المقبل)، وما سيترتب عليه من ارتفاع في أسعار بعض السلع بلا شك. وعلى الرغم من التوجيهات التي خرج بها المجلس الموقر لهيئة حماية المستهلك بمراقبة الأسواق، إلا أن المخاوف بلا شك تبقى مشروعة.

ما يعوِّل عليه الشارع العُماني هذه الأيام، الثقة الغالية في حكمة مولانا القائد المفدى -أيَّده الله- والتوجيهات السديدة لجلالته، وحالة التلاحم والانسجام بين مختلف فئات المجتمع، مادامت عُمان هي الغاية والهدف الذي من أجله يحيا أبناء هذا الوطن.. وأقولها بكل ثقة إن "عُمان بخير يا أبناء بلادي، بتلاحم صفوفكم ووحدتكم"، فلا داعي للخوف. وأقول لمسؤولينا "لا تخذلوا قلوبا تعلقت بالأمل بعد الله فيكم".

 

همسة ثانية

الجميعُ يحبس أنفاسه في انتظار الإعلان رسميًّا عن ميزانية الدولة للعام 2016، وسط ترقبات لما ستؤول إليه الأرقام النهائية وحجم العجز، والتي بلا شك ستتأثر بالأزمة الحالية باعتبارنا جزءًا من هذا العالم المتخبط في أزماته.. ويبقى الترقب عنوانا للمشهد الحالي، صحيح أن تصريحات المسؤولين تبعث على الطمأنينة وأن "الأمور طيبة، أو العجز ليس مقلقا"؛ وأن حجم العجز المتوقع لن تشكل نسبته الشيء الكبير الداعي للقلق.. ولكن ليتهم يعلمون أن المخاوف تكمُن في اتساع مستوى العجز في ضوء بقاء أسعار النفط متدنية، وأن التساؤل الآن: أين الخطط المستقبلية بعيدة المدى والتي تمَّت صياغتها على أيدي "بيوت خبرة" لها باعها الطويل في التعامل مع ما يسمى بــ"إدارة الأزمات"؟.. وبَيْن تصريحات المسؤولين المطمئنة والأنباء المتواترة عن تفاقم حجم الأزمة، تبقى كذلك كل الأسئلة والمخاوف مشروعة، إلى أن يجد في الأمور جديد.

 

همسة ثالثة

"الآن وقت القطاع الخاص".. الذي بات مُطالبا أكثر من أي وقت مضى بأن يثبت بحقِّ أنه شريكا أساسيا وداعما رئيسيا لنظيره "العام" في تحمُّل مسؤولياته تجاه الوطن للخروج من الأزمة الراهنة وتبعاتها.. فالقطاع الخاص -بما يتوافر عليه من مقومات- قادر على المبادرة في ضخ الكثير لتمويل وتنفيذ المشاريع لضمان استمرارية العطاء والتقدم.. وعلى القائمين على هذا القطاع الواعد أن يعووا أن عُمان فوق كل المصالح، وأن الوقت وقت العمل والعطاء، فلا رجوع، ولا مناص عن التكاتف لاستكمال مجد عُمان الوطن.. عُمان الخير.

 

همسة رابعة

"غرباء في الفائض.. شركاء في العجز"، هكذا كتب أحدهم تدوينته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهي التدوينة التي تم تداولها بشكل واسع على المستوى المحلي، وفي رأيي أنها تستحق أن تأخذ لقب "الأروع لهذا العام"؛ لأنها لخَّصت المعادلة الصعبة بأن المواطن هو الشريك الأساسي في مواجهة العجز.. لذا أطلب من الأصدقاء والأخوة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن يتحلُّوا بالإيجابية في كل تدويناتهم وتعليقاتهم، وكفانا تشاؤما؛ فاليوم لسنا في صراع مع "حكومتنا" بل كلنا نكمل بعضنا البعض؛ لأجل تراب هذا الوطن. ومن هنا أكرر، لابد أن نصيغ ترجمة حقيقية لمبدأ "الشراكة".. علينا أن نترفَّع عن المثبطات المحطِّمة لطاقاتنا؛ فنحن اليوم بحاجة ماسة لتكاتف الجهود من أجل غدٍ أكثر أملا وإشراقا.. فخرا وعزا بهذا الوطن الغالي.

---------------------------------

همسة لعامي القادم:

أمنياتي وأحلامي واسعة، لا حدود لها، ولكن تبقى لديَّ أمنيتان ستظلان دوما في رحاب القلب؛ أولاهما: أن يظل الأمن والأمان عنوانًا لعُمان الفخر والعزة وأن يعم السلام بين شعوب العالم أجمع.. أمَّا الثانية فستبقى سرًّا بيني وبين ذاتي المليئة بالأحلام.

faiza@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك