مآسي وآلام تودع العام بـ "تلويحة دموية"

"حرب اليمن" و"انتفاضة السكاكين" و"هجمات باريس".. ملفات ترسم الخطوط العريضة لأجندة العام

 

< "التحالف الإسلامي" ورحيل الملك عبدالله وحرق الكساسبة وتفجيرات تونس.. أبرز أحداث الشرق الأوسط في 365 يوما

< مصر تنتخب البرلمان.. و"أزمة النفايات" تشعل فتيل الغضب في لبنان.. وليبيا توقع "اتفاق الصخيرات"

< طائرات روسية في سماء سوريا.. والعراق يبدأ "عمليات التطهير".. وقتلى في "تفجيرات الكويت"

 

 

دمارٌ وخرابٌ وإرهابٌ.. دماء أبرياء تُراق في تفجيرات غادرة هنا وهناك، ضربات جوية وقذائف صاروخية، قِمَم دولية واجتماعات أممية، حروب مستعرة ومساعٍ حثيثة ومفاوضات على قدم وساق لإقرار اتفاقات سلام أو هدنات لوقف إطلاق النار.. "داعش"، وإسرائيل، واليمن، والسعودية، ومصر، وروسيا، وفرنسا"، وغيرها من الأسماء والكيانات والتحالفات.. تعددت المشاهد واختلف أبطالها في "عام دموي" تغيَّرت فيه الخريطة السياسية، ليودع العالم العام 2015 بأسى، مستشرفا عاما جديدا مليئا بالضبابية والآمال في آن.

 

الرُّؤية - هيثم صلاح

 

في السابع من يناير، وقع هجوم دامٍ على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" في قلب العاصمة الفرنسية باريس، من قبل مسلحين يحملان رشاشات كلاشنيكوف، وراح ضحيته 12 قتيلا و11 جريحا، ولم ينج من الهجوم سوى شخص واحد.. وأفاد رجال الشرطة ووسائل الإعلام بأن المهاجمين صرخا "لقد انتقمنا للنبي محمد"، و"الله أكبر"، وانطلق المسلحين باتجاه شمال العاصمة، لتفقد قوات الأمن أثرهما، وتبدأ عملية البحث عن أشخاص شنوا أعنف هجوم تشهده الصحافة الفرنسية منذ عقود.

وفي نفس الشهر، أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأن الأمير سلمان بن عبدالعزيز سيتلقى البيعة ملكا جديدا للملكة العربية السعودية، كما دعا العاهل الجديد إلى مبايعة ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، وليا جديدا للعهد، وقد تلقى البيعة على ذلك.

وفي فبراير، بثَّت حسابات تابعة لـ''داعش'' الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو تحت اسم "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب" يظهر عملية إعدام 21 قبطيا مصريًا ذبحًا، وبعدها ردت القوات المسلحة المصرية بغارات على مواقع للتنظيم داخل الأراضي الليبية، وإثر ذلك حذرت الخارجية المصرية -عبر بيان رسمي- المواطنين من السفر إلى ليبيا تحت أي سبب أو مسمى أو مبرر في ذلك الوقت حتى ولو كان بتأشيرة رسمية.

وفي نفس الشهر، قام نفس التنظيم الإرهابي بنشر فيديو يظهر حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيًا في قفص حديدي، ردًّا على ما ادعاه التنظيم تباطؤ الحكومة الأردنية في تنفيذ ما طلبه من الإفراج عن السجينة العراقية ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح "الكساسبة". ووقع "الكساسبة" في قبضة التنظيم بعد سقوط طائرته قرب الرقة بسوريا في 24 ديسمبر من العام 2014، خلال غارة جوية للتحالف الدولي، الذي يحارب التنظيم.

وفي ليبيا، وقع ثلاثة انفجارات متزامنة بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون، استهدفت مديرية أمن مدينة القبة بليبيا، في فبراير، وأسفرت عن 45 قتيلا وإصابة 70 آخرين. وشهدت مدينة مصراته وبواباتها الشرقية عدة تفجيرات كان أشدها تفجير بوابة السدادة فى أبريل الماضي، والذى أسفر عن سقوط خمسة قتلى وإصابة 25 آخرين من المدنيين وأفراد الأمن. وفي يوليو استهدف تفجير القاعدة الجوية بمصراتة غرب ليبيا، والذي أسفر عن تدمير 13 طائرة حربية، مؤكدًا أنه جاء ردًا على قيام من وصفهم بـ"مرتدي فجر ليبيا"، بقصف عامة المسلمين في سرت والنوفلية.

 

باردو.. تونس

وفي مارس من العام 2015، شهدت العاصمة التونسية هجوما إرهابيا على متحف باردو قرب مقر البرلمان وسط العاصمة، من قبل مسلحين برشاشي كلاشينكوف، وفتحا النار على السياح، ثم طاردوا بعضهم وقتلوهم داخله، أسفر الهجوم عن مقتل 22 شخصا بينهم 17 سائحا ومدنيا تونسيا وأحد أفراد الشرطة التونسية، بالإضافة للمهاجمين. وتدخلت قوات الأمن التونسية وقتلت المهاجمين، وتمكنت من إجلاء 92 سائحا من جنسيات عدة كانوا داخل المتحف، كما أسفر الهجوم بحسب رئيس الوزراء عن إصابة 44 شخصا هم "13 إيطاليا منهم جريح في حالة حرجة، و7 فرنسيين منهم جريح في حالة حرجة، و4 يابانيين أحدهم حالته حرجة و6 تونسيين و11 بولونيا وروسي واثنين من جنوب إفريقيا". وتم الكشف عن هوية منفذي الهجوم الإرهابي وهما التونسيان ياسين العبيدي وحاتم الخشناوي.

 

حرب اليمن

وخلال الربع الأول من العام 2015، بدأت في اليمن حرب أهلية بين جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المدعومين من إيران من طرف، والقوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي المدعومين من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت والمغرب وقطر ومصر والسودان من طرف آخر.. بدأت بمعارك وهجمات شنها الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح للسيطرة على محافظة عدن وتعز ومأرب، وبدأ الهجوم في 22 مارس 2015، باندلاع اشتباكات في محافظة تعز، وكانت الاشتباكات في مأرب قد بدأت منذ أواخر 2014 بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وقبلها معركة عمران ورداع، حيث سيطر الحوثيون على عمران وصنعاء وضواحيها تحت غطاء مطالب سياسية، وأنتقلت المعارك إلى تعز بعد إنقلاب الحوثيين وكذلك محافظات جنوب البلاد لحج والضالع وشبوة وعدن.

وبحلول 25 مارس، أسقط الحوثيون تعز والمخا ولحج وتقدموا إلى مشارف عدن، مقر الحكومة ومعقل الرئيس هادي، الذي غادر البلاد بعد تعرض القصر الجمهوري في عدن لقصف جوي، ووقتها أعلنت السعودية بدء عملية عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في البلد بمشاركة العديد من الدول الخليجية، وتقديم المساعدة اللوجستية من الولايات المتحدة الأمريكية ولا تزال الحرب مستمرة إلى الآن، مع تهاوي العديد من المفاوضات وهدنات إطلاق النار.

 

تفجيرات الكويت

وفي يونيو، شهدت الكويت وقوع انفجار استهدف مسجد الإمام الصادق في حي الصوابر في العاصمة الكويت، وذلك أثناء أداء صلاة الجمعة؛ أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا، ولاقى الحادث أصداءً واسعة من الإدانات على المستوى العربي والدولي.

وفي السعودية، وقع تفجير انتحاري في أغسطس الماضي، استهدف مسجدًا في مدينة أبها جنوب غرب السعودية، وأسفر عن مقتل 15 شخصا، بينهم 12 من عناصر الأمن، وفي أكتوبر وقع تفجير آخر، أخر استهدف مسجد بحي دحضة في محافظة نجران بجنوب السعودية؛ أدى إلى مقتل شخصين وجرح آخرين بجروح.

 

الانتفاضة الثالثة

انتفاضة القدس، أو انتفاضة السكاكين، هي موجة احتجاجات وأعمال عنف تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل من شهر سبتمبر الماضي حتى الآن، تميزت بقيام فلسطينيين بعمليات طعن متكررة لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين، وكذلك قيام إسرائيليين يهود بطعن فلسطينيين، واندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.

وتجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم وبشكل شبه يومي، بعمليات إعدام لفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والمدن العربية داخل الخط الأخضر في فلسطين المحتلة، بزعم محاولتهم تنفيذ عمليات طعن ضد جنوده، فيما يتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تسجيلية، لعمليات إعدام بدم بارد ينفذها الاحتلال بحق فلسطينيين بدون أي سبب.

وفي أغسطس، فشلت الحكومة اللبنانية في إيجاد مخرج لأزمة نفايات دفعت آلاف اللبنانيين للنزول إلى الشارع، إذ ألغت نتائج المناقصة الحكومية لاختيار ست شركات لجمع ومعالجة النفايات، بينما انسحب وزراء من الجلسة احتجاجا على ما أسموه غياب مبدأ الشراكة، وقال بيان صادر عن الحكومة، بعد جلسة استثنائية دامت نحو خمس ساعات "قرر مجلس الوزراء عدم الموافقة على نتائج المناقصات وتكليف اللجنة الوزارية البحث في البدائل ورفعها الى مجلس الوزراء" على خلفية الكلفة المادية المرتفعة.

ضربات روسيا

وعودٌ إلى السياق السياسي مرة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في أكتوبر الماضي، بدء توجيه ضربات نوعية لمواقع "داعش" فى سوريا، ونقلت شبكة "سى.إن.إن" الإخبارية الأمريكية عن مسئول أمريكى رفيع المستوى، إن روسيا نفذت أول ضربة جوية فى سوريا بالقرب من مدينة حمص. وأضاف أن الروس أخبروا مسئولين أمريكيين بضرورة سحب الطائرات الأمريكية من الأجواء السورية، لكنهم لم يعطوا معلومات جغرافية، بشأن منطقة الضربات الجوية. وبدأت الضربات بعد ساعات من تفويض مجلس الاتحاد الروسى، الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، باستخدام القوة العسكرية فى الخارج.

 

هجوم فرنسا

قتل 129 شخصاً وجرح نحو 352 آخرين، بينهم 99 على الأقل في حالة حرجة جداً، وفق النائب العام في باريس، في سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي في محيط ملعب فرنسا وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن حدثت مساء الثالث عشر من نوفمبر 2015 في العاصمة الفرنسية باريس،

وفي 24 نوفمبر 2015، فتحت قوات الدفاع الجوية التركية النار على مقاتلة روسية من طراز سوخوي سو-24؛ مما أدى إلى سقوطها قرب الحدود السورية التركية فوق جبل التركمان بمحافظة اللاذقية السورية.. وأعلنت قيادة أركان الجيش الروسي أن أحد طياري مقاتلة سوخوي-24 التي أسقطتها تركيا قرب الحدود السورية قتل الطيار أثناء هبوطه بالمظلة، والآخر تمكن من الفرار، ووفقا لأحدث معلومات فقد انتشله جيش السوري، وأعادته إلى قاعدة جوية روسية ومنها إلي عودته لبلاده.

وفي نوفمبر كذلك، شهدت انتخابات البرلمان الاستحقاق الثالث من خارطة طريق وضعتها القوات المسلحة المصرية عقب الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو من العام 2013.

وفي الشهر ذاته، شهدت مدينة "سوسة" التونسية، تفجيرًا إرهابيًا استهدف فندقًا سياحيًا في مدينة سوسة الساحلية؛ ما أسفر عن مقتل 29 شخصًا وإصابة 20، وفي نوفمبر وقع تفجير انتحاري استهدف حافلة لحرس الرئاسة التونسي؛ أدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة 20 آخرين، وبعد التحقيقات أعلنت الرئاسة التونسية، أن الهجوم، نفذه انتحاري من داخل الحافلة.

فيما تحطمت طائرة روسية من طراز إيرباص 321، وعلى متنها 217 راكبًا، إضافة إلى طاقمها المكون من 7 أفراد، قرب مدينة الحسنة بسيناء المصرية، في نوفمبر الماضي، وكانت الطائرة في رحلتها من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة سان بيترسبورج الروسية.. نشر تنظيم "داعش"، صورة يزعم أنها لقنبلة وضعها عناصر التنظيم في الطائرة الروسية التي أقلعت من مطار شرم الشيخ؛ مما أدى إلى تحطّمها ومقتل 224 شخصًا.

وفيما عرف باسم "مجزرة كاليفورنيا"، فتح مسلحان النار على حفل في مركز للخدمات الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة سان برناردينو جنوبي ولاية كاليفورنيا، 3 ديسمبر 2015؛ مما أسفر عن مقتل 14 شخصا، وإصابة أكثر من 10 بجراح خطيرة.

 

التحالف الدولي الإسلامي

وفي ديسمبر، أعلنت المملكة العربية السعودية، عن تشكيل تحالف جديد ضد الإرهاب يضم 35 دولة عربية وإسلامية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها "داعش" و"القاعدة". وسيتم إنشاء مركز عمليات في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية، ويضم التحالف الجديد غالبية دول مجلس التعاون الخليجي، وهي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت. ومن الدول العربية في آسيا هناك الأردن ولبنان واليمن وفلسطين. ومن إفريقيا يضم مصر والسودان وتونس وليبيا والمغرب وموريتانيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر، ومن الدول الإسلامية في آسيا تركيا وباكستان وبنغلاديش وماليزيا والمالديف، ومن إفريقيا يضم تشاد وتوغو والسنغال وسيراليون والغابون وغينيا وبنين وكوت دي فوار ومالي والنيجر ونيجيريا، عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها للتحالف، أبرزها إندونيسيا، في حين استثني منه إيران والعراق.

تعليق عبر الفيس بوك