الدور الدور.. شتاء وصيف

حسين الغافري

مع اقتراب نهاية العام الحالي ووصولنا إلى انتصاف دورينا بنهاية الجولة الثالثة عشرة يظهر أن تشويق دورينا سيذهب إلى مراحل متقدمة في الجولات المقبلة مع بداية الدور الثاني. العروبة حقق المراد ونصّب نفسه بطلاً للشتاء بجدارة واستحقاق، ويُراهن على مجموعته في الحفاظ على اللقب للعام الثاني على التوالي مع منافسة شرسة للغاية هذه المرة مؤكد بأنّها سترهقه وتثقل تسارع تقدمه وتجعل المتابع هو الرابح الأبرز.

العروبة بدوره وفي حال تخطيه في النهائي المبكر أمام صور ضمن دور الـ 32 من كأس مولاي حضرة صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه- ستكون دفعة معنويّة ينتظرها العرباوية للحفاظ على اللقب. أمّا صور فقد بدأ يقلق محبيه بتراجعه المخيف هذا الموسم وحصده لتسع نقاط فقط! وهو الذي نافس على لقب الدوري في العام الماضي وحلّ ثانياً وكان وصيف جاره العروبة في الكأس المحليّة. وضع صور هذا الموسم لا يدعو للتفاؤل؛ فالفريق معرض للهبوط للدرجة الأولى ولو أنّ الحديث مبكر على ذلك ولا نمني النفس في الحديث عنه أو طرحه من باب الفرضيات؛ إلا أنه حتى الآن لم يعرف طريق الانتصارات في الدور الأول إلا مرة واحدة، وحقق التعادل والخسارة في ست مناسبات لكل منهما. فصور بحاجة إلى وقفة جادة فعلية تنقذ موسمه وتعيده إلى سكة تواجده الطبيعي لأندية المقدمة!.

من جانب آخر فصحار هذا الموسم وبنهاية الدور الأول قدم مباريات عملاقة وينافس على الصدارة بعدما كان الموسم الماضي قاب قوسين أو أدنى من الهبوط لولا تفوقه بالمباراة الفاصلة على الرستاق.. صحار وبدعم جمهوره الكبير والمؤازرة التي يلقاها من محبي التماسيح الذين يضيفون متعة لها وقعها الخاص بالدوري وعلامه فارقة تميز الأخضر الصحاري تضع اللقب نصب الأعين وتزيد من حرارة تنافس أندية المقدمة؛ وهم جادون بذلك خصوصا أنّ نتائجه تشير إلى ذلك.

صحار مع السويق هما أقل الأندية خسارة في دورينا، فالسويق أيضاً صحح مساره هذا الموسم ويقدم لقاءات قوية وينافس على حظوظه في اللقب بفارق ثلاث نقاط عن المتصدر نادي العروبة.

أمّا المصنعة فرغم صدارته للدوري في الجولات الأولى واستبشار محبيه خيراً بموسم رياضي قد يحقق فيه الكثير من النجاحات، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فالفريق تراجع عمّا بدأ به من قوة. وهو الآن في منتصف الترتيب. ورغم أنّ المصنعة من بين الأندية التي تمتلك خط دفاع قوي مع النصر إلا أنّه لا يمتلك ذلك السجل المرضي في خط المقدمة. الخلل ذاته يشاركه فيه تماماً نادي الجنوب "النصر" فالفريقان قويان من الناحية الدفاعية ولكن هجومياً سجلهما ليس بذلك السجل المبهر؛ وهي فرصة لتصحيح الوضع والتفكير في حل مشكلة العقم الهجومي حتى تتوسع دائرة المنافسة على مراكز المقدمة وتزيد من جمالية اللقاءات القادمة.

أندية النهضة وصحم والشباب والخابورة الوضع لديها مقلق؛ رغم أنّ حظوظ النهضة كانت ستكون أكبر لولا خسارته الأخيرة من ظفار بعد تقدمه ولكن فرصته لا زالت متواجدة بشكل كبير للدخول في صراع المقدمة. أمّا نادي ظفار فيملك بنظري حظوظا كبيرة في المنافسة على الدوري هذا الموسم لو أعاد تنظيم صفوفه في الدفاع، وهو مرشح بارز من أجل اللقب والدور الثاني منتظر فيه تقديم وجه جاد للمنافسة ويكون من بين الثلاثة الأوائل في قادم الجولات، إجمالاً فصراع اللقب قدم "صيفا" حارا بالمنافسة في الدور الأول أو كما يطلق عليه دور "الشتاء" ومؤمل منه أن يستمر ويتوسع، وكل المؤشرات تقودنا إلى ذلك، والهدف إضافة الإثارة على الدوري ولقاءاته، ومن دون شك سيخلق ذلك مستويات فنية مقبولة وسيضفي طابع الترقب على كل اللقاءات نظراً لترابطها ببعضها.. وهذا هو المطلوب.

hussainghafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك