الهوكي .. عصوات خجولة

أحمد السلماني

مللنا ومل الوسط الكروي بالسلطنة انتظارَ الإعلان عن المدرب القادم لمنتخبنا الكروي بعد إقالة لوجوين؛ الأمر الذي يعطي مؤشرا على أن فصول القصة لا تزال طويلة، وأن المدرب القادم ليس وطنيا، وإلا لما احتجنا لهذا الوقت حتى نحسم هذا الملف.

وإلى حين الإعلان عن مدربنا الأسطورة، سنعرِّج باتجاه رياضة أخرى بملاعبنا تمارس بالسلطنة منذ ما قبل العام 1970، وهو عام النهضة العمانية الحديثة، ألا وهي لعبة "الهوكي"؛ حيث ليسمح لي القارئ الكريم أن أقتبس بعض المعلومات عن هذه الرياضية لتبيان وضعها ومدى الحاجة إلى مراجعة ملفاتها.

حيث تعتبر لعبة الهوكي من أقدم اللعبات الممارسة في السلطنة، وقد بدأ ممارستها في أوائل القرن الماضي على الرغم من انحصار منافساتها في مسقط؛ وذلك من خلال بعض الجاليات الآسيوية، وقد انتشرت اللعبة بين أفراد المجتمع العماني.

ولقد تأسَّس الاتحاد العماني للهوكي في العام 1973م، وتم إشهاره بالقرار الوزاري رقم 59/83 في 18 أكتوبر 1983م، وقد انضم لعضوية الاتحاد الدولي عام 1978م ولعضوية الاتحاد الآسيوي عام 1977م ولعضوية الاتحاد العربي عام 1990م.

يُشارك في عضوية الاتحاد 24 نادياً من مختلف منطلق السلطنة، إلا أنَّ المنافسات في الدوري تنحصر حالياً في عدد 14 ناديا، كما يشارك في أنشطته عدد من مدارس وزارة التربية والتعليم، وينظم الاتحاد العماني للهوكي أنشطة متعددة ومتنوعة؛ حيث ينظم سنويًّا مسابقة كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، والتي بدأت منذ عام 1971م، كما يقيم مسابقة الدوري العام للأندية للدرجتين الأولى والثانية، كما ينظم مجموعة من المسابقات؛ مثل: كأس وزارة التربية والتعليم، ودوري المدارس، والدوري المشترك للأندية والهيئات والمؤسسات الخاصة، وبالرغم من خلقية تاريخية طويلة إلا أن إنجازاتنا لا ترقى لها.

المثير في الأمر أنه وبعد 45 عاما من عمر النهضة المباركة، وبدلًا من أن تتوسَّع قاعدة اللعبة بالسلطنة -التي ينتشر بها 44 ناديا رياضيا- نراها قد تقلصت ليتنافس اليوم على كأس جلالة السلطان المعظم -وهي أغلى مسابقات اللعبة- 8 أندية فقط توزعت ما بين أندية العاصمة ومحافظة ظفار وشمال الباطنة، وقد تأهل -وحتى كتابة هذا المقال- 4 أندية للمربع الذهبي؛ ليتواجه السيب مع صلالة وأهلي سداب مع النصر مع العلم بأنه وفي ثمانينيات وحتى منتصف تسعينيات القرن الماضي كانت اللعبة تنتشر بوحدات قوات السلطان المسلحة ولها دوري خاص وقوي.

وبالتالي.. هنا تساؤلات في غاية الأهمية؛ أولا: ما أسباب تقلص قاعدة ممارسة اللعبة؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ وماذا فعل اتحاد الهوكي لضمان توسيع قاعدة ممارسيها؟ هل هناك من خِطَط أو إستراتيجيات لتوسيع رقعة انتشارها بالسلطنة؟ هذه وغيرها من التساؤلات موجهة بشكل مباشر إلى اتحاد اللعبة وبشكل غير مباشر وزارة الشؤون الرياضية التي بالتأكيد لها من الصلاحيات ما يخولها للإيعاز للمختصين باللعبة بتوسيع قاعدتها، فهل من محرك للماء الراكد؟

تعليق عبر الفيس بوك