ثلاثيّة التنويع والتعليم والاستدامة

إيمان الحريبي

تحتل أخبار وأحاديث انخفاظ أسعار النفط الجلسات والنقاشات وصفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وكل يدلي بدلوه ما بين الحلول واستشراف المستقبل ومناقشة البدائل المتاحة وكيف ستواجه دول الخليج تبعات انخفاض أسعار النفط وهل سيلقي هذا الهبوط بظلاله على السياسات الاقتصادية في دول الخليج و ما مدى تأثر المواطن الخليجي بفعل انخفاض عائدات النفط؟ لست بصدد التحليل و لا التنظير وقد سبقني الكثير من الزملاء في عروض لمقالات شخّصت الحال وأدلت بدلوها إبّان ما نحن بصدده من ترقب وحذر إلى ما سيؤول إليه الحال الاقتصادي في قادم الأيام وكيف نقدم علاجا ناجعا للإدمان على البترول، وأن نفكر بجديّة في أنّ النفط وبقيّة المصادر الأخرى للدخل كلها تسبح في فلك واحد وأن يقلل ذلك الإدمان على النفط كمدخل رئيس للدخل وأن يتوازى الإدمان على النفط بالإدمان على تنويع مصادر الدخل الأخرى التي نشير إليها دائمًا بأنّها ميزات استراتجية منها موقع بلدنا الغالية والثروات غير النفطية التي لا نزال نترقب ثمارها ومساهمتها المرجوة، وأن يكون هناك دور فاعل ومتفاعل أكثر للقطاع الخاص الذي ما لبث مترددًا ومترقبًا ينتظر النداء بالإقدام وأخذ زمام المبادرة لدعم المشاريع المختلفة في القطاعات والمجالات غير النفطية واحتضان المبتكرين والرواد والمزارعين والصيادين وكل من يبدي الرغبة الجادة والصادقة في تقديم مشروع نموذجي يبرز تلك القطاعات ويبحث فيها ويقدم مشاريع نموذجيّة رائدة تستفيد من الثروات الطبيعية الكبيرة التي تزخر بها السلطنة. وإذا ما تحدثنا عن السياحة فهي في حد ذاتها قطاع كبير واعد مثمر ومنتج يحبو، ينتظر من يتبناه ليؤتي ثماره ففيه فرص وخيرات كثيرة لا يكفي أن نتغنى بها فقط بل أن نُقدم ونستغلها الاستغلال الأمثل بالمزيد من الجهود والأفكار الخلاقة ولعلّ الخطة الإستراتيجيّة المرتقبة للقطاع تأتي بما يطمئن الأنفس عن مستقبل هذا القطاع وخارطة الطريق لتطويره وفاعليته فمن هنا يبدأ إكساب الاقتصاد حلول المناعة والقوة، وينسحب على تلك الحلول الاستثمار في الطاقة، فكل شيء له طاقة، فالإنسان طاقة، والحيوان طاقة، والنبات طاقة، الأرض طاقة، والبحر طاقة، والسماء بشمسها ورياحها طاقة وحتى المواد بذراتها طاقة؛ إذن الحلول بين أيدينا ويبقى تجهيز العنصر البشري القادر على إدارة هذه المواد المختلفة بكفاءة عالية إذا ما توفر له تعليم نافع وبيئة حاضنة لطموحه وأفكاره ليحلق عاليًا في سماء الابتكار والإبداع ويكون العنصر البشري شريكًا فاعلا في التنمية يديرها ويؤثر فيها إيجابا بروح عالية وهمّة ماضية.

تعليق عبر الفيس بوك