لقد تآمروا وأسقطوا "المو"

حسين الغافري

(1)

لم يكن للملياردير الروسي إبراموفيتش -مالك نادي تشيلسي الإنجليزي- أن يهضم أسبوعياً السقطات والنكسات التي يمر بها فريقه أمام عينيه. فهو أمر لم يكن طبيعيًّا فعلاً؛ فالفريق يدخل اللقاءات مهزوماً قبل أن يبدأها، وبرود لاعبيه وضعف مردودهم الفني يتضح جليًّا باستمرار، وهو ما جعل النتائج وحالة الفريق تدخل نفقا مظلما بعدما قاربت نصف لقاءات الموسم على الانقضاء. ما فعله إبراموفيتش لم يكن إلا منتظراً منذ مدة رغم مكابرته وأُمنياته في أن يرى تغير شكل فريقه المدجج بالنجوم، واستمرار كرمه بالتعاقدات العملاقة بين فترة وأُخرى.. عموماً النتائج وحدها حكمت بأن مسألة التوافق بين البرتغالي مورينهو ومجموعته قد وصلت للنهاية والتضحية بالمدرب أسهل من التضحية بفريق وهو ما يحدث دائماً؛ لذا كان الخروج من الباب الضيق لأبرز مدرب وأنجحهم في تشيلسي والدوري الإنجليزي الممتاز أمراً حتميًّا.. حدث ذلك وأُغلِق بابه!

(2)

الحديث عن خروج مورينهو "بخيانة" من لاعبيه لا تبدو فرضيات تُطرح كتحليل نعنون فيه الأسباب التي أدت لإقالته.. ولكن أمرًا أراه شخصيا كذلك. مورينهو خرج بسبب لاعبيه الذين تآمروا ضده. من كان ينظر لتشيلسي الموسم الماضي وعنفوانه وقوته وصلابته وصعوبة الإطاحة به يفكر بسبب الخروج هذا. المقارنة بين الموسم الماضي والحالي تقودنا إلى إيجابية في تعليل ذلك أيضاً. مورينهو لم يسقط طوال تاريخه بهزائم كالتي حدثت حتى الجولة الخامسة عشرة من الدوري الإنجليزي، وتدور أصابع الاتهام حول كلٍّ من الإسباني كوستا وسيسك والبلجيكي هازارد، إضافة إلى القائد الإنجليزي جون تيري في ملابسات الخيانة وتتبع مصدرها مثلما تفعل الصحف وتلعب دور المحقق.

(3)

عدم تقبل قرارات وخطط المدرب يحدث في كل مكان عن تغيب لغة التفاهم والانسجام، ويضعف أواصر العمل المشترك؛ مما يخلق بون واسع في العلاقة بين الطرفين وهو ما يكسر الهدف الواحد ويدخل الضرر بالفريق. ما حدث بتشيلسي رغم فوزه الأخير على سندرلاند بحساب الدوري المحلي والقوة التي دخل بها تشيلسي اللقاء لسان الحال يقول بأن اللاعبين شطبوا المدرب والتضحية بموسم كامل لا مانع به حتى نرى تغييره وينتهي كابوسنا معه. الحال ذاتها أراه متصلاً بمدرب ريال مدريد الإسباني ولو بطريقة أُخرى.. بنتيز لا يحظى بثقة من لاعبيه وكسر تعليماته بدأت تشكل تحدياً جديداً وعلامات التعجب من خياراته وقراراته الفنية يبدو واضحاً.. مرة في بداية الموسم عندما أبعد رونالدو عن مكان المعتاد وغاب فترة عن التهديف.. أو بخيارات الكلاسيكو الأخير والسقوط المخجل.. وبتعجب إيسكو من عدم مشاركة زميله الألماني توني كروس في لقاء الدوري أمام فياريال، كلها معطيات تنبئ بأن عهده الإسباني بنتيز مع ريال مدريد لا يلوح إشراقاً بالأفق، كذلك الهولندي فان خال مرشح لأن تنتهي صلاحية كُرسيه في مانشستر يونايتد والفرنسي رودي جارسيا في ذئاب العاصمة روما. ما أردت إيصاله هو أن المدرب قبل أن يتولى مهمة تدريبية يتوجب عليه بناء علاقة وطيدة مع نجومه تتسم بالهدف الواحد، وأن لا يترك مجالاً للفراغات تحدث، تآمر نجوم تشيلسي على مدربهم فكانت لحظة خروجه، وقد أرى أن من ذكرتهم مؤخراً قريبين من ذلك أيضاً، سننتظر لعل أمراً يحدث يغير ما أقول.. الأيام وحدها من ستملك كلمة الفصل.

تعليق عبر الفيس بوك