كم أننا شعبٌ طيِّب..!

مسعود الحمداني

(1)

نعم.. نحن شعبٌ طيِّب، طيبٌ لدرجة أنَّ العامل الوافد لم يعد يهاب من أي إجراء ضده؛ لأنَّ في "عُمان ما في خوف"؛ فالسفارات التي يتبع لها هؤلاء العمال تطالب بحقوقهم إلى "ما بعد الياء"، رغم أن حقوقهم في موطنهم الأصلي غير مُلتَفت لها!!.. ولكن لأننا شعب "حقوقي"، فإننا نهتم كثيرا بالغير، ولا يهمنا كثيرا حقوقنا.. فالغريب "الآسيوي" في معظم الأحيان "مسكين" وعلى حق.

(2)

ولأننا شعبٌ طيب، فبإمكان سفارة ما أن تضيف في عقد العمل "توفير هاتف نقال" للشغالة، أو أي شرط "استفزازي" آخر، دون أن تتدخَّل الجهات الرسمية لدينا لوضع ضوابطها "السيادية"؛ فالأمر حسب رأيها "عقد اتفاق بين المواطن والعامل" ولا دخل لها به.

(3)

ولأننا شعبٌ طيب؛ فبإمكان "بيدار" وافد، أن يصير مهندسا معماريا في دقائق بشهادة مزورة، ويكسب ثقة المقاول الذي يعمل لديه، وحتى بعد أن تنكشف الحقيقة وتتبخر أموال "الشركة"، وتدخل القضايا إلى المحاكم، يصر هذا المقاول "الطيب" على استقدام "مهندس" ثانٍ، وثالث، ورابع، وتُسرق الشركة في كل مرة!

(4)

ولأننا شعبٌ طيب؛ فالأخطاء الطبية نعتبرها قضاءً وقدرًا!!

(5)

ولأننا شعبٌ طيب، فإننا مستعدون لدفع الغرامات والفواتير في كل مكان، دون أن نسأل: لماذا؟!

(6)

ولأننا شعبٌ طيب، نشكو من غلاء الأراضي، وتدنِّي مستويات الرواتب، وفي الوقت نفسه نشتري قطعا لا تتجاوز مساحتها الستمائة متر، بآلاف أضعاف الراتب، وبعد ذلك نواصل الشكوى!!

(7)

ولأننا شعبٌ طيب، فكل وافد بالنسبة لنا (خبير)!!

(8)

ولأننا شعبٌ طيب، نصدِّق أنَّ القطاع الخاص هو المفتاح الذهبي للمستقبل، رغم أن رواتب كثير من الشركات "الكبيرة" محدودة، ولا تزيد أبد الدهر.. وبدأ بعضها فعليا بالتخلص من بعض الموظفين بحجة "الوضع الاقتصادي". ومع ذلك ما زلنا نتشبث بالقشة!!

(9)

وللدلالة على أننا شعبٌ طيب، يخبرني أحد الأصدقاء عن صديقه السائح العربي، الذي زار السلطنة، قائلا: "لم أرَ شعبا طيبا كالشعب العماني". ويسوق الحكاية التالية: "في إحدى المرات، كنتُ ذاهبا إلى أحد المتاجر الكبرى، وكانت الزحمة على أشدها، لدرجة أنه لم يكن هناك موقف لسيارة، وبينما كان أحد السائقين يبحث عن موقف، اصطدم بالسيارة التي أمامه، نزل السائقان على الفور، وكنتُ أعتقد أن معركة بالأيدي والألسن ستنشب كما يحدث في بلدنا، إلا أن الذي حدث أن السائقين تصافحا، وبدأ كل واحد يعزم على الثاني للدخول في الموقف"!! هل صدقتم أننا شعب "طيب" حقا؟!!

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك