الاتجاه الصحيح

مرافئ اقتصادية

محمد بن عيسى البلوشي

هل نحن ماضون في الاتجاه الصحيح؟! كثيرون قد يتساءلون بهكذا أمر حال وقوع حادثة معينة أو المرور بظروف اسثنائيّة، وهناك من يسقط واقعه في هذه المساحة التي ربما تكون مبررة في شكلها؛ لأنّها محاطة بالكثير من المتغيّرات الحياتيّة، ولكن ليس بالضرورة أن نتفق معها كليًا، نظرًا لأنّها وقتيّة ومرحليّة لا أكثر.

ما جعلني أفكر في هكذا مسألة، هي تجربة أحد الأصدقاء من رواد الأعمال والذي عزا إخفقاته إلى الوضع الاقتصادي العالمي، وبأنّ أسعار النفط أثرت بشكل مباشر وحقيقي على التجارة، وبأنه غير متفائل بأنّ الوضع سيعود مثلما كان، وغيرها من الصور التي تجعل الإنسان يرمي بكل حمله على طرف آخر ويحمله كامل المسؤولية، وهذه طبيعة بشريّة فطرية.

وهنا كانت المناسبة في أن أسأله عن طبيعة تجارته، وأيضا الإجراءات التي يتبعها في تقييم عمله لكون أنّ تجربته التجارية مرّ عليها أكثر من خمسة أعوام، ولكنّ الصدمة كانت أكبر من الواقع الاقتصادي العالمي، في أنّ تلك التجارة ليست بها دراسة جدوى، وليست هناك حسابات مراقبة من قبل أهل الاختصاص، وأنّ نفس الموارد الماليّة التي تأتي من هنا، تذهب من هناك وبإجراءات غير سليمة، وعندما سألته هل أنت تربح من تجارتك، فقال لا أعلم؟!

أعتقد بأنّ علينا قبل أن نجيب عن سؤال مثل هذا أن ننظر إلى أنفسنا ونسألها، هل نمارس العادات الصحيحة في تجارتنا أو أعمالنا أو وظائفنا كأصحاب أعمال أو موظفين، والتي تضمن لنا توجيه الموارد المختلفة بطريقة نضمن معها الكفاءة في تحقيق النتائج، وأيضًا نقلص الكثير من الإجراءات غير الضرورية لتحقيق الغايات بسرعة عالية وبتلك الكفاءة التي نوفر معها المال الكثير.

هناك قصة ظريفة أتذكر فكرتها، بأنّ إحدى شركات الطيران كانت قد أوشكت على الدخول في أزمة مالية قد تعرقل مسيرة نموها وتطوّرها، وكانت إدارة تلك الشركة قد فكرت كأحد الحلول الجذرية والمعقولة شكلا هو في أن تقوم بتسريح بعض الموظفين غير الضروريين في تلك المرحلة، ولكن جاءت فكرة مختلفة من نفس طاولة الاجتماع بأن تراجع الشركة قائمة الطعام المقدم لعملائها على الطيران، وتقوم بتقليصه بشكل بسيط، فاستطاعت بهكذا حل أن توفّر الكثير من المال وأن تتجاوز مرحلة مهمّة في تاريخها.

أعتقد مرة أخرى بأننا في حاجة إلى الحلول البسيطة والإجراءات غير المعقدة كي نوفر الأموال الكثيرة وأيضا نضمن ديمومة أعمال مؤسساتنا، وهذا ما يجعلنا أقرب إلى الاتجاه الصحيح في جميع شؤون حياتنا.

كاتب وصحفي اقتصادي

Pr.alwaraq@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك