شراكة الإعلام وريادة الأعمال

إيمان الحريبي

أُسْدِل الستار، أمس، على مُنتدى شراكة، الذي عُقِد بتنظيم من صندوق تنمية مشروعات الشباب، ونرى هذا المنتدى المتخصِّص بكل ما قدَّم من أطروحات وحوارات ومعلومات ثرية من قبل المشاركين -عزَّزتها مداخلات وتساؤلات الحضور- خطوة جديدة على مضمار دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وقد ناقش المنتدى أربعة محاور، تخللتها أوراق عمل، وأعقبتها جلسات نقاشية أقل ما يمكن وصفها بأنها ثراء معرفي وتشخيص للواقع وطرح الحلول عن دور الإعلام وواقعه وأهميته في بناء شراكة حقيقية مع عالم ريادة الأعمال في السلطنة، والأخذ بيدها وهي تخطو خطواتها الأولى نحو أخذ موقعها المأمول في تعزيز الاقتصاد وتنويع مصادره؛ فقد استعرض المنتدى دور القنوات الإعلامية الـمختلفة في تنمية الـمؤسسات الصغيرة والـمتوسطة، وأيضا تحديد أفضل الممارسات الإقليمية والمحلية للاستفادة من هذه القنوات، إضافة إلى مناقشة دور الإعلام الاجتماعي في تعزيز ريادة الأعمال. وقد أفرز كل محور الكثير من التساؤلات والتحديات التي وجدت المنصة المتخصصة لمناقشتها وتحليلها في جلسات نقاشية متخصصة.

وأبرز مستخلص للمنتدى في رأيي هو أنَّه على الإعلام أن يُحقِّق لريادة الأعمال دَوْرًا رياديًّا ومحوريًّا ونوعيًّا كبيرًا في تحقيق أهداف وطموحات قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ أولها: أن تقوِّم لدى رواد الأعمال -وكذلك المجتمع- مفهوم الوعي بماهية ريادة الأعمال وأسسها الصحيحة ونهجها القويم الذي يأتي على شكل مشاريع ابتكارية تحقِّق القيمة المضافة المرجوَّة لرفد الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، وإيجاد نماذج لمشاريع تنافسية وابتكارية جديدة، وكذلك إيجاد وسائل وأدوات أكثر ابتكارا وتشويقا وجاذبية للترويج للمنتجات ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما تستهدف الأسواق الخارجية المنافسة...وغيرها من المتطلبات الملحَّة التي تدعو القطاع الخاص والمجتمع ليكون البيئة الحاضنة والداعمة لمشروعات رواد الأعمال، وأن يتناغم الإعلام مع ما يتطلبه رواد الأعمال من تشخيص التحديات ومناقشتها واقتراح الحلول المناسبة، ليكون بمثابة الدُّعامة والبوصلة التي تحلل وتفسر وتقدم الحلول وتسعرض المستجدات بشكل أكثر عُمقا ونُضجا يتماشى مع متطلبات المرحلة، وهو دور كبير لا يُثقل على الإعلام في شيء، وإنما يُجدِّد مسؤولياته.

... إن الإعلام العُماني الذي واكب التنمية ومراحل النهضة، ولعب دورا كبيرا نال الثناء والإشادة السامية الكريمة من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة، لقادر على مواصلة المسير وتجديد أدواره لتتواكب معطيات المرحلة الحالية، فكلنا -دون شك- على قدر كبير من الثقة بإعلامنا العماني، ونؤمن بدوره. وما نعرضه في هذا المقال إنما هو نقل فكرة كانت العنوان الأبرز في نقاش منتدى شراكة الأول؛ وكلنا ثقة بأن إعلامنا -كما هو معلوم- له دور مشهود في بناء الشخصية العمانية وصقلها بكل ما يفيد ويرسخ فيها قيم المجتمع، وتوضيح القيم الفكرية والثقافية المصاحبة للمرحلة الانتقالية الراهنة، ومقاومة التصورات والمفاهيم الخاطئة المحفزة للسلوكيات الدخيلة على المستوى الاجتماعي والسياسي، من خلال تقديم مفردات وأفكار ورسائل تتلاءم مع المرحلة الحالية والمقبلة. وهو ذاته الدور الإيجابي المنشود لوسائل التواصل الاجتماعي أو ما يُسمَّى "الإعلام الجديد" من باب تكامل الأدوار ومسؤولية الكلمة، حتى يكون متوزانا وداعما للتنمية والجهود الإيجابية، لنبتعد عن أية أوهام قد تكون معيقة للعقل والتفكير بإيجابية، وهو ما يتطلب ثقة أكبر في إعلامنا الأصيل، ودوره وقدرته، مع ضرورة تأهيل كوادره لتتواكب مع ما المعطيات الجديدة، ودعم ريادة الأعمال ورواده وبقية القطاعات الأخرى بأسلوب تفاعلي نرى فيه الواقع.

تعليق عبر الفيس بوك