سامي السعيدي: لن أرفع إلا علم السلطنة على منصات التتويج.. وآمل في رعاية رسمية من القطاع الخاص

أثنى على دعم "الشؤون الرياضية" و"اتحاد القوى" خلال مشاركاته

عبري - ناصر العبري

شدَّد بطلنا العداء سامي السعيدي على أنه لن يخوض أي منافسات باسم أي دولة إلا السلطنة، مؤكدا أنه لن يرفع سوى العلم العماني خفاقا على منصات التتويج.. مشيرا إلى أنه يعتز بما حققه من إنجازات رغم قلة الدعم المادي وغياب الرعاية الرسمية من أي من مؤسسات القطاع الخاص.

وقال السعيدي -في حوار مع "الرُّؤية"- إن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أنه تلقى "عروضا مغرية" من بعض الدول الخليجية للانضمام إلى صفوف منتخباتهم، وتمثيلهم في المنافسات المختلفة، أخبار صحيحة، لكنه شدد على رفضه التام لهذا الأمر.

وشارك السعيدي، مؤخرا، في بطولة العالم لسباق 50 كم لفردي الرجال ولفردي السيدات وللفرق (رجال وسيدات)، وشهدت البطولة منافسات قوية بين العدائين لحصد اللقب. وقال السعيدي إن البطولة سجلت مشاركة ما يزيد على 297 عداءً، منهم 100 عداء من أفضل العدّائين المعتمدين دوليًا والذين تم اختيارهم من جانب اتحاداتهم الوطنية، ويمثلون 21 دولة هي الأرجنتين، وأستراليا، وأوكرانيا، والبرازيل، وكندا، وكرواتيا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وأيرلندا، واليابان، والأردن، وكينيا، ولاتفيا، ومنغوليا، وهولندا، والنرويج، وصربيا، وسيراليون، وتايبيه، والولايات المتحدة الأمريكية، وزيمبابوي، إلى جانب عدائيين آخرين تسابقوا مع المحترفين وعددهم 197 عداء من بقية مختلف دول العالم. وأضاف بأنَّ النتائج أسفرت عن إحراز العداء توني ميجليوزي من الولايات المتحدة الامريكية للمركز الأول في سباق فردي الرجال، مسجلا زمنا قدره 2:52:09 ساعة، وفي سباق فردي السيدات حصلت على المركز الأول العداءة كاميل هيرون من الولايات المتحدة أيضا بزمن قدره 3:20:59 ساعة. أما في سباق الفرق للرجال أحرز المركز الأول فريق كينيا بمجموع 8:49:09 ساعة، وفي سباق الفرق للسيدات حصل على المركز الأول فريق كرواتيا بمجموع 10:50:08 ساعة.

وفي السباق المفتوح للرجال، فاز بالمركز الأول العداء سامي السعيدي بتوقيت 3:25:45 ساعة، وفي السباق المفتوح للسيدات حصلت على المركز الأول العداءة سارة ويتينجتون من المملكة المتحدة، بتوقيت 3:57:39 ساعة. وفي سباق الفرق بالتتابع حصل فريق المغرب على المركز الأول.

وحول أبرز الصعوبات التي واجهت السعيدي في هذه البطولة، قال السعيدي إن من أبرز الصعوبات أن مسار السباق كان دائريا، وكل دورة مسافتها 5 كيلومترات، وهذا يسبب للعداء بما يشبه "التكرار الممل"، كما أن الجري كان على الطوب الحجري (الإنترلوك)، حيث يشكل هذا المسار خطورة على العداء في حالة سقوطه على الأرض أو عدم توازنه، مقارنةً بالرمال أو الأسفلت المستوي. وأضاف السعيدي بأن البطولة الدولية اتسمت بالإعداد المتميز والتنظيم الجيد وتوفر الخدمات على مسار السباق، مثل التغذية والسوائل ودورات المياه ورصد التوقيت الدقيق.

وعن مشاركته في بطولة العالم بالدوحة، قال السعيدي إنه سعيد جداً بالفوز بأحد سباقات هذه البطولة، والذي جاء بعد مجهود كبير من التدريب والاستعداد لهذا اليوم، موجها الشكر إلى كل من سانده لإتاحة هذه الفرصة له ومنافسة نخبة من العدائيين المحترفين. وأعرب عن تطلعه للمشاركة في البطولة بالأعوام المقبلة والمنافسة على اللقب، واعتلاء منصات التتويج. وأشار إلى أنَّ الاستقبال والاهتمام التي حظي به من قبل المسؤولين في وزارة الشؤون الرياضية والاتحاد العماني والمواطنين يدفعه للمزيد من الجهد والاستمرار في التنافس مع أبطال العالم للوصول إلى خط النهاية قبل الجميع.

وأكد السعيدي أنه تلقى دعوة من اللجنة المنظمة للبطولة للمشاركة مرة أخرى في العام المقبل في الفترة نفسها، لكنه ذكر أنه لم يتم تأكيد المشاركة وفي انتظار التعرف على موقفه من التدريب. وبين السعيدي أنه خلال العام الجاري قطع شوطا كبيرا من الاستعدادات والتدريبات من خلال معسكرات محلية في الجبل الأخضر لمدة شهرين، ثم تلاها معسكر آخر في ولاية صلالة لمدة شهر ونصف الشهر، علاوة على مشاركات خارجية في الفلبين وتركيا للمنافسة وتعزيز المتسوى الرياضي.

وقال السعيدي إنه على هامش المشاركة الأخيرة في بطولة العالم وقع على مذكرة تفاهم مع المدرب الاردني محمد السويطي لإقامة برنامج تدريبي له في المملكة الأردنية الهاشمية، يشمل تضاريس مختلفة (رملية/ جبلية) والعدو لمسافات متباينة على أن يتم تقييم أداءه فنياً قبل وبعد البرامج التدريبي، لقياس قدرته على تحقيق فارق زمني خلال مسافة معينة ووضع المقترحات التي تخدم أداءه الرياضي. وأعرب عن أمله في ان تشهد المرحلة المقبلة تقدما أفضل من حيث الجانب التسويقي والإعلامي والتنظيم الإداري، بدعم وإشراف من الاتحاد العماني لألعاب القوى.

ونفى السعيدي وجود راعٍ رسمي له حتى الآن، لكنه أثنى على الاتفاق المبرم مع مؤسسة "لمعة الماس" باعتبارها أول مؤسسة قطاع خاص تقدم له الدعم المالي للمشاركة الخارجية، مشيرا إلى أنَّ هذا الاتفاق كان ينص على وضع شعارات الشركة على قميصه حتى نهاية مايو 2015.

وقال السعيدي إنه حصل على دعم من قبل وزارة الشؤون الرياضية لدعم خطة عام 2015، وبإشراف من قبل الاتحاد العماني لألعاب القوى. وأضاف أنه يتطلع للتنسيق مع الاتحاد العماني لألعاب القوى لايجاد شركة رائدة تدعمه في تغطية نفقات المشاركات من رسوم وتذاكر سفر ونفقات إعاشة...وغيرها.

وحول الانضمام إلى أحد الأندية الرياضية بالسلطنة، قال السعيدي إن الاتحاد العماني لألعاب القوى يدعم أنشطته ومشاركاته ويشرف على وضع الخطط السنوية، ويقوم بالمتابعة الدائمة قبل وخلال وبعد كل بطولة، باعتباره أحد أعضائه، وأنه ليس لديه ما يمنع للمشاركة والانضمام إلى أي نادٍ رياضي. لكن السعيدي تساءل عن جدوى الانضمام الى نادٍ رياضي محلي، في حين أنه لا يتم تنظيم أي بطولة رسمية لسباقات العدو للمسافات الطويلة، رغم ما تبذله الحكومة من جهود لتطوير الرياضات الأولمبية.

وأشار الى انه خلال هذا العام، لم يتم تنظيم أي سباق سوى ماراثون عمان الصحراوي في ولاية بدية، والذي نجح خلال فترة وجيزة أن يكون ضمن المسابقات الجاذبة للمتسابقين الدوليين، معتبرا ان التوسع في هذه السباقات يساعد على الترويج للسياحة والمعالم السياحية في السلطنة.

وحول أبرز إنجازات السعيدي في 2015، قال السعيدي إنه أحرز العديد من البطولات والإنجازات الدولية منها المركز الثاني دولياً والأول محلياً في ماراثون مسقط الدولي مسافة 42 كم، والمركز الرابع دولياً والأول محلياً في ماراثون عمان الصحراوي مسافة 165 كم (على مدى 6 أيام)، والمركز الأول في ماراثون يوربان ألترا بدبي لمسافة 100 كم، والمركز الخامس في ماراثون قطر 2015 لمسافة 42 كم، والمركز الاول في ماراثون "XU2" دبي لمسافة 30 كم، والمركز الأول في مارثون "The wings for life world run" بدبي لمسافة 45 كم، والمركز الثاني في مارثون تركيا مسافة 270 كم (واستمر 6 أيام).

وبالحديث عن مشاركاته المقبلة، قال البطل العماني إنه سيركز مع مطلع 2016 على التدريبات مع المدرب الأردني محمد السويطي، مع عدم إهمال بعض المشاركات الدولية مثل مارثون المغرب في شهر ابريل وماراثون قطر ومسقط وماراثونات دبي في يناير ومارس ومايو، علاوة على مشاركة أوروبية لم يتم حسم أمر المشاركة فيها لعدم الوقوف حتى الآن على التكلفة المالية والداعم لها.

ووجه السعيدي الشكر إلى كل من سانده للوصول إلى منصات التتويج، ومن قدم له الدعم المعنوي والمادي، مشيرا الى انه لم يكن ليحق أي إنجاز دون الدعم المعنوي والمادي، إذ إن الموهبة وحدها لا تكفي دون رعاية واهتمام ومساندة. وخص السعيدي بالشكر الجزيل المكتب السلطاني، والداعمين الرئيسيين له، وفي مقدمتهم معالي الشيخ سعد بن محمد المرضوف السعدي وزير الشؤون الرياضية، والشيخ سيف الحوسني رئيس الإتحاد العماني لألعاب القوى، كما وجه الشكر إلى سعادة الشيخ سيف بن حميَّر الشحي محافظ الظاهرة، والمكرم حاتم الطائي رئيس تحرير جريرة الرؤية على دعمه وتشجيعه، كما وجه الشكر الجزيل إلى الجماهير العمانية الداعمة له، والتي تمثل حجر الأساس في مسيرته الرياضية.

تعليق عبر الفيس بوك