صرحٌ حضاريٌّ متميز

يُعدُّ المتحفُ الوطنيُّ -الذي افتُتح أمس برعاية صاحب السُّمو السيِّد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، تزامنًا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد- صرحًا حضاريًّا، ومشروعًا حيويًّا للحفاظ على مكوِّنات التراث العُماني، وصَوْن المقتنيات المادية والمعنوية التي تكوِّن تاريخ وثقافة وفنون السلطنة بكافة تجلياتها، وبصورة تُبْرِز الأبعادَ الحضارية والتاريخية والثقافية للسلطنة، وتحفظها للأجيال المتعاقبة؛ لتعريفهم بالإنجازات الحضارية لأسلافهم، والنتاجات الثقافية لبلادهم؛ مما يربطهم بتراث أجدادهم.

فالمتحف أحد الإنجازات المهمة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ويترجم الاهتمامَ السامي الذي يُوليه جلالة السلطان المعظم لتاريخ عُمان وثقافتها وتراثها. وتزدادُ أهمية هذا المنجز الحضاري في ظلِّ ما تتمتَّع به عُمان من تاريخ عريق ضارب بجذوره في أعماق الحضارة الإنسانية، ولما تتَّسم به بلادُنا من تنوع ثقافي، وما تزخر به من كنوز تراثية فريدة.

... إنَّ رسالة المتحف تتضمَّن أبعادا تعليمية وتثقيفية وإنسانية؛ بهدف ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتعزيز انتماء الأجيال الحالية واللاحقة للوطن، عبر تدعيم الوعي بمكانة هذا الوطن وتاريخه الحافل وإسهامات أبنائه الفكرية والثقافية. ولا شكَّ أنَّ عرض شواهد التاريخ من خلال أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية من شأنه تفعيل رسالة المتحف للإسهام في تشكيل الوعي بقيمة المخزون الحضاري والثقافي لبلادنا.

ويُتِيح تصميمُ المتحف -المقام على مساحة تتجاوز الـ13 ألف متر مربع، والمتضمن العديد من قاعات العرض المتخصصة في مجالات عديدة؛ كقاعة التاريخ البحري والمنجز الحضاري والأفلاج والعملات، وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة، وقاعة عُمان والعالم الخارجي، وقاعة عظمة الإسلام، وقاعة عصر النهضة- الإلمامَ الكاملَ بمفردات ومكوِّنات الثقافة والتراث والحضارة العُمانية التليدة.

تعليق عبر الفيس بوك