انتقادات لاستخدام تقنية "سيلفي" في الترويج للأعمال التطوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

البعض يراها وسيلة لنشر ثقافة العمل التطوعي بشرط الحفاظ على خصوصية الآخرين

مسقط - الرُّؤية

انتقدَ عددٌ من الشباب ظاهرة استخدام تقنية "الصورة السيلفي" خلال المشاركة في أعمال تطوعية. وقالوا إنها تُهدر قيمة العمل التطوعي، وتنحرف بمن يمارسه إلى حب الظهور والرغبة في تلقي المديح. فيما قال آخرون إنَّ الترويج للأعمال التطوعية عبر مختلف التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي يُسهم في انتشار ثقافة العمل التطوعي بين الشباب ومختلف فئات المجتمع، ولا ضرر في استخدام "السيلفي" أثناء تنفيذ تلك الأعمال بشرط ألا تستبيح خصوصية من يتلقون الخدمة وتشهِّر بهم، مع الحرص على إخلاص النية لوجه الله والرغبة في خدمة المجتمع.

وقال داود اليعقوبي مؤسس فريق وصال لرعاية المسنين: إنَّ ظاهرة السيلفي منتشرة في مجتمعنا كغيرها من الظواهر الجديدة، وفي بداية الأمر لم يكن مرحبا بتلك الممارسات، كما هي حال كل جديد، لكن مع كثرة استخدام السيلفي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتخصيص تطبيقات له كـ"سناب شات"؛ فلقد أصبح وسيلة إعلامية مرغوبة ومنتشرة.

وأضاف اليعقوبي بأنَّ استخدام السيلفي في العمل التطوعي كوسيلة إعلامية لا غبار عليه؛ فالعمل التطوعي كأي مجال يلزمه مسايرة كل جديد على مستوى التطور التكنولوجي؛ لذلك لا أرى أن استخدامه قد يفسد قيمة العمل التطوعي، كما أن توظيفه جيدا قد يُسهم في خدمة العمل التطوعي بين مختلف فئات المجتمع.

وقال الدكتور عبدالرحمن مسؤول برنامج رعاية المسنين وصحة المجتمع ورئيس فريق أصدقاء المسنين بشمال الباطنة أن العمل التطوعي مجال نبيل والمتطوع يهدف أولا وأخيرا إلى إرضاء ربه وكسب الأجر والثواب، إلى جانب المساهمة في خدمة مجتمعه ووطنه واستخدام تقنية "السيلفي" في الترويج للأنشطة التطوعية الغرض منها لدى الأغلبية التفاخر، وهو ما يظهر من خلال حرصهم على وضع تلك الصور في صدارة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ رغبة في مديح الناس وهو ما يفسد الهدف الأسمى والغاية العظمى من العمل التطوعي.

وقالتْ شيخة بنت علي بن محمد العيسائية عضوة في فريق أصدقاء المسنين بشمال الباطنة: إنَّ استخدام "السيلفي" في الترويج للأعمال التطوعية مرفوض إذا كان هدفه التشهير بالشخص الذي تُقدَّم له الخدمة، أو التفاخر بالمشاركة في أعمال تطوعية؛ حيث يُفسد ذلك قيمة التطوع التي هي في الأساس لوجه الله وخدمة للمجتمع، لكن لا مانع من التقاط صورة "سيلفي" توثيقية ومحفزة على العمل الخيري، بشرط أن يتم ذلك بأسلوب يحفظ خصوصية الآخرين.

وقالت شيخة العيسائية: إنْ كانت هناك أعمال تطوعية يتوجب إخفاؤها والتعامل معها بسرية لأن نشرها فيه أذى لبعض من تقدم له الخدمةة وتشويه للعمل الإنساني، فإنَّ استغلال ذلك في صورة "سيلفي" عمل سيئ. وفي المقابل، هناك أعمال يجب أن نعرف الآخرين بها بطريقة أو بأخرى من باب التحفيز والتوعية وتشجيع الآخرين على نشر العمل التطوعي بصورة حضارية وسريعة من خلال التقاط الصور ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك