وزير الخارجية العراقي يؤكد تمسك بلاده بالخيار السياسي لحل الأزمة مع تركيا

بغداد - الأناضول

قال وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري،في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان، بالعاصمة بغداد، أمس، إن سيادة العراق، خط أحمر يجب عدم تجاوزه. ونحن حريصون على العلاقات مع تركيا، ونتمسك بالخيار السياسي لحل الأزمة الناشئة حاليًا بين البلدين.

وأضاف الجعفري خلال جلسة البرلمان، أمس: استعرضنا تاريخ العلاقات العراقية التركية، وأكدنا عدم وجود اتفاقية مع تركيا على الصعيد الأمني أو مذكرة تفاهم. والموجود هو محضر جلسة يعود تاريخه إلى عام 1983، التي ألغاها البرلمان عام 2009".

ومع تأكيده على الخيار السياسي لحل الأزمة بين أنقرة وبغداد، قال الجعفري إن العراق "وجه شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، وهي مدرجة على جدول أعماله، ولدينا تواصل مع أعضاء المجلس لشرح موقفنا، كما أننا دعونا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية".

وتشهد العلاقات التركية العراقية، توترا في الآونة الأخيرة، على خلفية قيام أنقرة بإرسال قرابة 150 جنديا إلى منطقة "بعشيقة" القريبة من مدينة الموصل، عن طريق البر، لاستبدال وحدتها العسكرية هناك، المعنية بتدريب قوات البشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، والحشد الوطني، كما تمّ استقدام ما بين 20 و25 دبابة، خلال عملية التبديل.

وفي السياق، تظاهر آلاف العراقيين ضد نشر تركيا قوات في قاعدة قرب الموصل في شمال البلاد وأحرق بعضهم الأعلام التركية وهددوا بأعمال عنف ضد الجنود بسبب ما يعتبرونه انتهاكا لسيادة بلدهم.

وأثارت أنباء عن إرسال 150 جنديا تركيا الأسبوع الماضي أزمة بين أنقرة وبغداد التي لجأت لمجلس الأمن الدولي للمطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط.

ورفضت أنقرة ذلك قائلة إن قواتها جزء من مهمة دولية لتدريب قوات عراقية وتجهيزها لقتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضي البلاد. وتنفي بغداد أن تكون طلبت من تركيا هذه القوات.

ومع تصاعد التوتر بين موسكو وأنقرة بسبب إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية الشهر الماضي وصفت روسيا إرسال الجنود الأتراك بأنه "توغل غير قانوني".

وقالت وزارة الخارجية الروسية -في بيان صدر بعد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره العراقي إبراهيم الجعفري- "الجانب الروسي عبر عن موقفه الحاسم بدعم سيادة العراق وسلامة أراضيه."

وتجمع نحو أربعة آلاف متظاهر في ساحة التحرير بوسط بغداد أول أمس وعدة آلاف آخرين في البصرة المدينة الغنية بالنفط في جنوب البلاد وبينهم أعضاء في تنظيمات شيعية حيث رفعوا لافتات كتب عليها "الموت لتركيا.. الموت لإردوغان."

وقال هادي العامري النائب الشيعي بمجلس النواب والذي يتزعم منظمة بدر المسلحة للمحتجين "نحن نعتبر أي تواجد عسكري على الأراضي العراقية عدوانا أجنبيا واجب التصدي له بقوة وبكل الوسائل المتاحة." ونظمت المسيرات وقادتها جماعات شيعية هددت باللجوء للعنف ضد تركيا ما لم تسحب قواتها.

وقال أمجد سالم القائد المحلي بمنظمة بدر في البصرة وهو يلوح بمسدسه تجاه صورة للرئيس التركي طيب إردوغان "نحن في حالة الإنذار القصوى ننتظر الأوامر من قادتنا لكي نحرق الأرض تحت أقدام الجنود الأتراك."

وفي بغداد رصد صحفيون من رويترز محتجين يطأون بأقدامهم العلم التركي ويكيلون الصفعات لصورة إردوغان. وهدد أبو منذر الموسوي القائد المحلي في جماعة عصائب أهل الحق شبه المسلحة تركيا قائلا "إذا كان الأتراك يعتقدون بأن العراق منشغل بمحاربة داعش (الدولة الإسلامية) وأنه بذلك يستطيع استغلال هذه الفرصة لنشر جنوده فعليهم أن يفكروا مليا قبل أن يرتكبوا مثل ذلك الخطأ." وأضاف "نحن قادرون على استهداف الجنود الاتراك والأيام القادمة ستثبت ذلك".

تعليق عبر الفيس بوك