دراسة بحثية توصي بتدريب المعلمين على تحليل نتائج التقويم التربوي لتطوير العملية التدريسية

بتمويل من مجلس البحث العلمي

مسقط - الرؤية

أظهرت نتائج الدراسة البحثيّة التي مولها مجلس البحث العلمي بعنوان ملف التقييم التعليمي للمعلمين في السلطنة أن لدى المعلمين اتجاهات ايجابية نحو التقويم التربوي، ومعتقدات كفاءة مرتفعة في مجال التقويم التربوي، مع اختلاف ذلك باختلاف متغيرات الجنس، والمؤهل الدراسي، والمادة الدراسية، والتدريب في مجال التقويم التربوي، والنصاب التدريسي، والخبرة. وأوصت الدراسة بأهميّة تدريب المعلمين على كيفية تحليل نتائج التقويم التربوي لاتخاذ قرارات تتعلق بالعملية التدريسية مبنية على البيانات إضافة إلى أهميّة تضمين برامج إعداد المعلمين مقررات في مجال التقويم التربوي تراعي طبيعة المرحلة الدراسية والمادة الدراسية.

وأجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة الباحث الرئيس الدكتور حسين بن علي الخروصي أستاذ مشارك بقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس. ولمعرفة تفاصيل أكثر عن أهداف الدراسة ونتائجها وأبرز التوصيات التي توصلت إليها كان لنا وقفة مع الباحث الرئيس للمشروع.

وقال الدكتور حسين الخروصي إنّ الدراسة هدفت إلى التعرف على مستوى المعرفة والمهارات لدى المعلمين المرتبطة بالتقويم التربوي وممارساتهم واتجاهاتهم في مجال التقويم التربوي وعلاقتها ببعض المتغيرات كالجنس، والمؤهل الدراسي، والمادة الدراسية، والنصاب التدريسي، والخبرة التدريسية، والتدريب في مجال التقويم التربوي. وقد شملت الدراسة عينة من 3557 معلم ومعلمة للصفوف (5-12) من جميع محافظات السلطنة. واتبعت المنهج الوصفي المسحي في جمع البيانات وتحليلها.

وأضاف الدكتور حسين بأنّ العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال بينت أنّ ضعف الكفاءة المعرفية في مجال التقويم التربوي والممارسات غير المتوافقة مع التوصيات التي يدلي به الخبراء في هذا المجال مما قد يترتب عليه تأثيرات غير مرغوبة على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب ودافعيتهم نحو التعلم. ومن الملاحظ ندرة الدراسات في السلطنة التي تناولت موضوع التقويم التربوي لدى المعلمين. لذا من المهم أن تقوم دراسة التقويم التربوي كما يمارسه المعلم في العملية التدريسية والعوامل المؤثرة عليه. ويعد التقويم التربوي أحد المهام الرئيسة للمعلم في العملية التعليمية، حيث تشكل الممارسات المتعلقة بالتقويم التربوي حوالي ثلثي الوقت المهني الذي يقضيه المعلم في العملية التدريسية.

وفيما يتعلق بنتائج الدراسة وتوصياتها، قال الدكتور حسين الخروصي الباحث الرئيس للمشروع إنّ الدراسة أظهرت أنّ لدى المعلمين اتجاهات إيجابيّة نحو التقويم التربوي، ومعتقدات كفاءة مرتفعة في مجال التقويم التربوي، مع اختلاف ذلك باختلاف متغيرات الجنس، والمؤهل الدراسي، والمادة الدراسية، والتدريب في مجال التقويم التربوي، والنصاب التدريسي، والخبرة. وتوصي الدراسة بأهمية تدريب المعلمين على كيفية تحليل نتائج التقويم التربوي لاتخاذ قرارات تتعلق بالعملية التدريسية مبنية على البيانات، بالإضافة إلى أهميّة تضمين برامج إعداد المعلمين مقررات في مجال التقويم التربوي تراعي طبيعة المرحلة الدراسية والمادة الدراسية.

وأضاف الدكتور حسين أنّ الدراسة ساهمت في توفير قاعدة بيانات لمستوى المعرفة والمهارات والممارسات واتجاهات المعلمين في المجالات المتعددة للتقويم التربوي للصفوف (5-12) بمدارس السلطنة، وبالتالي يمكن الاستفادة منها في وضع خطط للإنماء المهني للمعلمين في مجال التقويم التربوي. كما يمكن الاستفادة منها في برامج إعداد المعلم وخاصة ما يتعلق بالتقويم التربوي. كما خرجت الدراسة بعدة مقاييس مقننة في مجال التقويم التربوي يمكن أن يستفيد منها الباحثون في الدراسات التربوية. هذا فضلاً عن أن نتائج الدراسة تمثل إضافة إلى الدراسات والبحوث ذات العلاقة بالتقويم التربوي.

وحول فوز البحث بالجائزه الوطنيّة للبحث العلمي للدوره الثانية ضمن فئة بحوث حملة الدكتوراه في قطاع التعليم والموارد البشرية قال الدكتور حسين الخروصي: نحمد الله على فضله أولا لتحقيق هذا الإنجاز، وأود أن أشيد بمبادرة مجلس البحث العلمي على إيجاد مثل هذه الجائزة والتي سيكون لها تأثير واضح على تحقيق التميز في الأداء البحثي في السلطنة. فالجائزة شرف كبير لنا، وتحملنا مسؤولية أكبر من أجل مواصلة العمل والعطاء البحثي، وأن ينعكس هذا العطاء على تلبية احتياجات السلطنة في قطاع التعليم، فالجائزة منحتنا الشعور بالثقة بالنفس وتقديراً للكفاءة البحثية مما تعد تحفيزاً لمواصلة العمل البحثي المتميز. كما أنّ للجائزة دورا كبيرا في نشر ثقافة البحث العلمي والذي هو متطلب أساسي للتطوير وتحسين مؤشرات التنمية الشاملة في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، وفي المجال التربوي بالتحديد يساهم البحث العلمي على إثراء المعرفة التربوية وتوظيفها بهدف معالجة قضايا تربوية، وتصميم الخطط والبرامج التربوية المناسبة.

وقال الدكتور حسين الخروصي إنّ الملتقى السنوي الثاني للباحثين كان فرصة للتفاعل النشط بين الباحثين، والتعرف على إمكانيّة التعاون البحثي بينهم، كما أتاح الفرصة للباحثين لعرض نتائج الدراسات والبحوث العلمية على الجهتين التي من الممكن أن تستفيد منها وهي وزارة التربية والتعليم والقائمين على برامج إعداد المعلم في كلية التربية، وعلى صعيد مشاركته في الملتقى قال الخروصي بأنّه استفاد من الملاحظات التي أبداها الحضور على الدراسة ومنهجيتها وسبل تطويرها.

تعليق عبر الفيس بوك