مشاهدون: وسائل التواصل الاجتماعي بوابة الإذاعة والتليفزيون لرصد اهتمامات الجمهور

قالوا إن باستطاعة الإعلام المحلي المنافسة عربيًا من خلال تبني محتوى غير تقليدي وأكثر جرأة

أكد عدد من المشاهدين على أهميّة تنويع المحتوى البرامجي عبر شاشة التليفزيون العماني وأثير الإذاعة لضمان جذب مختلف شرائح المشاهدين الذين يتجهون إلى متابعة الشاشات العربية الأخرى بدعوى أنّ البرامج المقدمة على الشاشات المحلية مغرقة في التقليدية. وقال عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم في هذا الشأن إنّ باستطاعة القائمين على العمل الإعلامي في السلطنة التفوق بالإعلام المحلي من خلال طرح مزيد من البرامج المنوعة التي تنال إعجاب فئة الشباب، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لمحتوى البرامج، واستخدامها في رصد اهتمامات المشاهدين والتواصل معهم لتكون البرامج التليفزيونية والإذاعية نوافذ للجمهور يعبر من خلالها عمّا يشغله بدلا من الاتجاه دائمًا إلى التطبيقات التي تزخر بها الهواتف الذكية.

الرؤية - عهود الهنائية

قالت جمانة اللواتي إنّ المشاهد العماني في حاجة إلى مزيد من البرامج الحوارية الجريئة في أسلوب تقديمها وإعداد محتوى غير تقليدي وتنويع القضايا التي تسلط عليها البرامج أضواءها، وأكدت على أهميّة تأهيل معدي البرامج المعروضة حاليا لضمان جذب مزيد من شرائح المشاهدين إلى الشاشة العمانية بدلا من توجه الأغلبية إلى متابعة الشاشات العربية الأخرى.

وأضاف اللواتية أنّ كثيرا من الشباب باتوا يملّون متابعة البرامج التقليدية عبر التليفزيون والإذاعة مما يدفعهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن الترفيه والتغير السريع في المحتوى والجرأة في الطرح.

وأشارت اللواتية إلى أنّ البرامج الحوارية هي الأكثر متابعة من جانب مختلف شرائح الجمهور لأنها من المفترض أن تتناول قضاياهم الحياتية يوميًا وتستضيف مسؤولين في مختلف المجالات يقدمون المعلومات الموثوقة للجمهور، مضيفة أنّ تلك البرامج من شأنها غرس مفهوم الديمقراطية لدى طرح ومناقشة القضايا العامة من خلال استضافة أطراف القضية وطرح رؤيتهم والتحاور فيما بينهم. ولا مجال للمقارنة بين البرامج المحلية وغيرها على الشاشات العربية لأنّ لكل شعب ميوله ولكل دولة ضوابطها الإعلاميّة، لكن هناك الكثير من البرامج الحوارية الناجحة مثل برامج الإعلامي عمرو أديب وكذلك البرامج التي يقدمها الإعلامي اللبناني طوني خليفة وغيرهم الكثير، ويمكن الاستفادة من تلك البرامج وأسلوبها محليا لتوسيع دائرة المشاهدة.

وقالت أميرة السنانية إنّ أهم عوامل نجاح البرامج الجديدة اختيار المذيع صاحب الكفاءة والكاريزما حتى يتمكن من نقل أفكار البرامج للمشاهد ببساطة كما يجب الحرص على تنويع فقرات البرامج تجنبا لشعور المشاهد بالملل، لافتة إلى أن البرامج الناجحة تحرص على أن تكون فقراتها تفاعلية لجذب انتباه المشاهد على مدار فترة البرنامج، وذلك من خلال استطلاع آراء المشاهدين عبر الاتصالات الهاتفية والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما يجب أن تلامس مواضيع الحلقات اهتمامات الجمهور المتنوّعة وتتزامن مع متغيّرات حياتهم اليومية، فضلا عن اختيار مواعيد بث تناسب الفئة المستهدفة من جمهور البرنامج.

وعن توجهات الشباب في اختيار البرامج الأولى بالمتابعة إعلاميًا، قالت السنانية إن الأمر يعتمد على أذواق واهتمامات كل مجموعة من الشباب، حيث إن من بينهم من يهتم ببرامج التكنولوجيا والسيارات والترفيه والغناء ومنهم من تجذبه البرامج التي تحاكي الواقع أو تناقش قضاياهم التعليمية. مضيفة أنّ الإعلام المحلي به الكثير من البرامج الجيدة لكن ينقصها الترويج الجيد.

وقال عبدالعزيز المزيني إنّ الإعلام المحلي في حاجة إلى خطوات جريئة فيما يتعلق بالمحتوى البرامجي والاتجاه إلى الأساليب غير التقليدية في التقديم والإخراج، كما أن الشاشة العمانية في حاجة إلى التنويع بين البرامج الحوارية والترفيهية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لافتا إلى أنّ هناك الكثير من فئات الشباب لا تشاهد البرامج العمانيّة بدعوى أنّها تقليدية، لذلك نحن بحاجة إلى زيادة جرعة البرامج المنوعة التي تساهم في جذب أكبر عدد من المشاهدين والمستمعين، مؤكدة على أهميّة الاستعانة بالمواهب الشابة لضخ دماء جديدة بين العاملين في المجال الإعلامي.

وقال المزيني إنّ من المفيد الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي في رصد اهتمامات المشاهدين وجمهور الإذاعة والعمل على تطوير البرامج بما يتوافق مع رغبات الجمهور بدلا من تركهم لوسائل التواصل الاجتماعي عبر هواتفهم الذكية ليل نهار.

وأضاف المزيني أنّ البرامج التي تتناول قضايا الشباب يمكنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الترويج لموضوعاتها بين مستخدمى تلك المواقع لجذب شرائح متنوعة من الجمهور وعلى رأسهم الشباب بطبيعة الحال، وتشجيع هؤلاء الشباب على المشاركة بطرح الرأي والفكرة عبر نافذة هذه البرامج، كما أنّ الشباب ينجذبون إلى البرامج التي تقدم محتوى يتّسم بالتحدي وهو أمر ملموس في كل وسائل الإعلام العربية والعالمية. ويمكن الترويج للسياحة الداخلية من خلال تنظيم رحلات تنقلها البرامج التليفزيونية والإذاعية لتعريف الشباب ومختلف فئات المجتمع بالمناطق السياحة في السلطنة.

واختتم المزيني بأنه في إمكاننا التفوق على مختلف وسائل الإعلام العربية من خلال تنويع المحتوى والاتجاه إلى أساليب أكثر جرأة في التناول والتقديم والإخراج فضلا عن أهمية تأهيل معدي البرامج وتنظيم ورش تدريبية لتثقيفهم وتوسيع إطلاعهم بما يخدم المحتوى البرامجي.

تعليق عبر الفيس بوك