مطالبة ترامب بحظر دخول المسلمين إلى أمريكا قد تكلفه فرصة التنافس للوصول إلى البيت الأبيض

واشنطن - رويترز

طالب المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل دونالد ترامب بفرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة في الرد الأكثر إثارة حتى الآن من مرشح رئاسي على إطلاق زوجين مسلمين النار الأسبوع الماضي في حادث قال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه كان له داوفع متطرفة.

وقال ترامب أمام حشد في ساوث كارولاينا "ليس لدينا خيار" محذرا من هجمات على غرار هجمات 11 سبتمبر إذا لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة.

وسرعان ما أثار تصريح ترامب "عن منع هجرة المسلمين" انتقادات حادة من اتجاهات مختلفة في الداخل منها البيت البيض وبعض منافسيه الساعين للفوز بترشح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في 2016 وهيلاري كلينتون المرشحة المحتملة التي تتصدر سباق الديمقراطيين وديك تشيني نائب الرئيس الجمهوري السابق الذي قال إنّ الفكرة "تتعارض مع كل ما ندافع عنه ونؤمن به".

وقال جيب بوش منافس ترامب الرئيسي على خوض السباق الرئاسي باسم الحزب الجمهوري في تغريدة على موقع تويتر "دونالد ترامب جامح. مقترحاته السياسية غير جادة."

وحوت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي وسما (هاشتاج) مليئا بأوصاف منها "عنصرية" و"فاشية" و"متعصب".

وطالب الملياردير وقطب العقارات الذي غالبا ما يستخدم لغة عرقية بالمنع الكامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة إلى أن يتخذ الكونجرس إجراء بشأن هذه المسألة.

وقال ترامب "إلى أن نتمكن من تحديد وفهم هذه المشكلة والتهديد الخطير الذي تفرضه فإنّ بلادنا لا يمكن أن تكون ضحية هجمات مرعبة من أشخاص يؤمنون بالجهاد فقط وليس لديهم أي قدر من العقل أو الاحترام للحياة البشرية."

وسئل كوري ليفاندوفسكي مدير حملة ترامب في رسالة بالبريد الإلكتروني عما إذا كان الإغلاق سينطبق بشكل محدد على الهجرة أو بشكل موسع على تأشيرات دخول الطلاب والسائحين والمسافرين الآخرين إلى الولايات المتحدة فاجاب قائلا "كل شخص".

وفي ماونت بليزنت في ساوث كارولاينا قال ترامب أمام حشد إن المساجد في الولايات المتحدة يجب أيضا إخضاعها للتدقيق. وقال "علينا أن نرى ماذا يحدث."

وذهب ترامب أبعد من أي من المرشحين الجمهوريين الآخرين الذين طالبوا بتعليق خطة الرئيس باراك أوباما لجلب قرابة 10 آلاف لاجئ سوري يفرون من الحرب الأهلية الدائرة في بلدهم ومن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية إلى الولايات المتحدة.

وقالت ميليسا فليمينج المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ خطاب الحملة الانتخابية الأمريكية يضر ببرنامج هام لإعادة توطين لاجئين سوريين ولاجئين آخرين في الولايات المتحدة بعد أن فروا من الحروب والاضطهاد.

وسئلت فليمنج عن الدعوة التي أطلقها ليلة الثلاثاء ترامب بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة فقالت إن عشرات من حكام الولايات الأمريكيين تحدثوا ضد برنامج إعادة التوطين.

وقالت في إفادة صحفية في جنيف "نحن قلقون من أنّ الخطاب المستخدم في الحملة الانتخابية يعرض للخطر برنامجا هاما جدا لإعادة التوطين يستهدف أناسا في وضع هش جدا- ضحايا الحروب التي لا يستطيع العالم وقفها."

وتأتي تصريحات ترامب بعد المذبحة التي وقعت الأسبوع الماضي في سان برناردينو بكاليفورنيا وقام بها زوجان مسلمان. وكان الزوج سيد رضوان فاروق قد ولد في الولايات المتحدة. أمّا الزوجة تشفين مالك فولدت في باكستان ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة قادمة من المملكة العربية السعودية. وقال مكتب التحقيقات الاتحادي يوم الإثنين أن الإثنين تحولا للتطرف.

وكتبت المرشحة الرئاسية الديمقراطية المحتملة كلينتون في تغريدة على تويتر أنّ فكرة ترامب "مستهجنة ومتحاملة ومثيرة للشقاق." وقال نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلاميّة "هذا تصريح شائن من شخص يرغب في تولي أعلى منصب في هذا البلد. هذا تهور وببساطة هو تصرف غير أمريكي. دونالد ترامب يبدو وكأنّه زعيم لغوغاء وليس لأمة عظيمة مثل أمتنا."

وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض لمحطة تلفزيون (إم.إس.إن.بي.سي) أن ترامب "يسعى لاستغلال جانب أكثر ظلامًا وعنصرا أكثر ظلاما أيضًا ويحاول اللعب على مخاوف الناس من أجل حشد دعم لحملته." وألقى أوباما خطابا ليل الأحد في المكتب البيضاوي طالب فيه الأمريكيين بالتسامح مع أقرانهم المواطنين بصرف النظر عن دينهم.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك