"التصوير بالضوء"

طالب المقبالي

muqbali@hotmail.com

نشرت قبل أيام صورة التقطتها مساء الخميس 3 ديسمبر 2015 لكلمة "عمان" بالكتابة في الهواء بواسطة الضوء، أو بمعنى أصح تجميع الضوء، وقد نشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي انستجرام وفيس بوك وتويتر وجوجل بلاس ومجموعات الواتساب.

وقد وصلتني استفسارات عن كيفية هذا التصوير، كما أنّ هناك استفسارات من أشخاص يعرفون هذه التقنية لكن الاستفسار كان عن كيفية قطع الضوء ثمّ مواصلة الكتابة باللغة العربية التي تعتبر الأصعب في هذا النوع من التصوير.

لم أبحث في الأنترنت عن التعريف لهذا النوع من التصوير لكنني أفضل التعريف بالأشياء من مفهومي الشخصي كي يكون التعريف من واقع التجربة وليس من مقال نظري، أو اقتباس لمعلومة أو منشور من هاو غير مبنية على أسس دقيقة وليس من واقع تجربة، وإنما من مقالات كتبت، أو من تغريدات نشرت من هنا وهناك للمشاركة بها والتحريف في مضمونها كما يفعل بعض ناقلي المنشورات والمقالات اقتباسًا من الشبكة المعلوماتية الواسعة.

وقد لا ترقى هذه الكلمات أو المعلومات التي كتبتها أن تكون مقالات تنشر، وإنّما هي مجرد اجتهادات قد يردها ذوي الاختصاص والمتعمقون في هذا المجال.

لكني شخصيًا عندما أسمع عن تقنية أو اكتشفها أمارسها حتى أصل إلى درجة الاقتناع بها، فالذي أراه مقنعًا وناجحًا قد لا يراه البعض كذلك.

على كل حال فإنني هنا لا أخاطب المحترف وإنّما أخاطب من لا يعرف ولم يسمع بهذا النوع من التصوير الذي لم أعرفه شخصيًا إلا مطلع هذا العام رغم مرور عدة عقود على ممارستي التصوير.

"التصوير بالضوء"

هو الكتابة في الهواء أمام عدسة الكاميرا في جو مظلم تمامًا ليس به بصيص من نور.

ويجب أن تكون الكتابة معاكسة إذا كانت للغة العربية تكون الكتابة من اليسار إلى اليمين، وفي اللغة الإنجليزية تكون الكتابة من اليمين لليسار.

وأصعب شيء في كتابة اللغة العربية كونها تحتاج لتقطيع الضوء لوضع النقاط على الحروف وكذلك لقطع الحروف غير المتصلة.

يعتقد البعض أنني وقعتها بالفوتوشوب وهذا غير صحيح لأنني أعتقد أنّ الصورة المعدلة بالفوتوشوب صورة غير احترافية وليس فيها إبداع، فالمبدع من يصور ويقوّل للناس هذا عملي خام من عدسة الكاميرا وإليكم مباشرة.

صورة عمان أخذت مني أربع محاولات، اثنتان كانت الكتابة من اليسار وظهرت جميلة لكنّها معكوسة فألغيتها لأنّها تحتاج إلى تدخل الفوتوشوب لقلبها أو أحد برامج الهواتف الذكية وهذا ما لا أرغبه.

والمحاولة الثانية كانت من اليمين لكن كانت "ن" عمان بدون نقطة فاستبعدتها.

ولمن يتساءل كيف استطعت فصل الضوء لعدم التصاق الألف بالنون في كلمة عمان فهذا لا يحتاج إلى فراسة أو تقانة عالية، وإنما يحتاج إلى سرعة تصرف بقطع الضوء بعد الانتهاء من كتابة "عمّا" ثمّ تشغيله بكتابة النون وقطعه مرة أخرى لوضع نقطة النون، وهناك طريقتان لقطع الضوء من خلال زر التشغيل أو حجب الضوء بشيء.

أما أنا فكنت أصور وأستخدم فلاش الهاتف وكنت أضع أصبعي على مصدر الإضاءة لتظهر الكتابة باللون الأحمر بانعكاس لون دم أصبعي فأقلب الهاتف لأحجب الضوء.

وبما أنني كتبت عمان بانعكاس لون دم أصبعي فإنني في داخلي إحساس بأنني كتبت اسم عمان بدمي لأنّ حبها بالفعل يسري في دمي ودماؤكم.

بقي أن نعرف إعدادات الكاميرا .

الأيزو 100 وسرعة الغالق التي استخدمتها 16 ثانية وفتحة العدسة 3.4 كذلك استخدمت الترايبود "الحامل" لمنع الاهتزاز، وأيضًا استخدم التوقيت 5 ثوان لمنع الاهتزاز عند الضغط على زر التصوير.

أتمنى أن أكون قد أفدتكم.

تعليق عبر الفيس بوك