مُحمَّد العليان

لا يزال الغموض يكتنف الأسباب الحقيقية وراء الإخفاقات المتكررة التي تتكبدها منتخباتنا الوطنية في مختلف الرياضات؛ فمنذ بداية العام 2010 ومنتخبنا الأول لكرة القدم يعاني من التراجع، إذ إنه ولمدة 6 سنوات متتالية لم يحقق أيَّ إنجاز أو مراكز متقدمة لا على المستوى الخليجي ولا الآسيوي ولا العالمي ولا الأولمبي؟ وظلَّ هذا الهبوط والتراجع دون معالجة أو تصحيح المسار، وظل الجهاز الفني بقيادة المدرب لوجوين أكثر من 4 أعوام في إخفاقات مستمرة.

ومن هذا المنطلق، جاءت صناعة أسباب الإخفاقات من رأس الهرم الذي يدير الكرة العمانية وهو "اتحاد الكرة"، له النسبة الأعلى في صنع الإخفاقات، ثم الجهاز الفني والإداري كجزء من التراجع؛ لأن اختياره واستمراره مربوط بقرار من اتحاد الكرة المنظومة الأعلى، ثم يأتي بعد ذلك اللاعبون. ولم يتم معالجة الأخطاء منذ سنوات، وظلت متتالية ومتكررة من عام لآخر. أضف إلى ذلك أنه لم يتم معالجة مشكلة اللاعبين الحاليين بالذات في عدة أمور؛ منها: اللامبالاة والاستهزاء والتراخي في أمور كثيرة؛ حيث لم نشاهد اللاعبين يقدمون تلك الروح القتالية وحرصهم على النظام.

وأنا هنا لا أقصد جلد اللاعبين، ولكن لابد أن يكون كل لاعب يمثل شعار الوطن والمنتخب، على قدر من المسؤولية والحرص على النظام وسمعة بلده؛ لذلك لابد أن يفيق لاعبونا من غفوتهم، وهذا يعود وبكل تأكيد إلى تساهل اتحاد الكرة والجهاز الإداري بالذات، خصوصا مع انتشار بعض تصرفات اللاعبين التي يعلمها الجميع وكسر قرارات الأندية بذلك، وهذا في رأيي سبب في صنع هذا الإخفاق الإداء، ساهم فيه إدارات الأندية نفسها التي لا تعرف كيف تجيد صناعة اللاعب بقدر ما تتفنن في صناعة هدر الأموال على صفقات اللاعبين المحترفين الأجانب، والتي أرى أن الأحق بها ابن النادي واللاعب المخلص لناديه والوفي، خير من أن تصرف على أشباه لاعبين.

فالأندية والكرة العمانية خسرت اللاعب المحلي، ولا أتصور إن ظلت المنظومة الكروية التي تدير الكرة بهذا الشكل والمستوى أن نحقق أية إنجازات أو تطور أو مراكز متقدمة؛ سواء اليوم أو غدا أو بعد غد.

... إن اتحاد الكرة بات مطالبا برسم رؤى فنية وإدارية للمستقبل قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى، والتي تضمن الخروج من نفق الإخفاقات المظلم.

--------------------------

آخر الكلمات: "الاجتماع.. ظاهرة طبيعية ناشئة من تعدد حاجات الفرد وعجزه عن قضائها وحده".