الدوحة.. كعبة المضيوم

حمود الطوقي

أُتيحت لي فرصة أن أقضي إجازة العيد الوطني الأخيرة برفقة الأهل في مدينة الدوحة.. هذه المدينة الحاضرة دائمًا في وجدان كل عماني.. وتظل عاصمة خليجية يُكن لها العمانيون الحب والتقدير.. فالدوحة تحتضن عشرات الأسر العمانيّة والكفاءات العمانية التي تعمل في مختلف المجالات؛ ومنها التعليم والتدريب وقطاع النفط والغاز بالإضافة إلى المجالات التي لها علاقة بالتبادل التجاري بين سلطنة عمان ودولة قطر الشقيقة.

خلال هذه الزيارة لمست التطوّر الهائل الذي يواكب العاصمة الدوحة في كل شرايين الحياة، حيث تعيش قطر حالة متفرّدة في البناء المؤسسي لتقدم للعالم نموذجاً من العمل الجاد الذي يلامس مجرى الحياة اليومية، فعندما تلامس قدمك العاصمة الدوحة تستطيع أن تلمس أن كل المؤشرات تتحدث عن تخطيط مدروس لصناعة المستقبل وفق استراتيجية معالمها واضحة وتسير بخطى ثابتة نحو بلوغ الأهداف المرسومة.

قطر الشقيقة أصبحت اليوم عاصمة عالمية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ؛ فهي تسير بخطى ثابتة باتت أكثر ثباتاً بعد أن ترسخت مفاهيم القيم والمواطنة ومفاهيم العمل المدروس من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات على جميع الأصعدة، وما يثلج الصدر أنّ الشعب القطري شعب مضياف، يستقبل الضيف بكل حفاوة وترحاب، ويرى أنّ الضيافة واجبة وعادة راسخة في المجتمع القطري الأصيل..

اكتشفت خلال هذه الزيارة القصيرة الكثير من المرافق السياحيّة التي تزخر وتفخر بها دولة قطر، فقد استطاعت هذه المرافق السياحية أن تكون نموذجاً مشرقاً لما لها من مردود اقتصادي على الناتج المحلي لقطر، ومن بين هذه المشاريع تنفرد مدينة اللؤلؤة كواحدة من أفضل مشاريع التمويل العقاري على مستوى دول المنطقة، وتعتبر هذه المدينة وما بها من خدمات ومرافق أساسية منارةً سياحية، حيث لابد لأي زائر أن يزور هذه اللؤلؤة المضيئة والمنيرة.

وليس ببعيد عن مدينة اللؤلؤة تقف (كتارا) واحدة من أجمل المرافق الثقافية والترفيهية في مدينة الدوحة.

حقاً إنّ الوصف يعجز الحديث عمّا يشاهده السائح أو حتى المقيم من برامج وأنشطة وفعاليات تقام على مدار الساعة لتؤكد أنّ التخطيط الإستراتيجي الذي تنتهجه دولة قطر في العهد الزاهر لسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني رئيس الدولة بأنّها تتناغم بين الحداثة والأصالة والتراث، ويمكن أن نشاهد ذلك ملياً أثناء الزيارة لسوق (واقف) أحد الأسواق الشعبيّة التقليديّة التي تجتذب العديد من الزوّار للاستمتاع بالموروثات التقليديّة والشعبيّة التي تعكس تاريخ دولة قطر.

استحضر وأنا أكتب هذا المقال العلاقات الممتازة التي تربط بين السلطنة وشقيقتها الصغرى دولة قطر فهي علاقة متميّزة على مختلف الأصعدة وتنمو هذه العلاقات بفضل الفكر المستنير لقيادة الزعيمين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظهما الله-.

إننا كشعوب البلدين نتطلع إلى المزيد من التعاون ليس فقط في المجالات السياسيّة بل في المجالات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية والثقافية لأننا نعتبر أنّ علاقاتنا المتميّزة جزء لا يتجزأ من القيمة الإنسانية التي تعيش حالة من السعادة والاطمئنان، فالإنسان في فكر الزعيمين هو محور التنمية وبه يقاس نجاح التنمية بكل تفاصيله.

وانتهز السانحة في هذا المقام لتهنئة أشقائنا في قطر باليوم الوطني الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، داعين الله تعالى أن يحقق أمنياتهم وتطلعاتهم نحو مزيد من الاستقرار والأمن والنماء.

تعليق عبر الفيس بوك