سوريا: مقتل 32 من "داعش" في الرقة.. والأسد يسخر من استراتيجيّة كاميرون في الشرق الأوسط

مستشار خامنئي يصف مستقبل بشار بأنه "الخط الأحمر" لإيران

بيروت - رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 32 على الأقل من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا وأصيب 40 آخرون في محافظة الرقة السورية أمس في سلسلة من الضربات الجوية التي يُعتقد أنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذها مستهدفا التنظيم المتشدد.

وذكر المرصد أن أكثر من 15 تفجيرا أصابت مواقع تابعة للتنظيم في ريف محافظة الرقة وبالقرب من مدينة الرقة عاصمة المحافظة. والرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا.

وقال التحالف إنّه استهدف الرقة ومناطق أخرى في شمال وشرق سوريا أمس. وتقصف الولايات المتحدة وحلفاؤها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في محاولة لطرد التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها في البلدين.

وانضمت بريطانيا إلى التحالف الأسبوع الماضي بعد أن وافق أعضاء مجلس العموم (البرلمان) على قصف أهداف للدولة الإسلامية في سوريا. وبعد ساعات من الموافقة قصفت مقاتلات بريطانية حقول نفط تقول الحكومة إنها تستخدم لتمويل هجمات على الغرب. ونفذت المقاتلات البريطانية سلسلة ثانية من الضربات يوم الجمعة.

وقال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري السياسة الخارجية للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس إن الشعب السوري وحده هو الذي يحدد مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد مضيفا أن هذا الأمر يمثل "الخط الأحمر" بالنسبة لطهران.

ومصير الأسد نقطة خلاف في المحادثات بين القوى العالمية التي تسعى للتوصل لحل سياسي للأزمة في سوريا. وتريد إيران وروسيا أن يبقى الأسد في السلطة لحين إجراء انتخابات في حين تقول القوى الغربية والعربية إنه يجب أن يرحل.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (ارنا) عن ولايتي قوله "الرئيس السوري الأسد يعتبر الخط الأحمر للجمهورية الإسلامية فهو الذي انتخبه الشعب السوري. والشعب السوري هو فقط من يجب أن يقرر مصيره ولا أحد آخر خارج الحدود السورية يمكنه الاختيار بدلا من الشعب السوري."

وقال ولايتي إن إيران يجب أن تحاول تخفيف التوترات بين تركيا وروسيا. وأسقطت تركيا طائرة حربية روسية الشهر الماضي قائلة إنها انتهكت المجال الجوي التركي أثناء قيامها بمهمة في سوريا. وتابع "تصاعد التوترات لا يفيد المنطقة. يجب ألا ننحاز لأي طرف ومن واجبنا تهدئة التوترات بين هذين البلدين"

ومن جانبه، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز إن الضربات الجوية البريطانية على تنظيم الدولة الإسلامية ستفشل في هزيمة التنظيم المتشدد وسخر من استراتيجية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المنطقة.

وقال الأسد في المقابلة التي أجريت قبل تصويت البرلمان -الذي كانت نتيجته متوقعة بشكل كبير- إن استراتيجية كاميرون ستجعل الوضع أسوأ. وتابع "سيفشلون ثانية" مضيفا في إشارة إلى التنظيم "لا يمكن استئصال جزء من السرطان ولكن يجب استئصاله بالكامل... هذه العملية (الضربات الجوية البريطانية) أشبه باستئصال جزء من السرطان وهذا سيجعله ينتشر في الجسم بشكل أسرع."

وقالت الشرطة في لندن إنها تتعامل مع حادث طعن وقع أول أمس على أنه حادث إرهابي بعد أن طعن رجل بسكين شخصا وهو يصرخ على حد قول وسائل إعلام بريطانية "هذه من أجل سوريا".

وسخر الأسد من تأكيدات كاميرون أنّ هناك ما يصل إلى 70 ألف مقاتل من المعارضة المدعومة من الغرب في سوريا يريدون التوصل لحل سياسي للحرب الأهلية في البلاد ويمكنهم استعادة السيطرة على أراض من الجهاديين الذين أضعفتهم الضربات الجوية.

وقال "هذه حلقة جديدة من مسلسل ديفيد كاميرون الهزلي الطويل... أين هم؟ أين هم السبعين ألف معتدل الذي يتحدث عنهم. ليس هناك 70 ألفا." ويعارض كاميرون حكومة الأسد حيث أرغم الصراع السوري الذي دخل عامه الخامس ملايين اللاجئين على الفرار من البلاد. وفي عام 2013 فشل كاميرون في الحصول على موافقة برلمانية لتوجيه ضربات جوية ضد قوات النظام السوري.

تعليق عبر الفيس بوك