مشاهد من دورينا!

حسين الغافري

(1)

لا يزال مسلسل إقالة المدربين مستمرًا في دورينا، حتى إننا أصبحنا نترقب الإقالات عند ختام كل جولة. فمع وصولنا للجولة العاشرة تمت -وللأسف- ثماني إقالات والعدد مرشّح للازدياد في مقبل الأيام، وهو أمر يدعو فعليًّا للقلق، وتحوم حوله العديد من علامات الاستفهام حول ضرورة وجود "كبش فداء" عند كل منعرج. والسهل طبعاً هو المدرب؛ كونه الحلقة المغلوب عليها في كرة القدم؛ فعند أي منزلق سلبي بنتيجة أي لقاء نرى الإقالات حاضرة. ولو نظرنا عملياً فإن الشروع في تغيير المدرب أمر يُغيّر ويقلق حالة صعود الفريق واستقراره جراء تبدّل الإدارات الفنية بسرعة عجيبة ويظهر مدى الاستعجال، ويضعف ثقة المدربين في الاستناد لحصانة تُقّوي عملهم وتدفعهم إلى البذل المضاعف! عموماً، إقالة المدربين في لحظات مبكرة من الدوري ورقة يستخدمها غالباً "الهواة" وليس "المحترفين"، ونحن نتكلم عن لقاءات عشر أولى فقط من عمر الدوري واتخاذ قرار كهذا القرار ينبئ بمدى الهشاشة في مستوى الاحترافية المطلوبة في كل جزئيات دوري نطلق عليه بدوري "المحترفين".

وضريبة هذه الإقالات الاستعجالية أنها أنتجت للمشاهد مباريات -في كثير من الأحيان- بمستويات فنية هزيلة لا ترقى للمستوى الفني المنشود، ولا ترتقي إلى طموحات بالتطور الإيجابي بثقل فني بالدوري!

(2)

لعوامل مُترابطة أوجدها عدم صبر إدارات الأندية مع المديرين الفنيين، نلاحظ غياب الرتم التصاعدي في اللقاءات، وضعف جودة كثير من المباريات، نرى في جولة أحد الأندية يكسب الثاني بنتيجة ثقيلة لنستبشر خيرًا في نسق تصاعدي وترابط في الصفوف للأول ونتشوق لمتابعة ما سيقدمه في لقاء الجولة المقبلة.. ولكن هيهات أن يحدث ذلك عندما تصطدم طموحاتنا بتكبد الأول نتيجة كبيرة تحطم الآمال. ومن هنا نستنتج أن جميع الأندية تعيش ذات الأمر ونفس المشكل. ولعل تصنيف دورينا السادس عشر على مستوى القارة من حيث قوة الأندية وكمال المنظومة الاحترافية يفسر جزءا لا بأس به من المشكلة!

(3)

مع وصولنا للجولة العاشرة، يظهر جدول الترتيب أن هوية الفريق المرشح للبطولة صعبة للغاية حتى اللحظة. نقاط المتصدر ونقاط صاحب المركز العاشر تصل إلى عشر نقاط فقط، وكرسي السبعة الأوائل قد ينقلب رأساً على عقب في الجولة المقبلة وهو أمر يمكن تفسيره بنقطتين أحدهما إيجابية والأخرى سلبية: توازن الكفة للأندية جميعها، ويضع التشويق والإثارة قرينة كل لقاء من اللقاءات وهي نقطة إيجابية. ضعف في المستوى الفني للقاءات؛ حيث إنَّ 80% من الأندية لا تتجاوز الانتصارات لديها مع وصولنا للجولة العاشرة لخمس انتصارات وهي نقطة لها وعليها. ولكن إجمالاً ومن باب التفاؤل فإن المنتظر أن تتحسن مستويات المنافسة بعد انقضاء أكثر من ربع الدوري، ونتوقع أن تكون اللقاءات أكثر إثارة، ولربما سنبصر عن هوية مرشحين رئيسيين في قادم الوقت.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك