"العُمانية للغاز المسال" تموّل إنشاء مركز للتوحد ومعهد للسلامة المروريّة

مسقط - الرؤية

احتفاءً بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، أعلنت الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال عبر المؤسسة التنموية للشركة عن تمويلها مبادرة "هدية لعُمان" والتي تتمثل في تمويل مشروعين وطنيين يقدمان خدمات جليلة ويسهمان في تحقيق تطلعات التنمية المستدامة للسلطنة. حيث يتمثل المشروع الأول في تمويل إنشاء المركز الوطني للتوحد في محافظة مسقط بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية الموقرة، والذي سيقدم خدماته لكافة أنحاء السلطنة. أمّا المشروع الثاني فيهدف إلى دعم الجهود المبذولة لتعزيز ثقافة السلامة المرورية والحد من حوادث الطرق وذلك بتمويل إنشاء معهد متقدم للسلامة المرورية في ولاية صور، بمحافظة جنوب الشرقيّة، مقر الشركة الرئيسي والرائدة في صناعة الغاز الطبيعي المسال في السلطنة.

على مدى الأشهر الماضية، أجرى فريق مختص من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال العديد من الدراسات والتحاليل على مختلف المبادرات الخدميّة والاجتماعيّة والبيئية والصحية. وبعد سلسلة من الفحوصات المكثفة التي شاركت فيها العديد من الجهات المعنية وذوي الاختصاص ومناقشة الاعتبارات المتعلقة بالابتكار والاستدامة وأهداف المشاريع المقترحة للمجتمع، أقر مؤخراً مجلس إدارة الشركة مشروعين بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 15 مليون دولار أمريكي. حيث تعكس كلتا المبادرتين حرص الشركة الدؤوب على ترجمة التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- حول تعزيز الرعاية الاجتماعية وغرس ثقافة السلامة المرورية في مختلف أنحاء السلطنة في ظل التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يعزز المشروعان أنشطة الشركة المتواصلة والرائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية المتعلقة بالتنمية الاجتماعية ومبادرات السلامة من خلال إنشاء المؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال - ذراع الشركة للمسؤولية الاجتماعية - والتي تأسست مؤخراً.

وفي هذا الإطار أوضح معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط والغاز رئيس مجلس إدارة الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال: "إنها لحظة فخر واعتزاز للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال للعمل مع شركائنا في التميز: وزارة التنمية الاجتماعية وشرطة عُمان السلطانية. حيث تأتي هذه المبادرة في إطار مساعينا الرامية إلى تعزيز خدمات التنمية الاجتماعية والسلامة على الطريق. وبلا شك سوف يعزز المشروعان مساهمات الشركة المستمرة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للسلطنة. هذا في حد ذاته هدف نبيل جداً، وكلتا المبادرتين لهما أولويّة وطنيّة وتلامسان حياة الجميع بشكل مباشر".

لقد أكّد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في الخطاب السامي بسيح المكارم بولاية صحار في عام 2009، على أنّ السلامة المروريّة جهد مشترك بين الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين، وذلك عبر تطوير القدرات وبناء مجتمع معرفي في تحقيق السلوك الآمن. والممارسات السليمة على الطرق. فقد حث جلالته حفظه الله الحكومة الرشيدة والمجتمع على وضع حد لحوادث الطرق وممارسات القيادة غير الآمنة. ومنذ ذلك الحين، استحدثت العديد من التدابير والمبادرات لتعزيز السلامة المرورية والتي آتت أكلها؛ حيث أثبتت الأرقام والإحصائيات الحديثة نجاحها وكفاءتها. إذ تشير الإحصاءات الصادرة عن الجهات المختصة إلى انخفاض 50 % في الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق. ومع ذلك، فإنّ الحاجة المُلحة تشير إلى أهميّة تضافر الجهود؛ فإحصائيات حركة المرور تشير إلى أهمية إنشاء المزيد من معاهد السلامة المرورية في السلطنة التي تسهم في نشر وغرس ثقافة القيادة الآمنة لدى الجميع. وتحقيقاً لهذه الغاية، فإنّ الشركة ستمول إنشاء وتجهيز معهد متقدم للسلامة المرورية في ولاية صور لخدمة أبناء محافظتي جنوب الشرقية وشمال الشرقية.

ووفقاً لشرطة عُمان السلطانية سيوفر المعهد بيئة تعليميّة وتدريبيّة ليس لمنتسبي الإدارة العامة للمرور بشرطة عمان السلطانية فحسب، بل يشمل كذلك جميع مستخدمي الطريق ومدربي السياقة والفاحصين. كما يساعد في تعزيز البرامج الخاصة والدورات وحلقات العمل التي تعقد لترسيخ ثقافة السلامة المرورية. كما تشمل الدورات المخصصة لمستخدمي الطريق القيادة الوقائية وقواعد المرور. ويخضع مستخدمو الطريق الذين يرتكبون عدداً من المخالفات والحوادث المرورية لدورات تأهيل خاصة. كما يمثل المعهد منصّة هامة يتم من خلالها توفير إرشادات شاملة عن القيادة الوقائية، وقواعد المرور والإسعافات الأوليّة والمعلومات العامة عن الطرق والسلامة المروريّة لإفادة جميع مستخدمي الطريق.

والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال عاقدة العزم على الاستمرار في دعمها لتعزيز خدمات السلامة المرورية. وتعد هذه المبادرة الثانية التي تأخذ السلامة المرورية نصيبا وافرا من اهتمامات الشركة. فقد كانت أول مبادرة "هدية لعمان" أسهمت من خلالها الشركة في شراء وتجهيز عدد 26 سيّارة إسعاف بتكلفة 2.5 مليون دولار وذلك ضمن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الأربعين المجيد. وتأتي هذه المساهمات لتكمل جهود الشركة الحثيثة الأخرى في تحسين السلامة المرورية من خلال حملات التوعية والتدريب، وكذلك من خلال إدخال تحسينات على البنية الأساسيّة للطرق.

أمّا المشروع الثاني فيتمثل في قيام الشركة بتمويل أول مركز من نوعه على الإطلاق للتوحد في مسقط، إذ أنّ التقارير تشير إلى تزايد الحالات المسجلة لمرض التوحد في السلطنة. الجدير بالذكر أنّه يتم تشخيص الأطفال بالتوحد إذا ظهرت عليهم بعض الأعراض مثل: مشاكل في التواصل اللغوي وغير اللغوي، وصعوبات في الاتصال الاجتماعي، وممارسة أنماط سلوكيّة محددة تتسم بطبيعة تقييدية أو تجنح إلى التكرار.

ويتمحور دور مركز التوحد في مساعدة المصابين بالتوحد وتعزيز الوعي العام بهم. كما يهدف المركز إلى تحديد الحالات وعلاجها فضلا عن تثقيف المجتمع في كيفية رعاية المتعايشين مع مرض التوحد، والمساعدة على تأقلمهم في المجتمع. ويعزز المركز - الذي سوف ينشأ وفق أحدث المواصفات والتقنيات - الوعي العام حول التوحد وفهم هذا المرض، ويساعد في تشخيص المرض وعلاجه، وكذلك تشجيع مشاركة المجتمع ودعم الذين يعانون من التوحد، بل ستمتد خدماته لتشمل دعم وتشجيع وتعزيز وتيسير البحوث والدراسات في معرفة الأسباب الجذرية للمرض وتشخيصه وعلاجه وفهم الظروف المرتبطة به. وهذا بدوره سيقلل من عدد الذين يلتمسون العلاج في الخارج، وفي الوقت ذاته يسهم في بناء القدرات الوطنيّة داخل البلاد حول التوعية بالمرض والتثقيف عنه والعلاج منه.

من جانبه قال حارب بن عبدالله الكيتاني، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال "إنّه لمن دواعي الشرف الذي أُسبغ علينا أن نقدم مبادرة "هدية لعُمان" لأبناء هذا البلد العزيز ونحن في غمرة احتفالات السلطنة بعيدها الوطني الخامس والأربعين المجيد. لا ريب أنّ هذه لحظة فخر واعتزاز، ونحن نشهد المستوى الذي وصلت إليه المسؤوليّة الاجتماعيّة للشركة. حيث يأتي كلا المشروعين ترجمة هامة للرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه - إلى واقع عملي وملموس تجاه تعزيز الرعاية الاجتماعية والسلامة المرورية لأبناء هذا الوطن المعطاء. وهنا يتجلى نهج الشركة الطموح في مواصلة تشجيع الشراكات الهادفة مع وزارة التنمية الاجتماعيّة وشرطة عُمان السلطانيّة وغيرهما من الجهات الحكوميّة والأهلية، من خلال هذه المبادرات، لتعزيز خدمات التنمية الاجتماعية في السلطنة وتعزيز مرافق السلامة المرورية والبنية الأساسيّة بما يضمن المساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية للمجتمع بأكمله. ولا يسعنا إلا أن نعرب عن جزيل الشكر والتقدير لوزارة التنمية الاجتماعية وشرطة عُمان السلطانية ونتطلع للعمل سوياً في هذه المبادرة".

تعليق عبر الفيس بوك