"داعش" يزعم أنّ مهاجمي كاليفورنيا من أنصار التنظيم.. وأوباما: لن يرهبنا أحد

مدير مكتب التحقيقات الاتحادي لا يستبعد استلهام نهج منظمات إرهابية أجنبية

كاليفورنيا - رويترز

قال تنظيم الدولة الإسلامية أمس إن الزوجين اللذين قتلا 14 شخصا بالرصاص في ولاية كاليفورنيا في هجوم يحقق فيه مكتب التحقيقات الاتحادي باعتباره عملا "إرهابيا" هما من أنصاره.

ومن جانبه، تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس بأن يتوصل محققون اتحاديون إلى الدافع الذي جعل زوجان يقتلان 14 شخصا بالرصاص في كاليفورنيا وطالب الأمريكيين بالاتحاد بعد الهجوم. وقال أوباما في خطابه الأسبوعي "نحن أقوياء. ونحن مرنون. ولن يرهبنا أحد. من المحتمل تماما أن يكون هناك من أخذ هذين المهاجمين للتطرف ليرتكبا هذا العمل الإرهابي." وأضاف "إذا كان الأمر كذلك فإنه يشير إلى تهديد ركزنا عليه لسنوات وهو خطر أن يستجيب الناس للأفكار المتطرفة العنيفة".

وجاء إعلان التنظيم عبر إذاعة البيان التابعة له على الانترنت بعد ثلاثة أيام من قيام سيد رضوان فاروق (28 عاما) المولود في الولايات المتحدة وزوجته تشفين مالك (27 عاما) وهي مواطنة باكستانية بتنفيذ الهجوم على حفل لموظفين في سان برناردينو على بعد نحو مئة كيلومتر شرقي لوس أنجليس. وقتل الاثنان فيما بعد بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

وقالت مصادر حكومية أمريكية إن مالك وزوجها ربما استلهما نهج الدولة الإسلامية لكن لا يوجد دليل على أن الهجوم تم بأمر من التنظيم وأنه حتى كان يعلم من هما المهاجمان. وكان الحفل الذي هاجمه الزوجان لبعض العاملين في نفس الوكالة الحكومية المحلية التي كان فاروق يعمل بها. وإذا ثبت أن هجوم يوم الأربعاء هو من تنفيذ أشخاص استلهموا نهج الإسلاميين المتشددين كما يشتبه المحققون الآن فسيكون هذا أعنف هجوم من نوعه منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

وقال التنظيم في البث الإذاعي أمس "هاجم اثنان من أنصار الدولة الإسلامية قبل عدة أيام مركزا في مدينة سان برناردينو في كاليفورنيا."

ونشرت في وقت لاحق نسخة باللغة الانجليزية للبث وصفت المهاجمين بأنهما "جنديان" للدولة الإسلامية وليسا "من أنصار" التنظيم كما وصفتهما النسخة العربية من البث. ولم يتضح إن كانت النسخة الانجليزية تزعم أنهما عضوان بالتنظيم أو السبب وراء هذا التضارب.

وجاء البث الإذاعي بعد يوم من تأكيد فيسبوك أن تعليقات تشيد بالدولة الإسلامية نشرت في نفس وقت الهجوم تقريبا على حساب فيسبوك أنشأته مالك باسم مستعار. ولكن لم يتضح إن كانت مالك نفسها نشرت التعليقات أم نشرها شخص يستطيع الدخول على حسابها.

وقال ديفيد بوديتش مساعد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي في لوس أنجليس خلال مؤتمر صحفي بشأن أنباء عن مبايعة مالك على فيسبوك يوم الهجوم "أعرف أن هذه التدوينة نشرت على صفحة علنية ونعم هناك مبايعة."

وقال متحدث باسم فيسبوك إن الحساب المذكور أزيل من على الموقع يوم الخميس لمخالفته لشروط الاستخدام التي تحظر الترويج أو الإشادة "بأعمال الإرهاب". ورفض ذكر تفاصيل عن المحتوى.

وأفادت شبكة (سي.إن.إن) ومواقع إعلامية أخرى أن بعض الكتابات على صفحة مالك على فيسبوك تضمنت مبايعة لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.

ويقول مسؤولون في مكتب التحقيقات الاتحادي إن المؤشرات على التحضيرات المسبقة والمخزون الهائل من السلاح والذخيرة الذي جمعه الزوجان والأدلة على أنهما حاولا "تدمير بصمتيهما الرقمية" ساعدت في قلب الموازين في التحقيق.

وقال بوديتش للصحفيين "بناء على المعلومات والحقائق كما نعرفها فإننا نحقق الآن فهذه الأعمال المروعة باعتبارها عملا إرهابيا."

وأضاف أن مكتب التحقيقات الاتحادي يأمل في أن يقود فحص البيانات التي استخرجت من أجهزة هواتف محمولة محطمة وغيرها من الأجهزة الالكترونية التي صودرت في التحقيق إلى دافع للهجوم.

وقال مسؤولون إن الزوجين كانا يملكان بندقيتين ومسدسين شبه آليين و6100 طلقة و12 قنبلة أنبوبية في منزلهما أو معهما عندما قتلا. أضاف أنهما ربما كانا يخططان لشن هجوم آخر.

وفي كلمة أمام الصحفيين في واشنطن يوم الجمعة قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي إن التحقيق أشار إلى "تطرف القاتلين واحتمال استلهام نهج منظمات إرهابية أجنبية." لكن لم يظهر دليل بعد يؤكد أن القاتلين كانا "جزءا من مجموعة منظمة أكبر أو شكلا جزءا من خلية.. لا توجد مؤشرات على أنهما جزء من شبكة." وذكر بوديتش أن فاروق ومالك لم يكونا تحت التحقيق من قبل مكتب التحقيقات الاتحادي وغيره من وكالات إنفاذ القانون قبل يوم الأربعاء.

تعليق عبر الفيس بوك