شباب: إصرار العائلات على رفع المهور يسهم في تفشي العنوسة وتعدد العلاقات المنحرفة

الرُّؤية - عهود الهنائيَّة

حذَّر عددٌ من الشباب من مخاطر استمرار ظاهرة ارتفاع قيمة المهور وأثرها السلبي على مختلف فئات المجتمع، خصوصا الشباب الذين يضطرون إلى تجنب الإقدام على الزواج في السن المناسبة بدعوى الادخار، وعلى الجانب الآخر تساهم في تفشي ظاهرة العنوسة بين الفتيات اللاتي يطالبن بمهور مبالغ فيها ظنا منهن أنها مقياس لجمالهن.

وقال مُحمَّد الهنائي إنَّ المغالاة في المهور مظهر اجتماعي للتباهي بأنَّ فلانَ زوَّج ابنته بمهر كبير فوق الثمانية آلاف ريال عماني، وفلان زوج ابنته بعشرة آلاف ريال عماني.. مشيرا إلى أن ديننا الحنيف حث على تقليل المهر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقلهن مهراً أكثرهن بركة". وقد يكون السبب الرئيسي في ارتفاع المهور ما نشهده من ارتفاع في أسعار الذهب ورسوم قاعات الأفراح وغيرها، فضلا عن كثرة شروط الأهل وبعض العادات والتقاليد التي تنتشر في بعض العوائل مثل أن تشترط مثلا زواج ابنتهم من أحد أبناء العائلة لتكون ابنتهم قريبة منهم، مما يُسهم في تفشي العنوسة لعدم إقبال الشباب على الزواج ليقينهم بعدم قدرتهم المادية على تحمل تلك الشروط والمطالب.

وأضاف الهنائي بأنَّه في المقابل هناك بعض الأسر التي تطلب مهراً قليلاً؛ لأنها تبحث عن الستر لأبنائها، كما أنَّ ما يهمها هو الخلق والدين وليس من يدفع أكثر. كما أنَّ للأسرة دورا كبيرا في تيسير الأمور على أبنائهم ليتم الزواج.

وقال مُحمَّد بن راشد الجهوري إنَّ غلاء المهور مظهر اجتماعي لدى البعض؛ حيث إنَّ بعض الأسر تعتبر غلاء المهور سببًا للتفاخر في الوسط الاجتماعي. وعليه، فإنَّ هذا التصرف يرهق الكثير من الشبان؛ مما يجعل بعض الأسر تهتم بالمظهر والكماليات عوضا عن العوامل المهمة.

وأشار الجهوري إلى أنَّ من أسباب غلاء المهور قلة الوعي بين الأهالي بخطورة التأخر في زواج الشاب أو الفتاة، وعدم الأخذ برأي الفتاة في بعض المجتمعات، إلى جانب الغيرة من البعض والتأثر بمفاهيم الترفيه الاستهلاكية والإسراف والمبالغة...وغيرها من العادات الدخيلة على المجتمع.

وأكَّد الجهوري أنَّ السببَ الرئيسيَّ للعنوسة هو غلاء المهور؛ مما يتسبَّب في خيبة الأمل في نفوس الشباب والفتيات.. مشيرا إلى أنَّ بعض الفتيات يعتقدن أن ارتفاع قيمة المهر مقياس لحسنها، أما بالنسبة للشباب فأكثر ما يثقل كاهله هو المهر، فضلا عن بعض المتطلبات مثل السيارة والمنزل الكبير.

وقالت فاطمة الهاشمية: إنَّ المغالاة في المهور أحيانا ما ترجع إلى الخوف من عدم كفاية المهر المعتدل في تجهيزات العروس، في ظل غلاء أسعار السلع والذهب وغيرهما من المستلزمات. وقد يكون السبب طمع الٲهل في كسب المال دون التفكير بالوضع المادي للمتقدم للزواج، إلى جانب حجة ٲهل الفتاة بأنها تعمل وأن قدرها في المهر يجب أن يكون عالياً، بينما كل هذه الأسباب تترتب عليها نتائج عديدة ضد مصلحة الفرد والمجتمع؛ ومن تلك النتائج: زيادة العنوسة، وكثرة العلاقات المحرمة، وزيادة مشاعر الحقد والحسد بين الأفراد بسبب الغيرة من عدم الحصول على المراد من الزواج.

وقالت أمل الجهورية إنَّ أسباب ارتفاع قيمة المهور متعددة؛ أولاها: غلاء الأسعار والارتفاع الخيالي في سعر الذهب، إلى جانب العادات الاجتماعية الدخيلة على المجتمع التي جعلت المهور ترتفع بهذه الصورة؛ كإقامة حفلات الزواج في القاعات، وإقامة الموائد المبالغ فيها، رغم أن نبينا الكريم أوصى بغير ذلك، إلا أنَّ فئة كبيرة من المجتمع أصبح المهر لديها يتعدى حدود المعقول دون مراعاة حال شبابنا وظروفهم المادية، وهو ما يصرفهم عن التفكير في الزواج في السن المناسبة، وفي المقابل ترتفع نسبة العنوسة بين الفتيات.

تعليق عبر الفيس بوك