نهضة دولة.. وعزيمة شعب

علي بن بدر البوسعيدي

تواصلتْ على مَدَى الأيام الفائتة أفراحُ الوطن بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، والتي حملتْ أبهى صور الولاء والعرفان لباني النهضة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتوشحت عُمان بأزهى حللها وتزيَّنت -كما هي عادتها- كعروس يَوْم زفافها.

إلا أنَّ احتفالات هذا العام -والتي عمَّت أرجاء الوطن الغالي- بثَّت العديد من الرسائل؛ أبرزها: النموذج العُماني في ترسيخ مبادئ "العدالة الاجتماعية"؛ حيث خَرَج الجميع إلى الشوارع ليرسموا لوحات العرفان للقائد والاعتزاز بحُبِّ الوطن؛ خرجوا فُرادى وجماعات: الكبير والصغير، الغَنِيُّ ومتوسط الحال، الرجال والنساء، الأطفال والغِلْمان، الكلُّ خرج (بعيدا عن الاحتفالات الرسمية التي نُظِّمت في رُبوع الوطن مُتحدثة عن مُنجزات كل محافظة أو ولاية على حدة)، تعبيرا عن الفخر بما تحقق لهذا البلد العزيز تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة -أيَّده الله- الذي حوَّل بفكره النيِّر وحكمته السديدة البلاد من أرض قفراء إلى بلدٍ منتجٍ مُتقدٍ بالنشاط في كافة المجالات والقطاعات.. خلايا نحل في كافة مؤسسات الدولة، ونشاطُ يدبُّ في كافة ربوع الوطن.. فمن مسقط الخير بدأ الخير مرورا بالظاهرة والداخلية والشرقية والباطنة والوسطى وظفار، وصولا إلى مسندم الشامخة، لتجني عُمان اليوم -قاطبةً- ثمار الكد والجهد والتعب؛ مستشرفة آفاق مستقبل أزهى وأكثر إشراقا.

لذا فليس بمُستغرب، أن تكتسي عُمان كلَّها ثوب الفرح والحبور، وتخرج عن بكرة أبيها مُعبِّرة عن الولاء والعرفان لباني النهضة؛ فما تحقَّق لهذه الأرض الطيبة لا تُحصيه الأرقام ولا تحيطه الكلمات؛ لتُصبح احتفالات البلاد بعيدها الوطني هذا العام، أكثر ألقا وهيبة وفرحا عميما، تغنَّى به المواطن والمقيم، وقد شهدنا بأم أعيننا تلك الفرحة في عيون المشاركين في تنظيم تلك الاحتفالات كما شهدناها في عيون المشاركين، الذي رسموا لوحات مختلفة تتحدَّث عن عاداتنا وتقاليدنا الموروثة من الأجداد والآباء، وهذا بحد ذاته مبعث فخر للجميع.. فشكرا ثم شكرا لكل من شارك وساهم في ظهور احتفالاتنا بتلك الصورة البهية، وكل عام وعُمان قيادة وحكومة وشعبا بألف خير.

تعليق عبر الفيس بوك