تركيا تستعد لتسليم جثمان الطيّار الروسي إلى موسكو.. والاتحاد الأوروبي يتحرك لإنهاء التوتر بين البلدين

بروكسل - رويترز

قالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجيّة بالاتحاد الأوروبي أمس إنّ الاتحاد سيتحدث مع تركيا وروسيا هذا الأسبوع بهدف إنهاء التوتر بينهما. وأضافت موجيريني أنّ الاتحاد يعمل "على ضمان ألا يؤثر التوتر بين روسيا وتركيا على وجهات النظر السياسية التي توصلنا إليها أخيرًا بشأن سوريا. سيكون خطأ جسيمًا إذا ألغينا أو خفضنا مستوى التعامل الدبلوماسي والسياسي بسبب التوترات على الأرض التي يمكن أن تكون شديدة ومن الصعب للغاية التعامل معها".

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس إنّ جثة الطيّار الروسي الذي لقي حتفه بعد أن أسقطت تركيا طائرة روسية نقلت إلى تركيا في وقت متأخر من مساء السبت وسيجري تسليمها إلى موسكو. وأدلى داود أوغلو بالتصريحات في مؤتمر صحفي بأنقرة أمس قبل أن يتوجه إلى بروكسل لحضور اجتماع بشأن الهجرة مع زعماء الاتحاد الأوروبي.

وكان مصور لرويترز قال إنّه شاهد كفنا يحمل جثمان الطيار أوليج بيشكوف وهو يصل بسيارة إسعاف إلى مطار خطاي في جنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا.

وتسببت واقعة إسقاط تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي للطائرة الروسية المقاتلة وهي أول حادثة معروفة من نوعها منذ الحرب الباردة في الإضرار بالمساعي لتشكيل جبهة موحدة ضد تنظيم الدولة الإسلاميّة في الأسابيع التي أعقبت إعلان التنظيم مسؤوليته عن هجمات باريس وإسقاط طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية.

وردت موسكو بغضب على أنقرة واصفة الواقعة بأنّها استفزاز متعمّد. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت قرارًا يفرض عقوبات اقتصادية ضد تركيا. وستُعلن تفاصيل بشأن البضائع التركية التي ستحظر وإجراءات أخرى بموجب القرار خلال الأيام المقبلة.

وتقول تركيا إنّ طائرة بيشكوف كانت في مجالها الجوي وتجاهلت التحذيرات المكررة لها عندما أسقطت. وتقول روسيا إنّ الطائرة كانت تحلق فوق سوريا وضربت بدون مبرر.

ونجا ملاح الطائرة لكن جنديا روسيا آخر قتل وهو يحاول إنقاذه في شمال سوريا.

ودعا داود أوغلو لمزيد من التعاون العسكري لمنع حوادث في المستقبل.

وقال قبل سفره لبروكسل حيث سيجتمع مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة المهاجرين "الاتصالات والتنسيق في عمليات سوريا ضروري لمنع حوادث أخرى لأنّ وجود تحالفين مختلفين ينفذان عمليات في المجال الجوي السوري يخاطر دومًا بوقوع حوادث مماثلة."

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو قوله أمس إنّ موسكو لن تقاطع الأحداث الرياضية الدولية التي تقام في تركيا لكنّها ستطلب تطبيق أقصى الإجراءات الأمنية كما ستقلص رحلات الرياضيين الروس للتدرب هناك.

وتركيا هي إحدى الدول المجاورة التي تضررت بشكل كبير من الحرب الأهليّة السورية التي دخلت عامها الخامس بعد أن استضافت مليوني لاجئ ودعت بشكل علني لرحيل الأسد. وثار غضب أنقرة بسبب التدخل العسكري الروسي في سوريا وشكت تحديدًا في الأسابيع الأخيرة من استهداف موسكو للتركمان العرقيين في المنطقة الحدودية الذين تربطهم علاقات وثيقة بتركيا.

وأفادت صحيفة صباح التركية المؤيدة للحكومة أنّ تركيا عززت الإجراءات الأمنيّة على طول حدودها مع سوريا يوم السبت فنشرت دبابات إضافية ومركبات جند مدرعة وغيرها من الأسلحة على الحدود مع سوريا. وقال مسؤول تركي إنّه ليس بإمكانه تأكيد تلك المعلومات.

تعليق عبر الفيس بوك