السعودية تؤكد استمرار الخيار العسكري في سوريا.. وأوباما يدعو إلى السخاء مع اللاجئين

إردوغان ينفي شراء النفط من "داعش".. والعراق يقطع آخر خطوط إمداد التنظيم

عواصم - الوكالات

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إن الخيار العسكري في سوريا مازال قائما وإن دعم المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد سيستمر. وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي سيباستيان كورتز أن بلاده على اتصال بعدد من جماعات المعارضة السورية بشأن عقد اجتماع محتمل في المملكة لتوحيد قوى المعارضة قبل محادثات السلام المقبلة في فيينا. ولم يذكر الجبير موعدا لأيّ اجتماع. وقال "الخيار العسكري لا يزال قائما والدعم للمعارضة السورية لا يزال مستمرا."

وأضاف أن الاجتماع في المملكة "إذا حدث سيكون الهدف هو توحيد المعارضة السورية ومساعدة المعارضة في الخروج برؤية واحدة لكي تستطيع أن تلعب دورا فعالاً أكثر في المحادثات للوصول إلى حل سلمي يؤدي إلى إبعاد بشار الأسد."

وأجريت محادثات دولية في فيينا هذا الشهر وضعت خلالها السعودية وإيران وتركيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين- خطة تقضي بإجراء محادثات مباشرة بين الحكومة والمعارضة بحلول أول يناير المقبل. وتعتبر الانقسامات في صفوف المعارضة واحدة من العقبات التي تواجه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.

وتضم المعارضة الائتلاف الوطني السوري الذي يتخذ من تركيا مقرا له -وهو كيان سياسي- كما تشمل مجموعة واسعة من الجماعات المسلحة غير الموحدة في هيكل عسكري واحد. وقال وزير الخارجية السعودي "لا نتعامل مع أي جماعات مدرجة على قوائم الإرهاب."

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن تركيا تشتري النفط والغاز من مصادر معروفة وعلى من يتهمها بشراء النفط من الدولة الإسلامية أن يثبت ذلك. وقال إردوغان في لقاء مع مسؤولين محليين في العاصمة أنقرة إن تركيا تتخذ الاحتياطات لمنع تهريب النفط عبر حدودها وهو مصدر دخل رئيسي للدولة الإسلامية. وقال مسؤولون عراقيون وضابط بالجيش أمس إن القوات العراقية قطعت آخر خط إمداد لتنظيم الدولة الإسلامية إلى مدينة الرمادي بغرب العراق حين سيطرت على جسر فلسطين الرئيسي. وقال صباح النعماني الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب إن الجسر بات الآن تحت سيطرة القوات العراقية بالكامل.

وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين على إظهار السخاء إزاء اللاجئين السوريين في رسالة عيد الشكر أمس وذكرهم بأن المهاجرين الذين جاءوا الى أمريكا في عام 1620 كانوا أنفسهم هاربين من الاضطهاد.

وقال أوباما في كلمته "بعد نحو أربعة قرون من إبحار السفينة مايفلاور ما زال العالم ممتلئاً بالمهاجرين -- رجالاً ونساء لا يريدون أكثر من الفرصة في مستقبل أكثر أمنا وأفضل لأنفسهم وعائلاتهم."

وأصبحت خطة أوباما لقبول عشرة آلاف لاجئ من سوريا أداة للوقاية من الانتقاد السياسي بعد الهجمات التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنها وقتل فيها 130 شخصا في باريس قبل أسبوعين. وتتزعم الولايات المتحدة تحالفا دوليا لقصف أهداف تابعة للدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وأظهر استطلاع أُجري لحساب رويترز-ابسوس انه منذ هجمات باريس يصف الأمريكيون الإرهاب بأنه أكبر مشكلة تواجهها البلاد. وأقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يقضي بتعليق خطة استقبال اللاجئين وتكثيف إجراءات فحص اللاجئين قبل أن يغادر المشرعون واشنطن في عطلة عيد الشكر. وقال عدة مرشحين جمهوريين في انتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر 2016 إن اللاجئين يمثلون خطرًا.

وقال أوباما في كلمته "يجب أن يتذكر الناس أنّه لا يمكن أن يدخل أي لاجئ حدودنا إلا بعد أن يخضع لأعلى مستويات الفحوص الأمنية التي تجري لأيّ شخص يسافر إلى الولايات المتحدة".

وتعهد أوباما باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القانون في مجلس النواب. لكن البيت الأبيض قال إنه مستعد للعمل مع المشرعين لتشديد الإجراءات الأمنية للزوار من 38 دولة الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة للزيارات القصيرة للولايات المتحدة.

واقتبس أوباما في كلمته من الرسائل التي تلقاها من أمريكيين يرحبون باللاجئين السوريين. وقال أوباما "امرأة من بنسلفانيا كتبت لي تقول 'المال شحيح بالنسبة لنا في منزلي.. لكن لدي غرفة ضيوف،. لدي حجرة مؤن مليئة بالطعام. يمكننا عمل هذا." وقال "امرأة أخرى من فلوريدا قالت لي إنّ تاريخ عائلتها يرجع إلى مايفلاور - وقالت إنّ الترحيب بالآخرين يعني أن المرء أمريكي."

من جانبه، أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعضاء البرلمان أمس أن الوقت حان للانضمام للضربات الجوية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مضيفا أنّ بريطانيا لا يمكن أن "تترك مهمة أمنها لدول أخرى".

ويحتاج كاميرون - الذي خسر تصويتا على الضربات الجوية ضد قوات حكومة الرئيس بشار الأسد في 2013 - لإقناع العديد من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الذي ينتمي له والبعض في حزب العمال المعارض بدعم قضيته إذا كان يريد نيل دعم البرلمان للتحرك العسكري.

وانتقدت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان توسيع نطاق الضربات الجوية لسوريا في وقت سابق هذا الشهر قائلة إنه من دون استراتيجية واضحة لهزيمة المتشددين وإنهاء الحرب الأهلية فإن هذا التحرك سيكون "مفككا".

لكن منذ أعلن التنظيم مسؤوليته عن قتل 130 شخصا في باريس شعر بعض المشرعين الذين كانوا مترددين بشأن شن ضربات جديدة في سوريا بأن التحرك ضروري لحماية بريطانيا من مثل هذه الهجمات.

وكتب كاميرون في رد على اعتراضات اللجنة "لا نملك ترف انتظار حل الصراع السوري قبل أن نتصدي للدولة الإسلامية." وقال في رده المؤلف من 24 صفحة إن الحملة ضد الدولة الإسلامية تدخل مرحلة جديدة تركز على القيادة والسيطرة وخطوط الإمداد والدعم المالي وهي عوامل يمكن أن تساهم فيها بريطانيا بشكل جيد. وقال "من الخطأ أن تترك بريطانيا أمنها لدول أخرى وأن تتوقع أن تتحمل طواقم جوية لدول أخرى أعباء ومخاطر ضرب الدولة الإسلامية في سوريا لمنع الإرهاب هنا في بريطانيا." وسيتعين على كاميرون أن يقنع المشرعين بأن مد الضربات الجوية لن يعني أن تصبح بريطانيا هدفا للهجمات بشكل أكبر. وأسقط متشددون طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية بعد أن بدأت موسكو ضربات جوية في سوريا. وقتل كل من كانوا على متن الطائرة وعددهم 224. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس إن تركيا تشتري النفط والغاز من مصادر معروفة وعلى من يتهمها بشراء النفط من الدولة الاسلامية أن يثبت ذلك. وقال اردوغان في لقاء مع مسؤولين محليين في العاصمة أنقرة إن تركيا تتخذ الاحتياطات لمنع تهريب النفط عبر حدودها وهو مصدر دخل رئيسي للدولة الإسلامية. وقال مسؤولون عراقيون وضابط بالجيش أمس إن القوات العراقية قطعت آخر خط إمداد لتنظيم الدولة الإسلامية إلى مدينة الرمادي بغرب العراق حين سيطرت على جسر فلسطين الرئيسي. وقال صباح النعماني الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب إن الجسر بات الآن تحت سيطرة القوات العراقية بالكامل.

تعليق عبر الفيس بوك