المهرجانات الطلابية.. عرفانٌ وليست مسابقات

يُوسف البلوشي

قدَّمتْ مُحافظات السلطنة لوحات من الولاء والعرفان في احتفالاتها التي أُقيمت بمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين المجيد؛ حيث وضعتْ كلُّ الكوادر الفنية جهودها لتكون محطة عطاء وعرفان لكل أبناء المحافظات، إلى باني نهضة عمان مولانا مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله.

فمن مسندم الخير حتى ظفار الجميلة، توشحت عمان بالذهب؛ مقدمة صورا وألحانا جميلة ورموزا، وقدمت فنونا شعبية أحيت تاريخَ عمان وموروثها الأصيل الذي تمتعت به منذ أزمان.

ولاقت هذه العروض استحسانَ الكثيرين بفضل ما سخرت لها من طلاب يُشكرون على بذلهم ما بوسعهم، بعد شهور تدريب طويلة، تجشَّموا خلالها المسافات والوقت والجهد...وغيرها.

ومن الجميل أنْ لا تخضع هذه الاحتفالات للمفاضلة؛ وذلك لتباينها بحسب موروث المحافظة والعامل المشترك الذي يجمع الولايات فيها، إضافة إلى اختزال الوقت لعرض مشاهد من اللوحات تحوي الأناشيد والأغاني الوطنية، وأيضا الفنون التقليدية في وقت قد لا يعطيها حقها الكافي لإبراز نفسها، رغم أنَّ الكثيرَ منها ظهر بفقرات أبدع فيها المقدمون وأصحاب التشكيلات والعروض.

ولا يختلف اثنان على أنَّ هذه العروض والاحتفالات بالولايات تعطي بُعدا متميزا للجيل الحاضر في غرس مفهوم الوطنية وإظهار الحب والولاء لباني عمان وتوثيق التاريخ الزاهر لعمان على مدى العصور وترسيخ هذه العادات للأجيال المتعاقبة.

وما زلنا -كمجتمع- نستذكر الإرث والعروض السابقة والأغاني الجميلة التي قُدِّمت في احتفالات الأعوام الماضية؛ كونها كانت جميلة وراسخة، وتعطي بُعدا إضافيا وجماليا لعروضنا العمانية التي لا يجب فقط أن توثَّق قرطاسيا، بل ممارسة وميدانيا، خاصة وأنَّ مُعظم هذه العروض فنون مغناة يجب أن تبرز في مثل هذه المناسبات، بل وهي أحد أهم أركان نجاحاتها.

كما أنَّ هذه الاحتفالات لا يجب أن تخضع للمسابقات بحُكم أنها لم توضع لهذا الغرض، بل وضعت لتجديد الولاء والعرفان لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لما تحقَّق من إنجازات وخدمات في ربوع البلاد.

وهذه الاحتفالات والمهرجانات تبثُّ رُوْح الأمل والانتماء والوطنية وحب الوطن في نفوس أبناء عمان، وتصاحبها لوحات تحمل عبارات الولاء لهذا الوطن، وتصاحبها ألحان فرق الفنون التقليدية العمانية الأصيلة التي تتغنَّى طربا بكلمات الفخر والاعتزاز بهذا الوطن، تُلحنها حناجر ذهبية عمانية أصيلة، وتزهو بلحنها الطبول العمانية الكاسر والرحماني.

... إنَّ العيدَ الوطنيَّ الخامس والأربعين المجيد هو ذكرى النهضة المباركة التي قادها جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- وتُعتبر مُنعطفا تاريخيا مهما مع ما تحقَّق من إنجازات تنموية عظيمة في شتى مناحي الحياة، وفي كل شبر من أرض عمان الطيبة خلال فترة وجيزة، وهذا يعد مفخرة يفتخر بها كل مواطن عماني.

yousuf@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك