ماذا يريد الرجل...؟

مدرين المكتومية

استكمالا لما كتبت سابقا "ماذا تريد المرأة...؟" كان من الأحرى أن أكتب أيضا عن الرجل على الرغم من أنني امرأة في نهاية المطاف؛ لكن من خلال المعرفة البسيطة يمكنني أن أختصر الأمر بالنسبة للرجل بحيث إن كثيرا من سوء الفهم يشوب علاقة الرجل بالمرأة، الأمر الذي يربك الإثنين معا. وتأتي أغلب هذه الإرباكات لأن الرجل قد لا يعرف ماذا يريد من المرأة أصلا..؟ فينشأ الصدام حول توقّعات كل منهما من الآخر؛ خاصة أنّ حياتنا في المجتمعات العربية بها الكثير من التناقضات والتدخلات من قبل المجتمع، والأصل في كثير منها لا تكون موفقة بل تنغص العلاقات الأسرية والعاطفية. من الصعب التعميمم على كل الرجال بحكم معين فالرجل في العقد الثاني من عمره يختلف عمن في العقد الرابع.. وكل مرحلة لها أولويّاتها المختلفة.

لكن من المتفق عليه حسب الدراسات الاجتماعية والنفسية أن الرجل يهوى التعدد في مراحل معينة من عمره. وإلا ما الذي يجعل رئيس دولة بقامة "بيل كلينتون" يسقط في فخ غواية امرأة كمونيكا لوينسكي. وهناك الكثير من المشاهير الذين تترصدهم كاميرات صحافة الفضائح الغربية. ولاشك في أن بيل كلينتون يحب زوجته وأسرته لكن ثمة أمر آخر لا تفهمه المرأة، أنّ الرجل في أعماقه يهوى التعدد ولا يحب القيود. إنّها طبيعته البدائيّة التي كان يمرح فيها بعيدا عن القفص الذهبي والتي لا يستطيع أن يتجاوزها لأنّها ليست مسكنه بل طبيعته البشرية. ونحن النساء لا نتقبل ذلك ولا نريد أن نفهمه أبدًا، وكل ذلك يعتمد على التكوين الداخلي لكل منّا.

نحن نعيش التقدّم والتطوّر الذي ينبغي أن ترافقه متغيّرات أيضًا، بحيث إنّ الرجل يحاول أن يختار من تتناسب معه ويحاول أن يشكلها بطريقته وبحسب ما يريد دون أن يغير مبادئها، عليه أن يكسب امرأته، ويحتفظ بها، ويهتم لأمرها ويجعلها رفيقته وخياره النهائي.. وذلك يأتي بعد الإجابة عن السؤال التالي، لماذا يفكر الرجل بأخرى..؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الرجل والمرأة سويا...؟ الأسباب هي أن الرجل يختار زوجته لرغبة المجتمع وتقبله دون أن ينظر لاحتياجاته الشخصية في كون ارتباطه بأنثى، دائما يختار التي يجدها كما يريد غيره ليس كما يريد هو، فتجده يرى هنا ويتعرّف على تلك، يبحث عن الجمال وعن القوة وعن امرأة يريد أن يعيش معها قصته تحت الظلام بعيدًا عن النور حتى لا تنكشف أمام المجتمع فيقال عنه أنّه خائن، فإنّ أردنا فعلا أن نتجرد من كل شيء وأن نعيش حياة جميلة وبسلام فعلى الرجل أن ينتقي امرأته ويعيش معها بطريقته دون أن يفكر فيما سيقوله المجتمع، وما الذي سيعتقده الناس ففي نهاية المطاف هي من ستعيش معه يوميًا وستشاركه عمره وليس المجتمع.

من وجهة نظري أنّ الزواج ينبغي أن يكون بناء على الاختيار الشخصي، ووفقا لما يراه ويحتاجه كل من طرفي العلاقة الرجل والمرأة، ليتوافقا معا في العيش وليستطيعا أن يعيشا بسلام دون أن يلجأ أي منهما لطرف آخر قد يدمر صفو الحياة الزوجية، يجب أن تكون هناك خصال مشتركة لتكون المسافة قريبة منهما، وأكثر الرجال أمانًا هو من اختبر الحياة وعرف تمامًا ماذا يريد لأنّه عندما يفكر في الاستقرار والزواج يعني ذلك أنّه خبر الحياة بجميع تقلباتها ووجد أنّه يود أن يستقر بشكل نهائي ويجد محطته النهائية لذلك يصل لمرحلة يمكنه أن يقدم لزوجته حياة مستقرة وآمنة، ويصبح بيته وعائلته هم محور حياته وتفكيره، وربما لا يمكن أن ينطبق نفس الوضع على المرأة في المجتمع العربي لكن في عصر الانفتاح الذي نعيش فيه أصبح بإمكان المرأة أن تعرف الكثير عن الرجل الذي يريد الزواج بها خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتدرك مدى تناسب شخصيته مع ما تطمح إليه في زوجها ووالد أبنائها مستقبلا.

madreen@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك