وطن يعانق الشموخ

محمد العليان

تحتفل السلطنة بالعيد الوطني المجيد وبالذكرى الـ45 لانطلاق مسيرتها المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-. فالثامن عشر من نوفمبر من كل عام يعتبر ميلاد وطن في تاريخ العمانيين، وهذه المناسبة الغالية تمثل لكل مواطن على هذه الأرض الطيبة يوماً مجيداً وخالدًا في التاريخ، لذلك شكلت النهضة المباركة لحظة مفصلية في تاريخ عمان الحديث، تحت لواء قائد صاغ ملامح وطنه لنهضة معاصرة جديدة في مشهد إبداعي حافل بالإنجازات الكثيرة والكبيرة، إن 18 نوفمبر زفَّ لنا ولادة قائد عظيم وهب ونذر حياته لوطنه وشعبه وعاهد نفسه وشعبه على أن يبني عُمان من جديد، نعم كان هدف جلالته واضحاً وصريحا ومحددا وهو بناء عُمان الحديثة، قائد وحاكم وسلطان استثنائي وعد فأنجز وأوفى بوعده فحملت رياح الخير الركائز الأساسية لبناء الدولة العصرية الحديثة لتحقيق الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع ونموه نحو التقدم والرخاء، فوضعت الأهداف من أجل صالح الوطن والمواطن بوصفه حجر الأساس والزاوية في عملية التنمية والتطوير والتحديث، فكان التعليم من أولويات بناء المواطن العُماني فأنشئت المدارس في كل ربوع البلاد أولاً ثمّ الكليات والمعاهد والجامعات، بالإضافة إلى قطاع الصحة ورعايته للمواطنين، فأنشئت المستشفيات في المناطق والولايات والمحافظات وكانت هناك تحديات كبيرة وكثيرة ولكن صمد الوطن لامتحان واختبار الزمن فهذه كانت من ركائز وسياسة السلطنة (لا تتدخل في شؤون الغير، ولا أحد يتدخل أيضًا في شؤونها) فكان الاستقرار والأمان من أولويات بناء الدولة والمجتمع العماني، الطريق لم يكن سالكاً سهلاً لذلك كما يتصوره البعض بل كان مليئًا بالتحديات ولكن بفضل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- وتعاون المجتمع العماني بالأخلاص والتضحية والإيمان سارت الأمور إلى صوابها واتجاهها الصحيح، إنّ ما نراه الآن وبعد 45عاماً يجعلنا نجزم ونقول بأننا محظوظون بهذا السلطان والقائد الحكيم وأصبح به الوطن يُعانق الشموخ، إن تجربة السنوات الماضية من عمر النهضة المباركة تؤكد على أنها ركزت على واهتمت بالتحديث الديمقراطي وبناء المؤسسات الدستورية الحكومية وتعزيز التنمية البشرية والاقتصادية لذلك رسم جلالته -حفظه الله ورعاه- طريقاً واضحة المعالم والهوية ولها خصوصيتها النابعة من التاريخ والتراث العماني. بقيادة مولانا جلالة السلطان قابوس -حفظه الله وأبقاه- تمضي بلادنا ووطننا في طريق يعانق الشموخ والأمجاد وبخطى راسخة وواثقة إلى آفاق أعلى وأبعد وأوسع. ومن هذا الواقع علينا أن ننظر إلى المستقبل ونتأمل الحاضر بنظرة أمل وتفاؤل إلى المستقبل مندفعين صوب المستقبل بالحفاظ على هذه المُنجزات والتاريخ الكبير وأن نحقق إضافة حقيقية لأنفسنا ووطننا وسلطاننا وأمتنا لتكملة البناء للحاضر والمستقبل نحو آفاق مفتوحة للجميع. -حفظ الله- مولانا بحفظه وألبسه لباس الصحة والعافية وأمد في عمره، ونسأله أن يحفظ بلادنا وشعبنا وسلطاننا، وفعلاً وطن عانق ويعانق الشموخ.

تعليق عبر الفيس بوك