إنَّه الحب

خالد الخوالدي

يتساءل بعضُ القرَّاء عن تشرّفي بالكتابة دائمًا عن السلطان قابوس -أعزَّه الله- فما إن تطل صورة جلالته البهية في وسائل الإعلام إلا وأسارع بالكتابة عنه وعن صحته وكلماته وحركاته، وهُم في ذلك محقون، ولكن: ماذا أفعل إذا كان هذا الإنسان العزيز الكريم الحكيم والغالي يُحبُّه القلب ويجري مجرى الدم في الشرايين؟ فهو القائد والأب والمعلم والملهم والمربي والقدوة.

أعزائي، باختصار "إنّه الحب"، ولِيَ الحقُّ في ذلك؛ فمَنْ لا يُحب هذا الإنسان الذي قدَّم كلَّ شيء لعمان وأهلها، ومنذ نعومة أظافرنا وهو يتردَّد على مسامعنا، وفي كل مكان مضينا فيه كان حديث الناس إعجابا وتقديرا وشكرا، ليس في عمان فحسب، بل في كل مكان حللنا فيه وطاف بنا الركب خارج البلاد. وهذا الحب ليس حصريا عليَّ، وإنما يمكن أن يراه أي شخص في عين معظم العمانيين إذا لم يكن جميعهم.

... إنَّ حُبَّ السلطان قابوس سمة مشتركة لأغلب الشعب العماني، وإلا فمن يُفسِّر لي التفاعل الكبير والانتظار المرسوم بالشوق واللهفة لرؤية جلالته وسماع خطابه صباح الأحد، من الصغير للكبير، والرجال والنساء، والعماني والمقيم، حيث كانت الآذان والأفئدة والأرواح تهفو كلها إلى حصن الشموخ؛ حيث خطاب الشموخ كما وصفه الكثيرون؛ فمنذ أُعلن عن موعد خطاب جلالته لافتتاح الفترة السادسة لمجلس عمان، واشتعلت المجالس العامة وكان حديث الناس فيما بينهم، ومواقع التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها ووسائلها؛ استبشارا وفرحا وطربا وتفاعلا مع الخبر السعيد.. فما الذي يا تُرى حركهم؟ "إنَّه الحب".

وبعد الخطاب الذي كان قصيرا في كلماته ووقته، كبيرا في معانيه ومغازيه، انبرى الكثيرون محللين ومفسرين لكل حركة ولكل كلمة قالها جلالته، ولكل تفاصيل الجلسة، فما كان منطلقهم من هذا؟ "إنه الحب". وقد حلَّل الكثيرون الجلسة بداية من الافتتاح بالقرآن الكريم مرورا بصوت جلالته المفعم بروح الشباب والحيوية والنشاط والهمة نحو المعالي، مُعرِّجين إلى كلماته التي أوضحت اطلاع جلالته على تفاصيل ما يدور في البلاد وتقديره للجهود المبذولة من مجلسي الدولة والشورى، واللذين يُمثلان واسطة العقد لأي تطور وتقدم ونمو لهذا الوطن؛ فعن طريقهم يتم رسم الخطط والإستراتيجيات؛ فثقة جلالته بهم تجعلهم في موضع المسؤولية الكبيرة التي لن يُخيِّبوها إن شاء الله، كما تطرق المحليون إلى رؤية جلالته بضرورة التكاتف والتعاون بين جميع الأطراف في الدولة من مسؤولين ومواطنين ومقيمين؛ لمواصلة مسيرة التقدم والتطور التي بدأت في العام 1970، والتي مضى عليها 45 عاما، منوهين إلى أنَّ الوصول إلى القمة سهل -كما يُقال- ولكن المحافظة عليه والسعي نحو الوصول إلى مستويات أعلي يحتاج إلى عزيمة وإرادة صادقة، وأرواح أمينة تحمل في قلبها الخير لعمان الخير والسلام، مُنطلقين في تحليلهم ورؤيتهم لكلمات جلالته من مصدر واحد "الحب لقابوس".

... إنَّ ما تابعناه في جميع وسائل الإعلام من أصداء للخطاب السامي من قبل مختلف فئات المجتمع، والتفاعل الرائع والمتميز في جميع قنوات الاتصال، ليدل دلالة واضحة على الحب الكبير والعظيم لهذا القائد. ولا شك أنَّ هذا التفاعل بعيد كل البعد عن المجاملة والمداهنة والتقديس والتخدير الإعلامي، وعن كل اعتبار، وإنما ينطلق من منطلقات عفوية يحركها "حب مترسخ لسلطان القلوب".

وحتى أكون مُنصفا أكثر؛ فهناك عدد كبير من البشر في مختلف الدول العربية والإسلامية والصديقة يُنافسون العمانيين حُبًّا وتقديرا واحتراما لرجل السلام الأول بلا منازع، وهذا لمسناه وواضح لكل عماني سافر للخارج، ولكل من يتابع قنوات التواصل الاجتماعي. ولا يختلف مع توجهات السلطان المُحِبَّة للسلام إلا من على قلبه ران وفيه حقد وظلام؛ فالسلام وحب الخير للبشرية من أساسيات الدين الحنيف الذي جاء به رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- من رب العزة والجلال.

اذاً؛ ما يجعلني أكتب، ويجعل الكثيرين يتكلمون ويتحدثون عن كل حركات السلطان وهمساته وكلماته، إنما مرده لمنبع واحد متفقين عليه جميعا وهو "الحب"؛ فاللهم أدم علينا الحب والخير والسلام، واحفظ مولانا السلطان قابوس، واجعله ذخرا وعزا لهذا الوطن، واحفظ بلادنا الحبيبة عمان من كل متربص، وأدم علينا الأمن والأمان.. وكل عام وسلطان القلوب بخير وسلامة، ودمتم ودامت عمان بخير!!

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك