الابتزاز الإلكتروني .. براثن الاحتيال تنصب الشراك للإيقاع بفرائسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الرؤية - مشعل المقبالي

أجمع شباب على أنّ الابتزاز الإلكتروني بات ظاهرة منتشرة حول العالم، إذ يعمد مرتكبو هذه الجرائم إلى نصب الشراك لمستخدمي المواقع الإلكترونية ولاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، للإيقاع بفرائسها.

ويذكر الشباب أنّهم صادفوا أو قرأوا عن حالات ابتزاز إلكتروني وقع فيها أشخاص حسنوا النيِّة، إذ يلجأ هؤلاء المبتزون إلى الادعاء كذبًا أنهم في حاجة إلى المال لإجراء جراحة أو سداد دينٍ لتفادي السجن، أو حتى طلب الأموال مُقابل عرض رسائل خادشة للحياء.

وأشاروا إلى أن المتضرر الأكبر من مثل هذه العمليات الإجرامية، يكون الفتيات، حيث إنّ المبتز يلجأ إلى تصوير الفتاة دون معرفتها، فيُهددها بعدها بهذا التسجيل مقابل الحصول على أموال، ما يلبث إلا أن يستنزف أموالها كلها، لافتين إلى أنّ الشرطة لا تتوانى عن ملاحقة مرتكبي مثل هذه الجرائم.

وتابعوا أنّ هذه الجرائم تنتشر مع اتساع رقعة الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى رسائل البريد الإلكتروني التقليدية، حيث يقوم هؤلاء بانتحال صفات مشاهير أو أبناء حكام ورؤساء دول، للإيقاع بفريستهم، وطلب الأموال.

ويذكر عبد الكريم الرشيدي أنّه تعرض لحادث مماثل، على أحد مواقع التواصل الاجتماعي من خلال قيام المبتز بانتحال شخصية فتاة تقوم بإرسال رسائل خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بمجرد أن طلب مني الحصول على أشياء قد لا تذكر بطبيعة الحال قطعت التواصل معه نهائيًا، وأدركت أنني قد أسقط في براثن الاحتيال.

وقال الرشيدي إنّ الهدف الرئيسي للمبتزين هو جمع المال بطريقة سريعة من الضحايا، مشيراً إلى أنّ لكل ابتزاز طريقة وهدف مُعين، وللأسف أغلب المبتزين من جنسيات عربية وبعضهم ينتحل صفة أميرات عرب ووزيرات وحتى بنات رؤساء دول، فقط للحصول على المال.

وقالت هدى الهنائية إنّ وسائل التواصل الحديثة هي بيئة خصبة للمبتزين، نظرًا لسهولة الحصول على الضحايا من شتى الجنسيات، وقد ساهمت هذه المواقع والبرامج بشكل كبير في زيادة أعداد المبتزين، وذلك لأن الأسر ألغت الحواجز بين الجنسين، علاوة على سوء استخدام برامج التواصل الاجتماعي وضعف الإيمان وغياب الضمير.

وأضافت الهنائية أنّ الحل الأمثل لتأمين النفس هو الحذر في استخدام وسائل التواصل الحديثة، وعدم السماح للغرباء بالدخول في تفاصيل خاصة لا تعنيهم وعدم الرضوخ لطلبات المبتزين، والإبلاغ عنهم بحيث يكونون عرضة للمساءلة القانونية.

وقالت أميرة الفليتية: "يختلف هدف المبتزين من شخص لآخر، فالبعض يسلك هذا السبيل من أجل الحصول على الأموال من خلال ابتزاز الشخص، فيما يتخذها البعض الآخر وسيلة للانتقام من أحدهم، ربما لجدال وقع بينهم. وأوضحت أنّ هناك أيضا من يستخدم هذا الابتزاز للتشهير أو ربما هناك من يسعى للابتزاز دون هدف، فقط تكون مرحلة من مراحل الجنون والفوضى والسادية، لإظهار الذات وفرض القوة على من هم حولهم دون التفكير بعواقب هذه الخطوة.

وتلقي الفليتية باللوم على وسائل التواصل الحديثة، في انتشار هذه الظاهرة، حيث تقول إنّ وسائل التواصل الاجتماعي عالم واسع لكنه صغير المدى، إذ يجمع الناس في مكان واحد من مختلف الدول، فمن السهولة أن تصل لحساب من تُريد بالرغم من بعد المسافة بين الطرفين، كما أنّه من خلال هذه الوسائل يستطيع البعض اختراق الهاتف أو الحاسب الشخصي لأحدهم، بكل سهولة، وأخذ ما يُريده من معلومات وبيانات وحتى صور شخصية؛ ليُهدد بعدها صاحبها ويبتزه للحصول على ما يُريد.

ومضت الفليتية قائلة: "لا أعتقد أنّ التوعية في هذا المجال كافية، لأنّه مهما تكن التوعية حاضرة فإنّها لن تجدي نفعًا، لأن الشخص هو من يستطيع أن يتحكم بأفعاله ويستطيع أن يتعامل مع كل من حوله بالطريقة السلبية أو الإيجابية، وهذه الظاهرة تحتاج فقط إلى قوانين صارمة تمنعهم من الدخول في عالم الابتزاز".

وقال محمد المقبالي: "لم يسبق لي أن تعرضت للابتزاز الإلكتروني، لأني لست من المستخدمين للإنترنت بكثرة، لكني سمعت قصصاً عن الابتزاز، وقرأت عن أشخاص فقدوا سمعتهم أو مالهم لتفادي الفضيحة.

وقالت بشاير الزدجالية إنّ مواقع التواصل الحديثة مليئة بالمفيد والسيئ، وعلى الشباب أن يتصفح الإنترنت بوعي دون انجرار خلف أمور قد تدفعه للوقوع في براثن هذا الابتزاز. وأضافت الزدجالية أنّ القانون العماني المختص بتقنية المعلومات فرض عقوبات صارمة على المبتزين؛ فالأولى لهم تجنبها، مشيرة إلى أنّ انتشار العديد من قصص الابتزاز خلال الفترة الماضية يبرز الحاجة الماسة لزيادة وعي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمخاطر مثل هذه الجرائم.

تعليق عبر الفيس بوك