بوش الأب في كتاب جديد: ابني كان ضحية"المتشدد"تشيني و"المغرور"رامسفلد

واشنطن - الوكالات

وَصَف الرئيسُ الأمريكي السابق جورج بوش الأب نائب الرئيس الامريكي في عهد نجله جورج دبليو، ديك تشيني بأنه أصبح "شخصاً متشددًا"، كما وصف وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفلد بأنه "شخصية مغرورة"، وذلك في كتاب جديد يكشف فيه علناً وللمرة الأولى تأثيرهما على نجله جورج دبليو عندما كان رئيساً.

والتزم بوش الأب الذي تولى الرئاسة في الولايات المتحدة بين عامي 1989 و1993 الصمت في شأن قضايا تتعلق برئاسة إبنه والحرب في كل من العراق وأفغانستان.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" فقد اختار بوش الأب في سيرة ذاتية تنشر قريباً، وصفاً للرجلين اللذين لعبا دوراً محورياً خلال ولايتي إبنه الرئاسيتين بين عامي 2001 و2009. وذكرت الصحيفة أن بوش قال لكاتب سيرته الذاتية جون ميتشام إن تشيني "متشدد عمد الى بناء امبراطوريته ولم يطبق ما كان يؤمن به" ومارس نفوذاً "متشددًا وسلبياً" على ابنه. وأضاف بوش أن وزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد كان "شخصاً مغروراً" يرفض الإصغاء الى آراء الآخرين "ويقدم مشورة سيئة للرئيس". ويعرف بوش تشيني جيداً لأنه كان يتولى حقيبة الدفاع خلال العام 1991، أثناء التدخل العسكري الامريكي لتحرير الكويت بعد غزو العراق لهذا البلد. وأضاف بوش أن تشيني عندما عين نائباً للرئيس خلال عهد إبنه "اصبح متشدداً ومختلفاً عن الشخص الذي كنت أعرفه وتعاملت معه". وأضافت الصحيفة أن ميتشام ذكر أن تشيني كوزير للدفاع طلب دراسة لمعرفة عدد الأسلحة النووية اللازمة للقضاء على وحدة من الحرس الجمهوري العراقي وأن الإجابة كانت 17. وتكهن بوش بأن يكون تشيني تأثر بزوجته المحافظة لين التي وصفها بأنها "العقل المدبر".

وأقر بوش الأب بأن نجله مسؤول عن تقوية موقع تشيني ورامسفلد، واحياناً استخدم لهجة كانت عدائية. وتابعت الصحيفة أن بوش قال "اني قلق من اللهجة المعتمدة"، إن كانت لهجته هو أو لهجة الاشخاص المحيطين به".

وأضاف: "التشدد في اللهجة يتصدر عناوين الصحف لكن ذلك لا يعالج بالضرورة المشكلة الدبلوماسية". واشار بوش تحديدا الى "محور الشر" الذي وضعه جورج الابن في 2002 لوصف اعداء واشنطن اي العراق وايران وكوريا الشمالية. وقال بوش "نعود الى محور الشر ومثل هذه الامور ونلاحظ انها على مر السنين لم تأت باي فائدة". وكتاب ميتشام بعنوان "القدر والسلطة. ملحمة جورج هربرت ووكر بوش الامريكية" سينشر هذا الاسبوع من قبل دار النشر راندوم هاوس. وينشر الكتاب في حين أن إبنا آخر لبوش، هو جيب بوش يترشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري ويسعى الى التقدم في اقتراع تهيمن عليه النزعة الشعبوية التي ساهمت في رفع اسهم منافسين من الخارج امثال دونالد ترامب وبن كارسون.

ومن جهته، علق مرشح الرئاسة الامريكية جيب بوش، على الكتاب، قائلاً: إن "شقيقي شخص راشد. تأثرت إدارته بأفكاره وردود فعله على اعتداءات 11 سبتمبر". وأضاف: "اعتقد ان والدي كالعديد من الأشخاص كان يحب جورج وأراد أن يسرد الأمور على طريقته لأن ذلك امر طبيعي.. اليس كذلك؟".

وبوش الأب البالغ اليوم الـ91 من العمر، يجسد المؤسسة الانجلوسكسونية البروتستانتية في سياسة "الحزب الجمهوري" الامريكي. وبوش الأب إبن عضو مجلس شيوخ نافذ من ولاية كونيتيكات، درس في جامعة يال العريقة وكان طياراً نال العديد من الأوسمة خلال الحرب العالمية الثانية وعضواً في الكونجرس من تكساس وسفيراً امريكيا لدى الصين ومديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي آي ايه".

وفي المرة الأولى التي ترشح خلالها للانتخابات الرئاسية، هُزم امام رونالد ريجن الذي اختاره نائباً له. ثم انتخب بوش الأب رئيساً في العام 1988 لولاية من أربع سنوات حقق خلالها انتصاراً في حرب الخليج الأولى العام 1991. وكشف ميتشام، المحرر السابق لدى "نيوزويك" وحائز جائزة "بوليتزر"، أن بوش شعر بأنه "خُذل" بعد هذا الانتصار ما دفعه الى عدم الترشح لولاية ثانية. ويفتقد بوش الى النشاط "اليومي" لتحريك الأمور والقلق لانجاحها والاتصال بزعماء العالم ودفع عجلة الأمور قدماً. وقال بوش في رسالة صوتية: "الآن أصبحت الأمور مختلفة وعلي أن اكتفي بالانتقاد والشتم والتذمر والشكوى".

تعليق عبر الفيس بوك