سوريا: فصائل بالجيش الحر تنفي التفاوض مع موسكو.. و"العفو الدولية" تدين عمليات اختفاء قسري

فرنسا تدعم مواجهة "داعش" بحاملة طائرات وروسيا ترسل أنظمة صواريخ وأمريكا تقدم مزيدا من الأسلحة

عواصم - الوكالات

نفى ممثلو أربع من فصائل الجيش السوري الحر أمس تقريرا عن لقاء مزمع بين فصائل تابعة للجيش الحر ومسؤولين روس الأسبوع المقبل في أبوظبي.

وذكرت وكالة أنباء روسية أن وفدا من الجيش السوري الحر وافق على لقاء مسؤولين بوزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين أواخر الأسبوع المقبل.

وقال ممثلون عن الجيش السوري الحر اتصلت بهم رويترز إن التقرير خاطئ وذكر أحدهم أن الروس يجتمعون بسوريين يدعون انتماءهم للجيش السوري الحر.

وقال فارس البيوش قائد جماعة فرسان الحق التابعة للجيش السوري الحر "إنما يجتمعون مع أشخاص سوريين لا يمثلون أحدا ويدعون أنهم قابلوا ممثلين عن الجيش الحر.

وقال قائد القوات الجوية الروسية أمس إن روسيا أرسلت أنظمة صواريخ إلى سوريا لحماية قواتها هناك. وأضاف الكولونيل جنرال فيكتور بونداريف أن المقاتلات يمكن أن تتعرض للخطف في دول مجاورة لسوريا واستخدامها في مهاجمة القوات الروسية. وقال بونداريف لصحيفة كومسومولسكايا برافدا "فكرنا في كل المخاطر المحتملة. لم نرسل مقاتلات وقاذفات وطائرات هليكوبتر فحسب بل أيضا أنظمة صواريخ.

وقال الجيش الأمريكي أول أمس إنه ينوي تقديم أسلحة إضافية لقوات المعارضة السورية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية بعد المكاسب التي حققها الأسبوع المنصرم مقاتلون مدعومون من الولايات المتحدة. وقال الكولونيل ستيف وارين وهو متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية ويقيم في بغداد للصحفيين إن قوى سوريا الديمقراطية استعادت نحو 255 كيلومتر مربعا من الدولة الإسلامية حول قرية الهول.

وضمت بعض تلك القوات مقاتلين من التحالف العربي السوري الذي تقول الولايات المتحدة انه تلقى 50 طنا من الذخيرة الأمريكية خلال عملية اسقاط جوي في سوريا في 12 أكتوبر. وقال وارين إن العملية تمت بدعم 17 ضربة جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسفرت عن مقتل 79 من مقاتلي الدولة الإسلامية وتدمير أنظمة أسلحة للتنظيم حول الهول قرب الحدود العراقية.

وقال وارين لمراسلي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) "هذا ليس عملا تكتيكيا كبيرا لكننا نعتقد ان العملية تبين نجاح برنامجنا في تقديم الدعم لتلك القوات."

وسئل عما اذا كان هذا يعني اسقاط المزيد من الأسلحة أو الذخيرة جوا قال وارين "بشأن اعادة تزويد الأسلحة نعم. الاجابة هي نعم."

وعندما أجرى الجيش الأمريكي الشهر الماضي أول عملية اسقاط جوي للذخيرة للتحالف العربي السوري قال انه سيعمل على التأكد من ان الأسلحة استخدمت بطريقة صحيحة قبل أن يقدم أسلحة اضافية. وقال وارين "رأينا ذلك. نعتقد ان النجاج في السيطرة على أكثر من 200 كيلومتر من الاراضي على يد التحالف العربي السوري يثبت الى حد ما صحة هذا البرنامج." وتغيرت استراتيجية واشنطن في سوريا من محاولة تدريب مقاتلين خارج البلاد إلى تقديم امدادات لجماعات يتزعمها قادة اجرت الولايات المتحدة تدقيقا بشأنهم

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان أمس إن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول سترسل لدعم العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وقال البيان بعد اجتماع لمجلس الوزراء الدفاعي "تم اتخاذ قرار إرسال المجموعة القتالية المرافقة لحاملة الطائرات شارل ديجول للمشاركة في العمليات ضد داعش (الدولة الإسلامية) والجماعات التابعة لها." وأضاف أن باريس تدعم جهود التوصل إلى انتقال سياسي في سوريا لكن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن بأي حال أن يكون جزءا من مستقبل البلاد.

وعادة ما ترافق حاملة الطائرات الفرنسية غواصة هجومية وعدة فرقاطات وسفينة لاعادة التزويد بالوقود

ومن جانبها، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير أمس إن الدولة السورية والميليشيات المتحالفة معها احتجزت وخطفت عشرات الالاف من الاشخاص منذ عام 2011 في حملة اختفاء قسري تمثل جريمة ضد الانسانية.

وأجرت المنظمة الحقوقية مقابلات مع اقارب اشخاص من الذين اختفوا. وقال الأقارب إنهم اضطروا إلى دفع رشى لوسطاء على علاقة وثيقة بالسلطات للحصول على معلومات عن مصير ذويهم. وقالت منظمة العفو الدولية إنها حاولت التحدث مع السلطات السورية بشأن قضية الاختفاء القسري وتنتظر الرد. ونفت الحكومة السورية مرارا تقارير تتهم الدولة بانتهاك حقوق الإنسان. وقالت المنظمة "الاختفاء القسري نفذ منذ 2011 على يد الحكومة السورية في اطار هجوم منظم ضد السكان المدنيين على نطاق واسع وبشكل ممنهج." ووصفت المنظمة هذه الاعمال بانها جرائم ضد الانسانية وطالبت دمشق بالسماح بدخول مراقبين دوليين من لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا والمفوضة من الأمم المتحدة للحصول على معلومات عن المعتقلين. وقالت المنظمة نقلا عن ارقام من الشبكة السورية لحقوق الانسان وجماعة مراقبة مقرها سوريا إن أكثر من 65 الف شخص معظمهم من المدنيين اختفوا قسرا بين مارس اذار 2011 وأغسطس 2015 وما زالوا في عداد المفقودين.

وأضافت المنظمة أن المحتجزين تم وضعهم في زنازين مكتظة حيث تتفشى الامراض ولا تتوافر الرعاية الطبية. وقالت ان المحتجزين تعرضوا للتعذيب باستخدام وسائل مثل الصدمات الكهربائية والجلد والتعليق والحرق والاغتصاب.

وقالت المنظمة انه بسبب الخوف مما قد يحدث لهم اذا تقدموا بطلب رسمي للحكومة اضطر اقارب المختفين للجوء إلى وسطاء لمعرفة التفاصيل المتعلقة بالمعتقلين مثل أماكن احتجازهم أو ما إذا كانوا على قيد الحياة. وتراوحت مبالغ الرشى من مئات الى عشرات الآلاف من الدولارات واضطرت بعض العائلات الى بيع منازلها لتدبير المبالغ المطلوبة. وقالت العفو الدولية إنها ستنشر خلال الاشهر المقبلة تقريرا يركز على انتهاكات متصلة بالاعتقالات ترتكبها جماعات مسلحة غير رسمية.

تعليق عبر الفيس بوك