وزراء ثقافة العالم الإسلامي يناقشون تفعيل جهود "إيسيسكو" في الرد على حملات تشويه الإسلام

تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات"

هيثم بن طارق: نستهدف الرقي بمستوى العمل الثقافي وتعزيز الأفكار وتبادل الخبرات بين الشعوب

الرؤية- مدرين المكتومية

تصوير/ راشد الكندي

انطلقت أمس أعمال الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية". وتناقش الدورة ستة محاور رئيسية تتصل بجهود "إيسيسكو" في إطار الحوار والتنوع الثقافي والرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والمسلمين وما يتعلق بجهود المنظمة في إطار برنامج العواصم الثقافية الإسلامية وتستمر لثلاثة أيام .ويترأس أعمال الدورة التي تقام بمنتجع بر الجصة صاحب السُّمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة بحضور معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة"إيسيسكو"وأصحاب المعالي وزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي رؤساء وفود بلدانهم.

وتأتي استضافة السلطنة لأعمال المؤتمر ضمن برنامج الاحتفال بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية وبهدف تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات وتجديد السياسات الثقافية في العالم الإسلامي ومواءمتها مع التغيرات الدولية ومتابعة تنفيذ الإستراتيجية الثقافية وتطوير تقنية المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي والنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي . ويبحث المؤتمر جهود "إيسيسكو" في إطار تنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي وجهودها في مجال تنفيذ إستراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي وما يتصل بالخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وما يخص الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية .

وألقى صاحب السُّمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة كلمة قال فيها إن الهدف الأسمى من الاحتفاء بالمدن الإسلامية كعواصم ثقافية إسلامية إحياء تاريخها وحضاراتها وإسهاماتها الثقافية والعملية من أجل بناء الحاضر والمستقبل مستلهمة مبادئها من الحضارة الإسلامية والتي هي إرث مشترك للإنسانية جمعاء على اختلاف شعوبها، وتباين أجناسها، وتنوع عناصرها الفكرية، وخصوصيتها الحضارية، كما أن احتفالنا بنزوى عاصمة للثقافةالإسلامية لعام 2015م، يأتي لما تتمتع به هذه المدنية العريقة من مكانة تاريخيةوحضارية ودينية وثقافية، ومن خلال هذه الاحتفالية تم تسليط الضوء على مدينة نزوى وإبراز معالمها وعلمائها الذين كان لهم دور كبير في التاريخ والحضارة العمانية الإسلامية وإلى جانب الاحتفاء بمدينة نزوى تحتفل أيضا جمهورية قازخستان بمدينة " ألماأتا " وجمهورية بنين بمدينة كوتونو كعاصمتين للثقافةالإسلامية لعام 2015م.

وأشار سموه إلىأن المملكة العربية السعودية الشقيقةاستضافت الدورة الثامنة لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي وحملت عنوان "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام " والتي أسهمت في تنفيذ الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلاميوانتخاب المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ هذه الإستراتيجية وكذا تم اعتماد مشروع الإعلام الإسلامي حول الحقوق الثقافية وفي هذا المقام نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمعالي وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية رئيس المؤتمر الإسلامي الثامن على جهوده الحثيثة في متابعة أعمال المؤتمر والتي جاءت بتنفيذ العديد من القرارات الصادرة عنه. وتأتي هذه الدورة التاسعة لتحمل شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية " ويشمل على مضامين هامة لترسيخ الثقافة الوسطية التنموية والوسطية الثقافية هي مجال أرحب للتعددية والتنوع الثقافي وإحدى آليات الحوار الحضاري الذي يحقق السلم في المجتمعات وبناء ديمقراطية ثقافية مشتركة تسهم في تقريب وجهات النظر بين دول العالم الإسلامي.

وأضاف سموه: إن مسؤوليتنا كوزراء للثقافة الرقي بمستوى العمل الثقافي وبشكل جماعي موحد لتعزيز الأفكار وتبادل الخبرات الثقافية لدى شعوبنا والتي أساسها الشريعةالإسلامية بعيدا عن التعصب والتطرف ونسأل الله أن يحمي أوطاننا وشعوبنا وأن يجمعنا تحت مظلة العمل المشترك والحوار الهادف البناء لمصلحة أمتنا الإسلامية، وفي الختام لا يسعني إلا أن أثمن الجهود التي تبذلها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والتي تسهم في النهوض بالعمل الثقافي الإسلامي المشترك بين الدول الإسلامية، والشكر موصول لمعالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة على جهوده الطيبة من أجل خدمة الثقافةالإسلامية سائلا الله سبحانه وتعالى أن يكلل أعمال هذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح.

نشر الثقافة الوسطية

ومن جانبه، قال معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافةإيسيسكو إنّالدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافةتنعقد تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية" وهو شعار يعبر عن اهتمامنا في العالم الإسلامي بقضايا التنمية الشاملة المستدامة، في أعقاب القمة العالمية التي عقدت أخيراً في مقر الأمم المتحدة والتي أقرت الأهداف الجديدة للتنمية الشاملة للخمس عشرة سنة المقبلة من 2016 إلى 2030. كما يعكس الشعارالذي اخترناه للمؤتمر اهتماماتنا في العالم الإسلامي بمحاربة التطرف والغلو على مختلف المستويات وبالتصدي للإرهاب بجميع أشكاله وهو الخطر الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وأضاف معاليه أن الإرهاب يبدأ فكرة منحرفة في العقل وعقيدة فاسدة في القلب وفهما سقيما للنصوص الدينية، تؤثر في سلوك من يقومون بهفيعمدون الى ارتكاب الجرائم في حق المسلمين والإنسانية جمعاء. ولأننا على يقين تام بأن الثقافة الوسطية هي نقيض للثقافة المتطرفة، وأن الثقافة التنموية هي بديل عن ثقافة التخلف بجميع مظاهره الذي يبدأ من التخلف في الفكر وينتهي إلى التخلف الاجتماعي والاقتصادي فقد حرصنا على إبراز هذا المفهوم العلمي وتسليط الضوء عليه وسعينا إلى العمل على بلورته وترسيخه واعتماده مقوما من مقومات المنهج الذي نعتمده في علمنا الإسلامي في نطاق اختصاصات المؤتمر، ولذلك كان الربط بين الثقافة وبين التنمية باعتبارهما من أقوى الوسائل للنهوض الحضاري الشامل من ضرورات التقيد بهذا المنهج العلمي الذي هو السبيل نحو تفعيل العمل الثقافي العام والارتقاء به حتى يكون رافدا قويا للتنمية الشاملة المستدامة التي ننشدها لبلداننا والتي نوطد العزم على العمل من أجل دعمها بكل الوسائل المتاحة لنا.

وأوضح معاليه أن المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم بمشكلاتها وأزماتها، تقتضي منا تعزيز التضامن الإسلامي وترسيخ قواعده وتوسيع نطاقه حتى يكون هو القاعدة العريضة التي ننطلق منها في مواجهة المخاطر الكثيرة التي تحدق بنا، ولحماية أمن الدول الأعضاء ثقافياً ودينيًا وعدم التدخل في شؤونها بأي شكل من الأشكال واحترام التنوع المذهبي فيها، والتصدي للسياسات الاستعمارية الجديدة التي ترمي، ليس فقط إلىإضعاف الأمةالإسلامية وكسر شوكتها بل تهدف الى احتلال بعض دول العالم الإسلامي وتمزيق أوصاله وإعادة رسم خرائط جديدة لدوله.

مواجهة الممارسات الثقافية

وقال معالي السيد إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلاميإن هناك ممارسات ثقافيةنواجهها كمجموعة من الدول اتخذت لنفسها منصة للتعاون فيما بينها وهي منظمة التعاون الإسلامي التي يجمع بين أعضائها الهوية المشتركة والرموز الثقافية الواحدة والموحدة ولا مناص لنا من مواجهتها والتصدي لها. ومن هذه الممارسات ثقافة الظلم والعدوان. فاستمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يشكل تهديدا خطيرا للمعالم والمؤسسات الثقافيةالإسلامية في القدس الشريف. والتصعيد الأخير في الاعتداءات على المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال يفرض علينا مواصلة الضغط على المجتمع الدولي لمنع استمرار هذا الوضع وحماية وصون المعالم الثقافيةالإسلامية التاريخية في القدس. فمن المناسب إعادة النظر في الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي بهدف ضمان التعامل مع التحديات بفعالية. وأن تستهدف الإستراتيجية الثقافية إضفاء وإضافة البعد الثقافي عند إعداد وتنفيذ البرامج الاجتماعية والاقتصادية وجعل التنمية الثقافية أولوية أساسية وكذلك جعل الشباب من بين أول المستهدفين والمستفيدين في مجال بناء القدرات.

تعليق عبر الفيس بوك