الخليل - الوكالات
شيّع آلاف الفلسطينيين، جثامين سبعة، بينهم رضيع وفتاتين، قتلهم الجيش الإسرائيلي في الأيام السابقة، بمدينتي الخليل وبيت لحم (جنوب الضفة الغربية)، وجنين (شمال). وذكر مراسل الأناضول، أن عشرات الآلاف شاركوا بتشييع جثامين خمسة فلسطينيين في مدينة الخليل، مشيراً أن موكب الجنازة انطلق من أمام مسجد الحسين، باتجاه مقبرة الشهداء بالمدينة، وسط أجواء من الغضب والمطالبة بالانتقام لدمائهم.
والجثاميين هي لـ: الفتاة بيان العسيلي، والفتاة دانيا أرشيد، وحسام الجعبري، وبشار الجعبري، وطارق النتشة، وجميعهم قتلوا بحجة محاولة تنفيذ عمليات طعن في مدينة الخليل، خلال أكتوبر الجاري. وكان الجيش الإسرائيلي قد سلّم الجثامين الخمسة أول أمس، لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث جرى استقبال رسمي وعسكري وشعبي لهم في مقر المحافظة بالخليل.
وفي بلدة بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم، شيَع فلسطينيون جثمان الطفل الرضيع رمضان ثوابتة (8 أشهر)، والذي استشهد إثر استنشاقه للغاز المسيل للدموع، أطلقه الجيش الإسرائيلي قرب منزل عائلته في البلدة أمس.
وذكر شهود عيان أن موكب التشييع انطلق في جنازة عسكرية من مستشفى بيت جالا الحكومي، باتجاه منزل والد الطفل في بيت فجار، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة، قبل أن ينقل الجثمان لمسجد البلدة، حيث صلي عليه، ومن ثم ووري الثرى في مقبرة بيت فجار. وشيّع فلسطينيون جثمان الفتى محمود طلال نزال (18 عاماً)، من بلدة قباطية قرب جنين.
وذكر مراسل الأناضول أن موكب التشييع انطلق من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي بجنين، باتجاه بلدته قباطية، حيث دفن في المقبرة الغربية بالبلدة بعد إلقاء عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه.
وكان نزال قتل برصاص جنود إسرائيليين صباح أمس، خلال عبوره حاجز الجلمة شمالي الضفة، بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن ضد جنود إسرائيليين، حيث أصيب بخمس رصاصات، في الكتف والبطن والساق، وكانت الإصابة القاتلة رصاصة في الوجه، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وسادت مواكب التشييع أجواء من الغضب والمطالبة بالثأر، حيث حمل المشيعون الجثامين على الأكتاف، ورددوا هتافات تطالب بالانتقام لدمائهم، وحملوا العلم الفلسطيني إلى جانب رايات الفصائل الفلسطينية وصور الشهداء.
ويشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أصاب كثيرا من الفلسطينيون بالرصاص وبحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أمس، بحسب مراسل الأناضول ومصادر طبية.
وأصيب خلال المواجهات، أحد عشر فلسطينياً بالرصاص الحي، إضافة لإصابة واحدة بالمطاط، وإصابة بقنبلة غاز في الصدر، وعشرات الإصابات بالاختناق، بحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية تلقت الأناضول نسخة عنه.
وقتل الجيش الإسرائيلي 72 فلسطينياً منذ بداية أكتوبر الجاري، بينهم 15 طفلاً وسيدة حامل، فيما أصاب 2240 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأشارت الوزارة في بيان وصل الأناضول نسخة عنه، أمس، أن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع بعد استشهاد الشاب محمود طلال عبد الكريم نزال لتصل في الضفة الغربية إلى 54 شهيدا، وفي قطاع غزة 17 شهيدا، إضافة إلى شهيد في النقب (جنوب إسرائيل).
واعتقل الجيش الإسرائيلي 1520 فلسطينياً، 60 % منهم من الأطفال، منذ بداية شهر أكتوبر الجاري، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، مشيرة إلى أنّ غالبية المعتقلين من محافظة القدس.
وذكرت الهيئة في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة عنه، أمس، أن تصعيداً في حالات الاعتقال الإداري جرى خلال الشهر الجاري بقرار من الحكومة الإسرائيلية ليصل عدد الإداريين إلى 500 معتقل.
ولفتت هيئة الأسرى إلى أن عمليات اعتقال المواطنين الفلسطينيين ارتكبت خلالها جرائم أساسية جاءت بتعلميات وتوجهات من المستوى السايسي الإسرائيلي متمثلة بإعدامات ميدانية لأسرى كان بالإمكان السيطرة عليهم واعتقالهم، واستخدام منهج القتل العمد بدل الاعتقال، إضافة لوضع قوانين تعسفية تقضي باعتقال أطفال حتى سن الـ 14 سنة وتقديمهم للمحاكمات وفرض أحكام عليهم تتراوح بين 4 -20 سنة إضافة إلى تفتيشات جسدية على أي شخص دون الاشتباه.
ودعا مسؤولون إسرائيليون سياسيون وضباط، إلى حمل السلاح، وتعليمات إسرائيلية بإطلاق النار على المتظاهرين وبالرصاص الحي، إضافة لاقتراحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بتشكيل محكمة أمن دولة بما يتعلق بالاعتقال الإداري، وإسقاط مواطنة المقدسيين وسحب الهويات وحجز جثامين الشهداء وهدم المنازل، بما يشكل خروج عن الإجراءات القانونية العادلة والهروب من المساءلة القانونية بفرض هذه الإجراءات التعسفية وتسهيل عمليات الاعتقال، وفق بيان الهيئة.