استشهاد فلسطينين برصاص الجيش الإسرائيلي في الخليل.. والآلاف يحيون ذكرى مجزرة "كفر قاسم"

القدس - الأناضول

استشهد شاب فلسطيني، أمس، متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وقالت الوزارة -في بيان صحفي وصل الأناضول نسخة منه- إنَّ شابا فلسطينيا قُتل بعد إطلاق النار عليه من قل قوة إسرائيلية في مدينة الخليل، ولم تعرف هويته بعد.

وكان ميكي روزنفيلد المتحدث الرسمي بلسان الشرطة، قد أعلن أن قوات الجيش أطلقت النار على فلسطيني في مدينة الخليل، بعد أن حاول تنفيذ "عملية طعن". وأشار إلى أن عدم إصابة أي اسرائيليين في الحادث.

وكان شهود عيان فلسطينيون، قالوا لمراسل وكالة الأناضول، في الضفة الغربية، في وقت سابق، إن الجيش الإسرائيلي، أطلق النار على شاب فلسطيني، لم تعرف هويته بعد، مما أدى إلى إصابته بجراح. وهذا هو الفلسطيني الثاني، الذي يقتله الجيش الإسرائيلي في مدينة الخليل اليوم الخميس، حيث قتل في الصباح شابا بعد أن حاول أيضا طعن جندي إسرائيلي، بحسب الجيش.

وفي السياق، شاركت العشرات من النساء المناصرات لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، أمس، في وقفة، لدعم ما أسموه "الهبّة الشعبية في الضفة الغربية". ورفعت المشاركات في الوقفة التي دعت إليها "الحركة النسائية الإسلامية"، التابعة لحركة "حماس"، لافتات كُتب على بعضها: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"نموت وتحيا القدس".

وقالت كفاح الرنتيسي المتحدثة باسم الحركة النسائية، في كلمة ألقتها خلال الوقفة: "نشارك في هذه الوقفة، تعبيراً عن نصرتنا ودعمنا للهبة الشعبية في الضفة والقدس، واسناداً للمرأة الفلسطينية في ميدان المواجهة مع الجيش الإسرائيلي". وأضافت: "إسرائيل تستغل الصمت الدولي للاستمرار والتمادي في انتهاكاتها ضد المدنيين بالضفة وضد المسجد الأقصى".

وقال يوسف الشرافي القيادي في حركة "حماس" في كلمة له على هامش الوقفة: "خيار الانتفاضة هو خيار الشعب الفلسطيني بأكمله، وهي مستمرة حتّى تحرير فلسطين". وأصيب عشرات الفلسطينيين، أمس، بالأعيرة المطاطية، وبحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت بين الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، في مواقع متفرقة من الضفة الغربية، بحسب شهود عيان ومسعفين.

وأفاد الشهود لوكالة الأناضول للأنباء بأن مواجهات اندلعت بين قوة عسكرية إسرائيلية وشبان فلسطينيين، في حي باب الزاوية وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد مقتل شابيين فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، استخدم خلالها الجيش الرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع. وأضاف الشهود، إن الشبان رشقوا القوة الإسرائيلية بالحجارة والعبوات الفارغة. واندلعت مواجهات مماثلة، على مدخل مدينتي رام الله والبيرة الشمالي، وسط الضفة الغربية، بحسب الشهود.

وقال مسعفون إنهم قدموا الإسعاف الأولي لعشرات الفلسطينيين الذين أصيبوا بحالات اختناق، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وبجراح إثر إصابتهم بالرصاص المطاطي في الخليل ورام الله.. وسار الآلاف من الفلسطينيين العرب في إسرائيل في مدينة كفر قاسم (شمال)، لإحياء الذكرى السنوية الـ 59 للمجزرة التي ارتكبتها جنود إسرائيليون عام 1956 في المدينة. وتقدم المسيرة نواب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، بينهم أيمن عودة، وحنين زعبي، وأحمد الطيبي، وجمال زحالقه، وعايدة توما-سليمان ، أحمد جبارين، وعيساوي فريج.

وتقدم المسيرة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر (إسرائيل)، ومحمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية (أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين العرب في إسرائيل). ورفع المشاركون أعلام فلسطين ورددوا "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"، ووضعوا أكاليل من الزهور على ضريح شهداء مجزرة كفر قاسم في المدينة.

وقال النائب أيمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست: "العقلية العنصرية التي أدت إلى مجزرة كفر قاسم لا زالت معششة في المؤسسة الحاكمة". وأضاف للصحفيين: "صحيح أن كفر قاسم هي الجرح الأكبر بعد النكبة ولكنها أيضا الانتصار على الجرح، فالمدينة في حينه كان يسكنها 1500 نسمة، أما اليوم فتضم 22 ألف نسمة ينشدون الحياة والتطور في وطن الآباء والأجداد". وتابع عودة "فشلت الحكومة الاسرائيلية في طردنا، فهي تعمل على طردنا من المواطنة، تصريحات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الأخيرة والتحريض العنصري المحموم ضد الجماهير العربية، الإقصاء وإخراجنا خارج دائرة الشرعية والتأثير ..فشلوا في طردنا وجوديا، فيريدون طردنا سياسيا، ولكننا على صدورهم باقون وجوديا وسياسيا".

وكان جنود حرس الحدود الإسرائيلي نفذوا في مثل هذا اليوم من عام 1956 مجزرة في مدينة كفر قاسم أدت إلى مقتل 48 فلسطينيا عربيا ، بينهم 23 طفلا.

ومن جانبها، نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، التي قال فيها إن واشنطن تعتزم فرض عقوبات ضدها.

وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة، في بيان نشر أمس، وتلقت وكالة الأناضول نسخةً منه:" تصريحات كيري بأن واشنطن ستفرض عقوبات ضد حماس، وبأن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، معادية للإنسانية، ودليل على أن الإدارة الأمريكية أصبحت شريكاً في العدوان على الشعب الفلسطيني". وأضاف:" تصريحات كيري، ضوء أخضر لاستمرار جرائم الحرب الإسرائيلية، وخاصة الإعدامات الميدانية".

وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قال في كلمة له ألقاها في مؤتمر نظمه مركز "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" في واشنطن :" واشنطن ستفرض عقوبات على حركة حماس وغيرها لتورطها في عمليات إرهابية، ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".

وسبق أن أدرجت وزارة الخارجية الأميركية، في 8 سبتمبر الماضي، على لائحتها السوداء للشخصيات التي تصنفها على أنها إرهابية، أسماء ثلاثة من قادة حركة "حماس" وهم، محمد الضيف، قائد كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، والقياديان في الحركة، يحيى السنوار، وروحي مشتهى. ووصفت الحركة آنذاك القرارات الأمريكية، بأنها "إجراء غير أخلاقي، ومناقض للقانون الدولي ويشجع الإرهاب الإسرائيلي".

وتشهد الأراضي الفلسطينية وبلدات عربية في إسرائيل، منذ مطلع أكتوبر الجاري، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، أدت لقتل 68 فلسطينيا.

تعليق عبر الفيس بوك