تمكين الشباب وتعزيز الاستدامة .. في صدارة نقاشات مؤتمر عُمان للمسؤولية الاجتماعية للشركات2015

الرؤية - أحمد الجهوري

انطلقت أمس فعاليات مؤتمر عُمان للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة للشركات 2015،ويهدف لمناقشة الدور الجديد الذي تلعبه المسؤولية الاجتماعية للشركات في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات.وتسليطمزيد من الضوء على ضرورة زيادة التعاون وتعزيز الاستدامة في السلطنة.

حيث رحّب فندق جراند حياة مسقط بحضورٍ كبير خلال فعاليات اليوم الأوّل، والذي وافتتحالمؤتمرسعادة محسن بن خميس البلوشي، مستشار وزارة التجارة والصناعة، بفندق جراند حياة مسقط.وقالالبلوشي في كلمته الافتتاحية"إنّ مؤتمر المسؤولية الاجتماعية والاستدامة للشركات في عُمان، والذي يحظى بمشاركة واسعة من عددٍ من الشركات الرائدة في السلطنة ونخبة من المختصين والمهتمين بواقع المسؤولية الاجتماعية، يجسد الإدراك والاهتمام المتناميين لدى الشركات والمؤسسات الأهلية بأهمية خدمة وتنمية المجتمع المحلّي. ومع تنامي الدور الاجتماعي للشركات ومؤسسات القطاع الخاص تزداد أهمية تبنيها لبرامج فعّالة في مجالات إنسانية واجتماعية وتنموية مختلفة تعود بالنفع على كافة فئات المجتمع".

وأضاف : "إنّنانعمل اليوم باتجاه بناء ثقافةٍ من المسؤولية الاجتماعية الحقيقية لدى القطاع الخاص في ظل الدور التنموي الذي يضطلع به في عُمان. وإنّني أرجو أنّ يمثل هذا المؤتمر منصة تفاعلية تلتقي فيها الجمعيات الأهلية بالشركات الوطنية الرائدة لمناقشة سبل تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية وأهميتها وأبعادها المختلفة وأفضل الممارسات الدولية المتبعة فيها".

وأعقب الكلمة الافتتاحية عقد عددٍ من الحلقات النقاشيّة التي ركزت على قضايا الحدّ من عدد الباحثين عن عمل، وتمكين الشباب، وأبعاد التنمية الاجتماعية الاقتصادية. وأدارت الجلسة الرئيسية ولاء حمدان،مديرة منظمة سي أس آر ووتش - الأردن، وشارك فيها كلّ من عامر المطاعني، نائب الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال؛ وشيماء اللواتي، الشريك المؤسس لشركة (Sustainable Square Oman)، وعلي رضا سارباتشي، مدير عام التطوير في نستله. وقدناقشالمتحاورونجوانب الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات في عُمان، وسبل تعزيزها بشكلٍ استراتيجيّ بهدف ضمان المشاركة الفعالة للمجتمعات في هذه العملية الحيوية. وعلاوة على ذلك، فقد حددت الجلسة المجالات الرئيسية التي تحتاج إلى المزيد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وخلال الجلسة الأولى، والتي ركزت على تعزيز الاستدامة في كافة أرجاء السلطنة من أجل الحدّ من البطالة، وتمكين الشباب، وضمان استدامة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في عُمان، قالت شيماء اللواتية: "لقد قطعت المسؤولية الاجتماعية للشركات شوطاً طويلاً في السلطنة وخصوصاً خلال الأعوامالـ10 الماضية، وبالرغم من تباين المبادرات واختلاف طرق تنفيذها، فقد قاد معظمها في العديد من أرجاء عُمان كل من قطاعات النفط والغاز، والبنوك، والاتصالات، وقطاع السيارات. كما بدأ القطاع الحكومي في إتخاذ خطوات ملموسة على الطريق الصحيح، الأمر الذي ترك تأثيراً كبيراً على الاتجاه الكلي لمفهوم الاستدامة في السلطنة". وأضافت: "من وجهة نظري الخاصة، فلا بد من إنسجام الأهداف الاستراتيجية للشركات مع خططها الخاصة بمبادرات المسؤولية الاجتماعية، حيث لا بد لنا من البدء بأخذ زمام الأمور بدلاً من القيام بالأمور من منطلق ردّات الفعل". وواصلت اللواتي حديثها حول أهمية تفعيل مؤشرات الأداء الرئيسية، ووضع استراتيجيات محددة ومجالات تركيز مختلفة، ووجود أدوات لقياس مدى فعالية الخطط الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية.

وبعد ذلك، تمّ عقد جلسة خاصة للإداريين والرؤساء التنفيذيين، تمّ من خلالها التركيز على فهم دور المسؤولية الاجتماعية المستدامة للشركات في السوق العُمانية حالياً. كمااقيمت العديد من الجلسات والنقاشات خلال اليوم الأول تناولت الممارسات المثلى والتعاون الحكومي وضرورة تمكين الأجيال القادمة من الشباب العُماني من خلال مفهوم المسؤولية الاجتماعية وشراكة المجتمع.ومن جانبها، قالتسارة جاكسون، المدير الإقليمي لمعهد أميديست: " انمفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات شهد تغييراً كبيراً في عُمان مؤخراً، حيث حصل تحوّلٌ من الرعاية التقليدية للفعاليات إلى البرامج المستدامة وطويلة الأمد، مع المزيد من التركيز على الدورات التدريبيّة. كما ازداد عدد البرامج التي يتمّ تمويلها من مبادرات المسؤولية الاجتماعية، والتي ركزت في الأعوام الأخيرة على قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة". وأضافت: "من الرائع رؤية العديد من الشركات التي باتت اليوم تتبنى مبارات المسؤولية الاجتماعية وتضع لها الاستراتيجيات وتحدد الأولويات ثم تقوم بتنفيذها".وأضافت : "لقد نفذ معهد أميديست العديد من برامج المسؤولية الاجتماعية منذ افتتاح أبوابه في السلطنة في عام 2008، ولقد رأينا مدى تأثير مثل تلك البرامج في إيجاد الفرص التدريبيّة للشباب العُماني وما لذلك من أثر على زيادة فرصهم وتعزيز قدراتهم. وقد شاركت وزملائي خبراتنا مع كافة الجهات ذات العلاقة بهدف المساهمة في تسليط الضوء على أفضل الممارسات المتبعة والدورس المستفادة في هذا السياق. وإنني أرجو أن يساهم المؤتمر في زيادة الوعي حول مدى فعالية مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات وإمكانية مساهمتها في إثراء التنمية الاقتصادية في عُمان". يشار إلى أنّ المؤتمر قد شهد مشاركة العديد من الخبراء في مختلف القطاعات، والذين ضمّوا كلاً من: سعادة باربرا جوسي، سفيرة مملكة هولندا المعتمدة لدى السلطنة؛ وعمّار شمس، الرئيس الإقليمي لاستدامة الشركات في بنك إتش إس بي سي؛ ورافاييل بارامبي، الرئيس التنفيذي لصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومحمد المخيني، القائم بأعمال نائب الرئيس التنفيذي للعلاقات الخارجية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال؛ وسارة جاكسون، المدير الإقليمي لمعهد أميديست؛ وشيري كولبورن، الشريك التنفيذي في مؤسسة Startup Oman.

جديرٌ بالذكر أنّ فعاليات اليوم الثاني ستتناول العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية للشركات والتعليم، وتنمية الشباب، والعمل التطوعيّ في شركات ومؤسسات القطاع الخاص. وسيتضمن جدول الحلقات النقاشية كلاً من منذر بن هلال البوسعيدي، مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس؛ والدكتور ستيفن هيل، نائب رئيس جامعة صُحار؛ وغادة اليوسف، المديرة التنفيذية للتواصل والاستدامة في مجموعة شركة الكهرباء القابضة.

تعليق عبر الفيس بوك