انطلاق أعمال الملتقى السنوي الثاني للباحثين.. وتدشين الهوية التسويقية لمجمع الابتكار وفق إستراتيجية طموحة

زيادة أعداد المنشورات ا لعلمية إلى 157 منشورا لكل مليون نسمة في 2014

◄ د. هلال الهنائي: 32 برنامج دكتوراه في 2014 مقابل برنامج واحد في 2007

484 باحثا في 2013 ارتفاعا من 355في 2007

افتتاح معرض الملصقات البحثية

انطلقتْ، أمس، فعاليات الملتقى السنوي الثاني للباحثين، الذي يُنظِّمه مجلس البحث العلمي، تحت رعاية معالي عبدالعزيز بن مُحمَّد الرواس مستشار جلالة السلطان قابوس للشؤون الثقافية، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والباحثين والأكاديمين من مختلف الكليات والجامعات في السلطنة.

ومن المقرَّر أنْ يَرْعى صاحبُ السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان رئيس مجلس البحث العلمي، اليوم، الاحتفال بتكريم الفائزين ضمن الجائزة الوطنية للبحث العلمي، والتي تقدَّمَ لها هذا العام 83 مشروعا بحثيا من مختلف المؤسسات البحثية والأكاديمية، وتمَّت الموافقة من قبل لجان التقييم على تكريم 12مشروعا بحثيا، كما سيتم تكريم 6 مشاريع بحثية طلابية ممولة من المجلس ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب، بجانب الاحتفال بتكريم الدفعة الأولى من المبتكرين الفائزين بالدعم ضمن جائزة الابتكارات الفردية.

مسقط- عبدالله الراشدي- مُحمَّد الرزيقي

وخلال أعمال الملتقى أمس، ألقى سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي -في بداية حفل الافتتاح- كلمة؛ قال فيها إنَّ الملتقى السنوي للباحثين يعد تظاهرة علمية تهدف إلى تسليط الضوء على نتائج البحوث العلمية الممولة عبر برنامج المنح البحثية المفتوحة، وبرنامج دعم بحوث طلاب الدراسات العليا، وبرنامج دعم بحوث طلاب الدراسات الجامعية الأولى. وأضاف بأن الملتقى يهدف إلى تكريم الباحثين المجيدين الذين تمكنوا من المشاركة الفاعلة في إثراء المعرفة الإنسانية من خلال نشر بحوثهم العلمية المتعلقة بعمان في أرقى المجلات العلمية العالمية، كما سيتم للمرة الأولى في هذا الملتقى تكريم الفائزين بمسابقة الابتكارات الفردية بفئاتها المختلفة. وأوضح أنَّ مُلتقى هذا العام يتزامن مع اجتماع اللجنة الاستشارية الدولية لهيئة مجلس البحث العلمي؛ حيث سيضم الاجتماع أعضاء اللجنة السابقة التي رافقت مسيرة المجلس خلال الأربع سنوات الماضية، وأعضاء اللجنة الجديدة التي سترافق مسيرة المجلس خلال السنوات الأربع المقبلة، واغتنم هذه الفرصة بأنَّ أرحب بهم جميعا أحر ترحيب، وأتقدم بالشكر الجزيل لأولئك الذين دعموا مسيرة المجلس خلال السنوات الأربع الماضية بخبراتهم المتميزة.

عقد من البحوث

وأضاف سعادة الامين العام قائلا: "إننا وإذ نحتفل معكم بمرور 10 سنوات على إنشاء المجلس، فقد كان إعداد الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي في العام 2008 -والتي شارك في إعدادها كافة المعنيين بالبحث العلمي والابتكار في السلطنة- القاعدة التي انطلقت منها برامج المجلس الساعية إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية المتمثلة في بناء السعة البحثية والتميز البحثي في المجالات ذات الأولوية الوطنية، ونقل المعرفة وتوفير البيئة المحفزة للبحث العلمي والابتكار". وأوضح أنه يتم تنفيذ الإستراتيجية على 3 مراحل تتزامن مع الخطط الخمسية التنموية للسلطنة؛ حيث ركزت المرحلة الأولى على إزالة العقبات وتوفير برامج الدعم وركزت المرحلة الثانية على موائمة البحوث مع الاحتياجات الوطنية وستركز المرحلة الثالثة على انشاء مراكز للتميز في المجالات ذات الأولوية الوطنية. وأشار إلى أنه ضمانا لتحقيق اهداف البحث العلمي والوقوف على واقع البحث العلمي والابتكار وجودة هذه البرامج، فقد تم العمل على بناء مؤشرات للعلوم والتقانة وفقا للمعايير المعتمدة عالميا، كما تم في العام 2014 تنفيذ دراسة تقييمية لأداء القطاع البحثي بالسلطنة، وأثر برامج المجلس في دعم هذا القطاع من قبل احد بيوت الخبرة المتخصصة. وأضاف بأن منظمة الأونكتاد التابعة للأمم المتحدة قامت بتقييم سياسات العلوم والتقنية والابتكار في السلطنة. وبيَّن أنه على الرغم من أن باكورة برامج المجلس كانت قد بدأت مع نهاية العام 2009 من خلال المنح البحثية المفتوحة، إلا أن هذه الدراسات خلصت إلى أنَّ برامج المجلس بما أتيحت له من موارد مالية محدودة قد ساهمت في رفع مؤشرات أداء القطاع البحثي في السلطنة، بما يخدم الأهداف الإستراتيجية للخطة الوطنية للبحث العلمي. وقال إن من المؤشرات التي شهدت تطورا جيدا ازدياد عدد برامج الدكتوراه بالسلطنة من برنامج واحد في عام 2007 إلى 32 برنامج دكتوراه في العام 2014، كذلك ازياد أعداد المنشورات في المجلات العلمية لكل مليون نسمة الى 157 منشور في العام 2014، مقارنة مع 47 منشورا علميًّا فقط في 2007، كما ارتفعت أعداد الباحثين بالسلطنة في العام 2013 إلى 484 باحثا لكل مليون نسمه مقارنة مع 355 باحث لكل مليون نسمة في 2007، وكذلك ارتفاع براءات الاختراع من 0.08 إلى 5.5 لكل مليون نسمة.

دعم الابتكار

وتحدَّث سعادة أمين عام مجلس البث العملي عن النشاط في مجال دعم الابتكار بالتزامن مع النشاط في الجانب البحثي، موضحا أن مشروع مجمع الابتكار مسقط، والذي يقام على أرض مساحتها 540 ألف متر مربع بالخوض، ويعد البيئة المتكاملة التي نعول عليه ليكون الحاضن الرئيسي للابتكار وللاستثمار في مجال البحث والتطوير. وأضاف: "نود الإشارة إلى مشروع واحة الابتكار الذي يتضمن 4 برامج أساسية للدعم وهي برامج دعم الابتكار في المجالات التعليمية والأكاديمية والصناعية والمجتمعية، وقد توج برنامج الابتكار الصناعي بإنشاء مركز الابتكار الصناعي بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية بالرسيل، كما تم الانتهاء من الفترة التجريبية لبرنامج دعم الابتكار التعليمي وتسليمه لوزارة التربية والتعليم، في حين يعمل برنامج دعم الابتكار الأكاديمي كمرحلة تجريبية في جامعه السلطان قابوس، أما في برنامج دعم الابتكار الفردي والمجتمعي، فقد تم انشاء مسابقة الابتكارات الفردية التي سنحتفل غدا أيضا بتكريم الفائزين بالدعم في دورتها الأولى".

وأشار سعادته إلى البرامج الداعمة لجهود المجلس في البحث العلمي والابتكار كبرامج لدعم المؤتمرات ونشر الوعي وتعزيز الهوية وتنشيط التعاون الدولي وتوفير البرامج والشبكات الإلكترونية الداعمة للبحث العلمي والابتكار في السلطنة. وللتعريف بالبرامج البحثية والابتكارية وتزامنا مع مرور عشر سنوات على تأسيس المجلس، ينطلق اليوم معرض البحث العلمي والابتكار في محطته الأولى بولاية بركاء ليطوف عددًا من محافظات السلطنة لنشر الوعي بأهمية البحث العلمي والابتكار والتعريف بجهود المجلس في بناء السعة البحثية وتحقيق التميز البحثي ونقل المعرفة. وفي ختام كلمته أكد سعادته بأن مجلس البحث العلمي تمكن بما اتيحت له من موارد مالية محدودة خلال العشر سنوات الماضية من بناء الأساس لتمكين البحث العلمي والابتكار في السلطنة حسب افضل الممارسات العالمية.

ومن جانبه، ألقى البروفسور بوردخارت راهوت رئيس اللجنة الاستشارية الدولية لمجلس البحث العلمي كلمة؛ تحدث خلالها حول أهمية البحث العلمي في ايجاد الحلول العلمية لقضايا المجتمع المختلفه في مختلف المجالات كالماء والعذاء والتغيرات المناخية؛ حيث إنَّ البحوث حيوية لحياة الناس وهذه الرسالة يجب أن تصل للطلاب والمعلمين...وغيرهم؛ للعمل في البحث العلمي. موضحا أنَّ البحث العلمي مبني على الفضول ويسعى إلى استنباط المعرف والعلوم.

وأكد البروفسور راهوت أنَّه ليس بالضرورة كل الابتكارت تدر المال، بل أحيانا تقدم معرفة وفي كل الأحوال يجب دعم الابتكار. وعرَّج البروفسور على مسيرة النهضة المباركة في عمان وانتشار التعليم وإنشاء الجامعات، وما تساهم به في خدمة البحث العلمي والابتكار في السلطنة. وشدَّد البروفيسور على أهمية الاستثمار في البحث العلمي؛ للحد من التحديات التي توجه البحث العلمي كالتمويل والأجهزة والبنى الأساسية...وغيرها من الأمور التي تهيِّئ بيئة مناسبة.. موضحا أنَّ عُمان تعمل على بناء القدرات البحثية؛ الأمر الذي يساهم في إنتاج مشاريع مهمة كما أنَّ المجلس خلال الفترة الماضية حقق عددًا من الإنجازات من خلال إنشاء عدد من برامج دعم البحوث كبرنامج المنح البحثية الإستراتيجية.

مجمع الابتكار

إلى ذلك، تضمَّنت فعاليات الملتقى تدشين الهوية المؤسسية لمجمع الابتكار مسقط؛ حيث قام معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بتدشين هوية المجمع التسويقية، بعدها قدم الدكتور عبد الباقي بن علي الخابوري مدير دائرة المناطق العلمية عرضا مرئيا تناول فيه مراحل تكوين الشعار وكيفية تفعيله واستخدامه بطريقة تخدم أهداف المشروع في استقطاب الجمهور المستهدف، عبر إستراتيجية دقيقة ومدروسة يتم العمل عليها، إلى جانب عرض مادة فلمية قصيرة توضح طريقة تشكل المكعبات الأربعة وترجمها مروراً بومضة الإلهام، إلى كيان يحدد خارطة الطريقة لعمل المجمع.

ويأتي تدشين الهوية المؤسسية لمجمع الابتكار مسقط في صدارة الإستراتيجية التسويقية والإعلامية التي ينتهجها المجمع للتعريف به؛ وذلك من أجل إضافة قيمة لبناء سمعة وصورة ذهنية لدى الجمهور المستهدف، وتحقيق ميزة تنافسية تترك آثاراً عميقة في المتلقي عبر إرساء دعائم الوعي ثم الانتشار، كما يأتي التدشين في صميم تحقيق المجمع لرسالته والأهداف المرجوة من ورائه، إضافة إلى أنه انعكاس لجوهر توجهات عمل هذا المشروع الوطني والمتمثل في توفير بيئة ملائمة للبحث العلمي والابتكار.

ويُشار إلى أن مجمع الابتكار مسقط -قيد الإنشاء- يقع بالقرب من جامعة السلطان قابوس في منطقة الخوض، وعلى مساحة تبلغ 540 ألف متر مربع تقريباً، متضمناً عدة مرافق خدمية في مرحلته الأولى؛ وهي: مبنى الابتكار ومركز اجتماعي ومبنى ورش تصنيع وتصميم نماذج أولية من المنتجات، كما يقدم المجمع عدة تسهيلات لجذب المستهدفين منه، كحاضنات لرواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن توفير خدمات الاستشارة والتوجيه، وإمكانية استغلال المرافق الخدمية أثناء التواجد في المجمع، مع مقومات من شأنها تعزيز نمو الأفكار والتشجيع على تحويلها إلى منتجات وحلول ملموسة.

كما دشن معالي راعي الحفل معرض الملصقات البحثية والذي يتضمن 28 ملصق بحثي للبحوث الممولة من المجلس وتم نشر مخرجات علمية واوراق عمل في مجلات علمية عالمية محكمة، إضافة إلى عدد من الملصقات البحثية للبحوث الطلابية الممولة ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب.

تعليق عبر الفيس بوك