الهجرة النبوية الشريفة تحفل بالدروس في التفاؤل والأمل والتضحية

دينك حياتك

نقطة تحول كبرىفي تاريخ الإسلام

حمد بن سليمان المعولي

تمر علينا ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، تلك المناسبة العظيمة التي لها شأنها الكبير في الإسلام، فلم تكن مجرد حادثة عابرة، بل كانت ولا تزال تعتبر أبرز حدث في تأريخ الإسلام، فهي نقطة التحول الكبرى التي بها ظهر الدين وقويت شوكته وانطلقت دعوته تجوب الآفاق بعد طول تضييق وكبت ..

-الهجرة النبوية الشريفة تعطينا درسا عظيما يجب أن يكون نصب أعيننا وهو أن الدين أعظم أمرٍ في حياة الإنسان، يضحي من أجله بكل شيء، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك بلده مكة التي يحبها لأجل الدين وعزته وهكذا فعل أصحابه المهاجرون ...

-الهجرة النبوية تعطينا درسا عظيما في التضحية والبذل بأثمن ما يملكه الإنسان المؤمن فداء لدينه الذي أنزله الله تعالى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومهما بذلنا فعطاء الله تعالى أعظم..

-الهجرة النبوية تعطينا درسا أن الله تعالى ينصر هذا الدين من حيث نحتسب ومن حيث لا نحتسب مهما حاول إطفاءَ نوره المشركون والكافرون والمنافقون ..

-الهجرة النبوية تعطينا درسا في أن الهجرة ليست هروبا بل هي مرحلة مؤقتة تتنفس فيها دعوة الإسلام لتعود مجددا فاتحة ما استغلق من بلاد الله تعالى بأخلاق الدين وقيمه السمحة،وبقوة أهله وعزتهم ..

-الهجرة النبوية تعطينا درسا في حسن التخطيط وجمال التنسيق وروعة التعاون من أجل إعلاء شأن الدين وكرامة أهله فلا مكان فيه للفوضى والعشوائية والتخبيط ..

-الهجرة الشريفة تعطينا درسا في صفات أتباع هذا الدين حينما يسري في دمائهم وتعشقه قلوبهم وتستضيء به أخلاقهم،وبذلك استحقوا شرفا عظيم ..

-الهجرة الشريفة تعطينا درسا في التفاؤل والأمل وانشراح الصدر مهما كانت الظروف واشتدت الصعاب ..

نعم نصره الله وليس أي أحد ..

أخرجه الكافرون وظنوه انتصارا لهم فتبين أن ذلك سبب انتصاره هو ونكستهم هم وقصم ظهورهم ..

كانا اثنين في غار ضيق ولكنه أوسع من الدنيا لأن الله معهم، وهنا حتى الغار نال شرف الذكر فما أعظمها من حادثة!

(يقول لصاحبه) هنيئًا لك يا أبا بكر هذا الشرف العظيم والوسام القرآني الكريم وأنعم بك وأكرم يا ناصر الإسلام رضي الله عنك..

(لا تحزن إن الله معنا) ما أرقها وأعذبها من كلمات،وما أجلها من ثقة تجعل النفس تطمئن بمعية الله تعالى ونصره، فاطمئن يا من حفظ الله فالله حافظك ..

ثم هناك النصر والتمكين والعزة والقوة والسكينة والطمأنينة كما أن هناك جنودا سخرهم الله تعالى لحراسة عبده ونصره..

فالله تعالى يحفظ دينه ويعز أهله إن هم حفظوا الله تعالى واتبعوا الدين وتحلوا بتقوى ربهم فالدين عزيز وأتباعه كذلك أعزة بعزته، وكلمة الله دوما وأبدا هي العليا،أما من كان معاديا للدين كافرا به فهو في أسفل سافلين ومن غالب الله يُغلب، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى ..

ثم لنوقن جميعا أن الله (عزيز حكيم) يعز من يشاء، يعز الدين وأهله إن اتبعوا سبيل عزتهم، عزيز فيحكم ما يشاء بعزته ويقدر ما يشاء بقدرته، وحكيم سبحانه فيما يقدره ويقضيه ولربما كرهنا بعض المقدَّر (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ..

وصدق من قال : قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت .. ويبتلي الله بعض القوم بالنعمِ !

فهل من إجابة لرسائل الهجرة ؟ وهل من انتقال من مرحلة تشتت أبناء المسلمين وتفرقهم بأمراض الطائفية البغيضة لننهض مجددا بأخلاق المهاجرين والأنصار والتأسي بقائدهم العظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك