نحو مفهوم جديد للشورى!

يوسف البلوشي

تبدأ، الأحد المقبل، انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة الثامنة، وقبل أي حديث عن المنافسة، ندعو الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى بما يكلل المساعي في خدمة هذا الوطن والحفاظ على مقدراته.

دلفتُ إلى قاعة التصويت في اليوم الذي خُصِّص للإعلاميين وأعضاء اللجان فيإحدىالمدارس التي خصصتها اللجنة المنظمة للترشيح.. الخطوات الأولى إلى المقارالانتخابيةتدعو للفخرفي مفردة من مفردات النهضة المباركة التيتُعتبر أهم إنجازات العهد الزاهرلمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله.

هذه الدورة منذ بدايتها اختلفت في تنظيمها وتحسين مستوى خدماتها الإلكترونية مقارنة مع الدورات الماضية ومواكبة للتقدم التقنيوالإلكترونيالذي شاهدته يبعث على السرور، ويسهل على المنتخبين إجراءات الترشيح وفرز الأصوات.

وما يدفع إلى المضي في التصويت للانتخابات هو نداء الوطن الذي يحثعلى الديمقراطية والمشاركة؛ إيمانا بمبادئحقوق المواطنة التي طالما نادت بها أطياف المجتمع وشرائحه المختلفة.. مطالبين فيها بالمشاركة السياسية بين الحكومة والمجتمع.

وتبلغ انتخابات الشورى هذا العام أهمية بالغة في نفس كل عماني؛ حيث تمثل مرحلة متطورة من العمل في السلطنة تنظيماً وممارسة، حتى في قواعد العملية الانتخابية التي تشهد لأول مرة استخدام النظام الإلكتروني عن طريق شاشات اللمس للتصويت، وتؤكد بحوث استطلاعات الرأي العام ارتفاع نسبة المشاركة المستندة إلى تطور مستوى الوعي الانتخابي، والصلاحيات التشريعية والرقابية التي يتمتع بها المجلس خلال فترته المقبلة، مما يعزز من التطور وتأصيل الممارسة البرلمانية.

إضافة إلى أنَّ الوطن يعيش أفراحه التي تواكب 45 عاما من عمر النهضة المباركةالتي قادها عاهل البلاد المفدى، وكلها شواهد وطنية أضحت منارة للعيان ونبراسا يضيء طريق الأجيال.

عموما.. اختيار المترشحين في خضم هذا الحراك الشوروي يجب أن يُبنى على مصداقية ما يطلبه الوطن من معايير بناء، تُبنى علىالكفاءات والقدرات والحس الوطني الذي يتدفق منه الشعور بالمسؤولية.

ومنذ الأزل، تقوم الحكومة على دعم توجهات المجلس وتطلعات المواطنين، بإعطاء المسيرة الشورويةفي عمان مزيدا من الصلاحيات التشريعية، وهذا ماتم فعلا بعد أن تيقنت الحكومة أن بإمكان المجلس المضي قدما وفق تطلعات الشعب ونهضة مجتمعه. لذا؛ شرعت الحكومة لتمكين المجلس بما يُسهِّل أداء مهامه والاختيار منه للحقائب الوزارية، وأيضا لدعم العمل في ميادين الحكومة المختلفة.

ومع عُرس عمان الكبير، ندعو الجميع للمشاركة الفاعلةواختيار الأكفأ للتمثيل تحت قبة المجلس، وفق معايير الكفاءة بعيدا عن القبلية والمذهبية والجوانب الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك