"التراث والثقافة" تنظم دورات للتدريب على فنون السيناريو والتصوير والإخراج وإنتاج الفيلم القصير

بالتعاون مع مكتب "الرؤية" والمركز الأوروبي لخدمات التدريب

أبوزكريا: المواهب العُمانية الشابة في حاجة إلى مزيد من الدعم والرعاية للنهوض بالقطاعات الفنية

الرؤية - مدرين المكتومية

استضافت وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع مكتب الرؤية لخدمات التدريب والمركز الأوروبي للتدريب وتنمية المهارات الإعلامية المحاضر الدكتور يحيى أبو زكريا لتقديم برامج تدريبية في مجال السينما، والتدريب على كتابة السيناريو والتصوير والإنتاج والإخراج السينمائي وإنتاج الفيلم القصير، وذلك بمقر الكلية العلمية للتصميم.

وقالالدكتور يحيى أبو زكريا إنّالمُبدعين في العالم العربي يجمعون على أنّ الصورة تلعب دورًا كبيرًا في مجال الإرشاد الاجتماعي والأخذ بيد الأجيال الجديدة إلى ما ينفع الأوطان، خاصةوقد باتت الصورة بديلاً للكتاب وقلّ الإقبال على القراءة، وأصبحت الصورة هي المرجع الأساسي للمعرفةوتكوين الشخصية والحصول على المعلومات، وهو ما يزيد من أهمية الدورات التدريبية التي دعتإليها وزارة التراث والثقافةبإشراف من مكتب الرؤية لخدمات التدريب والمركز الأوروبي لتنمية المهارات الإعلامية، والتي تهدف إلى تأسيس جيلٍقادرٍ على صناعة فيلم وثائقي وسينمائي ومُتدرب على كتابة سيناريو لأعمال درامية للإذاعةأو التلفزيون والسينما.

وأضاف أبو زكريا أنّالسلطنة في أمسَّ الحاجة إلى مزيد من الإنتاج الدرامي، فعندما نتحدث عن السينما في سلطنة عُمان نشير إلى ثلاثةأفلام أو فيلمين على الأكثر، وهو ما لا يتماشى مع الشخصية العُمانية وما تملكه السلطنة من مخزون ثقافي وفكري، ومن يتأمل تاريخ سلطنة عُمانيكتشف الكثير من الصور والنماذج والمواد التي تستطيع أن تصبح أعمالاً سينمائية ومسلسلات في التلفزيون العُماني والتلفزيونات العربية. والغرض من هذه الدورات تخريج أجيال لها القدرة على الإبداع في مجال الصورة بأعلى المقاييس الثقافية والحرفية.

وعن مفهوم الجمالية المحلية، قال المدرب إنّالصبغة المحلية طغت على الكثير من المسلسلات المنتجة حديثًا، ولكن على صعيد الإخراج الدرامي وتوزيع الأدوار، وتوزيع الكاميرات والزوايا فنحن نحتاج إلى الكثير من الحبكةالتي تؤهلنا لنتصدر المشهد العربي الفني، وعندما نتحدث عن صورة، فإننا نتحدث عن إبداع، ولا يكفي أننخلق شخصيات درامية ونُقدمها للنّاس للاستهلاك المحلي، وإنما العمل الناجح هو العمل الذي تتفاعل فيه الصورة، بمعنى أن تكون متكاملة بكل المقاييس من حيث التصوير والإضاءة والأمور الأخرى، مع التأكيد على أهمية النص الذي تحوله الكاميرا من الورق إلى شاشة العرض التليفزيوني أو السينمائي. وتحتاج السلطنة إلى المزيد من كتاب السيناريو لأنّها تمتلك موروثاً حضاريًاكبيرًا، لكن لا يوجد من يحول هذا الموروث الحضاري إلى عمل سينمائي، أو تلفزيوني جيّد، وقد وضعت الدولة ميزانيةلدعم الفن والمُبدعين والفنانين ومن يهتمون بحماية الذاكرة الوطنية الثقافية، ونحن على أبواب العيد الوطني، لماذا لا يكون هناك عمل كبير يرصد تطور السلطنة وانتقالها من مرحلة إلى أخرى،من مرحلة البناء إلى مرحلة قيام الدولة، لما لا ترصد الكاميرا طبيعة تغيير المجتمع إلى الأفضل، طبيعة التكامل في المجتمع العُماني. هذا يحتاج إلى مبادرات ورعاية من وزارتي التراث والثقافة والإعلام، وإبداع الكوادر الشابة.

وأضاف أبو زكريا: سعدت بمستوى المشاركين في الدورات، لأنني حين استعرضت أفكارهم لم ألمس تكراراًفي الأفكار ما يدل على تنوع إبداعاتهم وقدرتهم على إبداعالفكرة العامة التي تصلح أساساً لإنتاج سيناريو، والعمل الفني يبدأ بفكرة، فإذا وجدت الفكرة الأولى يسهل القيام بالجزئيات والتفاصيل المتعلقة بالفيلم تدريجيًا.

وقال المدرب إنّ حرص الشباب المشاركين على تحصيل أكبر كم من المعلومات والمهارات شيء مبشر ودليل على جديتهم وحماسهم وتفاعلهم مع محتوى الدورة. لافتاً إلى أنّ الكثير من المشاركين في الدورات قدموا أفكارهم مكتوبة على هيئة سيناريوهات مبدئية، وبالاطلاع عليها تيقنت من جاهزيتهم لبدء المشوار الاحترافي، فمن يكتب مشهدًا واثنين، قادر بمزيد من التدريب على صياغة جميع مشاهد العمل الدرامي، لذلك لا اتصور أن هناك مشكلة إبداع في سلطنة عُمانأو العالم العربي، بل نحن في حاجة إلى من يرعى هذا الإبداع ويدفعه للتطور.

يُشار إلى أنّالدكتور يحيى أبوزكريا باحث جزائري من مواليد 1964 في منطقة باب الوادي بالجزائر العاصمة، يُجيد عدة لغات، وعمل في مجال الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي لسنوات، وساهم في ظهورعدد من البرامج السياسية لإذاعات وتلفزيونات عربية، وأشرف على تأسيس صحف ومجلات في الجزائر وغيرها،ولديه إجازة في العلوم السياسيةوالإعلام. وهو عضو اتحاد الكتّاب في السويد، وعضو جمعية المراسلين الصحفيين في السويد.

تعليق عبر الفيس بوك